الوقت هو تلك الجوهرة التي لا تقدر بثمن، يمر حاملا على أجنحته الفرص، فإن لم تقتنصها ستذهب بعيدا، ولربما تتكرر، أو لا تتكرر، أو تتكرر في غير زمانها ومكانها!
لذا يعتبر استغلالك للوقت بحد ذاته فرصة لصنع الفارق، فرصة لصنع الإنجاز.
قال الإمام الكاظم -عليه السلام-: (إن الله تعالى ليبغض العبد النوام، إن الله تعالى ليبغض العبد الفارغ).
فإذا كنت تعـاني مـن عدم القدرة على استغلال الوقت استغلالا مثـاليا، عليك مراعــاة مـا يلي:
- مرور الوقت دون تحقيق إنجاز:
مرور الوقت من دون تحقيق إنجاز! يجب أن يكون بمثابة جرس إنذار لك؛ لأنك اليوم لست أنت في قادم الأيام، فقواك في صباك لن تكون كذلك في مشيبك، لذا استعن بوقت هذا لتسد احتياجات ذاك.
عن الإمام علي (عليه السلام): (إنما أنت عدد أيام، فكل يوم يمضي عليك يمضي ببعضك).
- آمن بقصر الحياة:
عليك أن تدرك وتذكر نفسك بأن الحياة قصيرة، وأن الفرص فيها نادرة، وأن تذكر نفسك دائما بذلك.
عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: (اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك).
- وضع برنامج لاستغلال الوقت:
التخطيط ووضع البرنامج، دافع يجنبك العشوائية، ويضع قدمك على الطريق الصحيح لاستغلال الوقت بطريقة مثلى، جرب أن تصنع ذلك.
- استغل أوقات الفراغ الإجبارية:
أوقات الفراغ الإجبارية قد تكون تلك الأعمال التي فيها أدوار يتم تأديتها من قبل العمال أو الموظفين كل بحسب دوره، وبناء على ذلك فما بين دور أحدهم وآخر فسحة من الوقت لو عمل الإنسان على استغلالها لعادت عليه بالفائدة، كتدوين الملاحظات مثلا، ووضع البرامج، أو تكوين الخطط، أو ذكر الله سبحانه وتعالى.
قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا}.
- اجعل غايتك خيرا في ما تفكر بصنعه:
الغايات ينبغي أن تكون في الخير لكي تكون الأعمال مقبولة من المجتمع ومن الله سبحانه وتعالى.
وبالتالي تعود بالخير عليك وعلى الجميع، وهذه المقبولية جراء القيام بأعمال الخير، خير دافع لاستغلال الوقت.
قال تعالى: {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون}.
- ضمان المستقبل:
من لا يستثمر الوقت سينتظره مستقبل أقل ما يقال عنه أنه غير منتظر! ولذا استغلال الوقت للعمل والإنتاج ضمانة حقيقية لمستقبل واعد أكثر أمنا ورفاه.
- السعي لتعويض ما فاتك:
يعتبر السعي لتعويض ما فات من أهم الدوافع التي من الممكن أن تستثمرها لتعويض ما فاتك، ولكن ينبغي أن تمتلك الإرادة لتحقيق ذلك.
عن الإمام علي -عليه السلام-: (لو اعتبرت بما أضعت من ماضي عمرك لحفظت ما بقي).
- انتهز الفرص:
الفرص قليلة ونادرة وقد لا تتكرر إذا مرت، لذلك هي من أهم الدوافع الموضوعية لكي تستغل وقتك استغلالا مثاليا.
عن الإمام علي -عليه السلام-: الفرصة تمر مر السحاب فانتهزوا فرص الخير
- استعد للعمل:
الاستعداد المادي والمعنوي للعمل وصناعة المنجز دافع نشط لاستغلال أمثل للوقت، لأنه يجنبك التململ وتجاوز الصعاب والمعوقات التي تعترض طريقك.