يقول الإمام الكاظم عليه السلام:
"ليس منا من لم يحاسب نفسه في كل يوم، فإن عمل خيرا استزاد الله منه وحمد الله عليه، وإن عمل شيئا شرا استغفر الله وتاب إليه".
يحرص الأئمة الهداة على أن يكون المؤمن المنتمي لمدرستهم سائرا على منهجهم التربوي في مراقبة النفس ومحاسبتها؛ لما يترتب على ذلك من فوائد وثمرات أخروية ودنيوية.
فالمحاسبة هي إجراء تنموي وليس توهين للنفس، فحينما يطالع المؤمن بمدونته النفسية سيعثر على مواطن القوة والضعف، ويشخص ما ينبغي تعلمه وفعله، وما لا ينبغي، ويقدر ما يناسبه وما لا يناسبه، فتتوثق العلاقة مع الذات ويشعر الفرد بالراحة والرضا؛ لأن المصالحة مع النفس تعزز الثقة بها؛ وسيكون الفرد عارفا ماذا تريد وما لا تريد بوضوح!
ولكن هل شاهدتم شخصا مترددا في قرارته ولا يدري ماذا يريد؟
إنه يعاني من أزمة ثقة بنفسه، فهو غير منفتح على ذاته؛ لأنه قد أهمل محاسبتها، وبالتالي سيغيب عنه ماذا تريد وأي شيء ينبغي عليها فعله!