قال الإمام علي (عليه السلام): إذا لم يكن ما تريد فلا تبل ما كنت: يقول شارح نهج البلاغة ابن أبي الحديد : لقد احتار كثير من المفكرين بمضمون هذه العبارة
ثم يقول إن معناها : لا تكثر على ما فاتك منها أسفا كيف كنت أي لا تبال بفوت ما كنت أملته و لا تحمل لذلك هما كيف كنت و على أي حال كنت من حبس أو ... و لتكن الاستهانة به و الاحتقار له مما تعتمده دائما على أي حال أفضى بك الدهر إليها .
وهذه قاعدة في الحياة تحطم القلق :
الرضا ، و تقبل الأمر الواقع ، قاعدة ذهبية ،تريح البال من القلق ، و ترشدنا الى أن نسير مع تيار الأحداث ولكن لا بنحو التعامي عن معالجة الأمور وتحمل مسؤولية المواجهة ، بل الأخذ بالأسباب الممكنة وبما هو متاح لدينا دونما أن نسبح ضد التيار لتشتد علينا المشكلة وتتأزم الأمور أكثر فأكثر .
يقول أحد الفلاسفة : كن مستعدا لتقبل ما ليس منه بد ، فإن تقبل الأمر الواقع خطوة أولى نحو التغلب على ما يكتنف هذا الأمر الواقع من صعاب )
يقول الإمام علي لاحد اصحابه : إن للمحن غايات لا بد أن ينتهى إليها، فيجب على العاقل أن ينام لها إلى أدبارها فإن مكابدتها بالحيلة عند إقبالها زيادة فيها.
كما إن تغيير الأحداث وتبدل الأحوال معقود تحت سلطان الله تعالى الذي قال سبحانه :
{لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا} [الطلاق: 1]
فالقاعدة تقول لك حطم القلق بـ : الرضا بقضاء الله ومما لابد منه مع معالجة الأمر بالحكمة والصبر .