
ليلةُ الجُهَنِيِّ ليلةٌ مباركةٌ جاءَ ذكرُهَا في عددٍ مِنَ الرّواياتِ والأحاديثِ، وهي ليلةُ الثالثِ والعشرِينَ مِن شهرِ رمضانَ المباركِ والتي يُتَوَقَّعُ أن تكونَ ليلةَ القدرِ.
أمَّا سببُ تسميتِهَا بالجُهَنِيِّ فيعودُ إلى نسبتِهَا إلى رجلٍ مِن أصحابِ النبيِّ المصطفى (صلّى الله عليه وآله) يُسمّى بعبدِ اللهِ بْنِ أُنَيْسٍ الْأَنْصَارِيِّ الْجُهَنِيِّ إثْرَ حديثٍ جرَى بينَهُ وبينَ الرسولِ الأعظمِ (صلى الله عليه وآله).
أمّا قصّتُهُ فنذكرُهَا مِن كتابِ "تهذيب الأحكام" لشيخِ الطائفةِ الطوسيِّ (رضوان الله عليه) وهي كالآتي:
رَوى مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (عليه السَّلام) يَقُولُ: "إِنَّ الْجُهَنِيَّ أَتَى النَّبِيَّ (صلى الله عليه وآله) فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي إِبِلًا وَغَنَماً وَغِلْمَةً وَعَمَلَةً، فَأُحِبُّ أَنْ تَأْمُرَنِي بِلَيْلَةٍ أَدْخُلُ فِيهَا فَأَشْهَدُ الصَّلَاةَ ـ وَذَلِكَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ ـ فَدَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) فَسَارَّهُ فِي أُذُنِهِ [أي أسَرَّ له حديثاً في أُذنِهِ]، فَكَانَ الْجُهَنِيُّ إِذَا كَانَ لَيْلَةُ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ دَخَلَ بِإِبِلِهِ وَغَنَمِهِ وَأَهْلِهِ إِلَى مَكَانِهِ".
ويبدو أنَّ المسلمِينَ لمَّا تعوَّدُوا رؤيةَ الجُهَنِيِّ في ليلةِ الثالثِ والعشرِينَ من شهرِ رمضانَ فقط خلالَ السنةِ لإنشغالِ هذا الرجلِ بإبلِهِ وغنمِهِ وعدمِ تمكّنِهِ مِنَ الحضورِ في غيرِهَا مِن الأيّامِ والليالي أسمَوا هذهِ الليلةَ بِاسْمِهِ.
هذا مِن جهةٍ، ومِن جهةٍ أُخرى فإنَّهُ يُستفادُ مِن مجموعِ الرّواياتِ والأحاديثِ الواردةِ بهذا الشأنِ أنَّ المسلمِينَ آنذاكَ فَهِمُوا بصورةٍ غيرِ مباشرةٍ مِن إسْرارِ النبيِّ (صلى الله عليه وآله) للجُهَنِيِّ، وما لَحِقَ ذلكَ اللقاءَ مِن مواظبةِ الجُهَنِيِّ على إحياءِ هذهِ الليلةِ والحضورِ في مسجدِ النبيّ (صلى الله عليه وآله) بالمدينةِ المنوّرةِ للعبادةِ والذِّكرِ أنَّ ليلةَ الثالثِ والعشرِينَ هي ليلةُ القَدْرِ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
منقول "بتصرّف" من موقع مركز الإشعاع الإسلاميّ.