حسن الهاشمي
الإعلام هو نقل المعلومات والأفكار والآراء إلى الجمهور عبر وسائل مختلفة بهدف التأثير أو التثقيف أو الإقناع أو الترفيه، ووظائفه اما ان تكون إخبارية وهي نقل الأخبار والمعلومات، أو تعليمية تعنى بالتثقيف والتوعية، أو توجيهية من خلال بناء الرأي العام، أو ترفيهية عبر البرامج والفنون، أو نقد ومتابعة من خلال الرقابة الاجتماعية والسياسية، وإذا ما توخينا المصداقيّة والمهنيّة في الاعلام لابدّ من اعتماد الحقيقة، وتجنّب الخطاب المباشر، والحرص على حدود اللياقة والأدب، والابتعاد عن العبارات الفضّة الغليظة، فالإعلام الملتزم ليس اداة لنشر الأخبار، أية أخبار، ولكنه قبل كل شيء أداة لخدمة المجتمع وصيانة مصالحه، والحفاظ على تقاليده وآدابه.
مركز الكفيل... عطاء دائم وابداع متميز
في مقالنا هذا نتناول مركز الكفيل للإنتاج الفنّي والبث المباشر وهو مركز اعلامي متخصص في صناعة الإعلام، يتبنّى تغطية وتصدير نشاطات الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة وأقسامها، وفق رؤية علمية وآلية طرح مهنية وأسلوب عصري يواكب التطوّر الحاصل في مجال الاعلام، ويعتمد القوالب الفنيّة في صناعة الإعلام ابتداء من اعداد التقارير والقصص الصحفية والافلام الوثائقية والبرامج التلفزيونية الى جانب صناعة السينما، هدفه نشر علوم اهل البيت (عليهم السلام) وتعاليمهم وعطائهم اللامحدود، متضمناً ذلك عطاء العتبة العباسية المقدسة للمجتمعات المحلية والدولية وعلى مختلف الأصعدة، ويتم ذلك من خلال وسائل الإعلام التقليدية كالصحف، الراديو، والتلفاز، والحديثة كمواقع التواصل الاجتماعي، و"المنصات الرقمية" وهي وسائل إلكترونية (تطبيقات أو مواقع) تُستخدم لنشر وتبادل المحتوى نصي، صوتي، مرئي، والتفاعل بين الأفراد أو المؤسسات، ومنصات "البودكاست" وهو برنامج صوتي وأحيانا مرئي يُنشر على الإنترنت في حلقات متسلسلة، يمكن الاستماع إليه في أي وقت، عبر الهاتف أو الكمبيوتر.
قدّم المركز خدمة متميزة على الصعيد الإعلامي والمتمثّلة في تصدير حقيبة إعلامية متكاملة تتناول كافة النشاطات الإسلامية والاجتماعية والإنسانية بما في ذلك توفير الغطاء الإعلامي المطلوب لمهام العتبة العباسية المقدسة واقسامها اضافةً الى خدمة البث المباشر على مدى (24) ساعة للصلاة اليومية وكافة الأنشطة التي تقام في العتبة العباسية المقدسة، كما توفّق المركز في صناعة وتصدير مئات الاعمال المميزة من قبيل التقارير الاستثنائية والأفلام الوثائقية والبرامج التفاعلية وبعض الأفلام السينمائية.
ما هو الإعلام التخصّصي
بسبب تعدد المشاريع وتوسعها، وبسبب تنوع مصادر الاعلام وتشعباته، وبسبب تباين المستوى الثقافي ومرتكزاته، وبدواعي التخصص والاحاطة والمهنية، كان لزاما على المؤسسات التي ترنو النجاح ومواكبة التطور التكنلوجي الهائل ولا سيما في مجال التقنيات في مواقع التواصل الاجتماعي، كان لزاما عليها ان تدقّ باب الحداثة لاسيما ونحن نعيش الازدهار في مجال التخصص في جميع مجالات الحياة، فان الاعلام التخصّصي ليس بمنأى عن هذا التوجّه ولا ببعيد عن هذا التوجّس، وهو نوع من الإعلام الذي يُركّز على مجال معيّن من مجالات المعرفة أو الاهتمام، ويُقدّم محتوى دقيقا وموجها لجمهور محدد يهتم بذلك المجال، بدلاً من مخاطبة الجمهور العام.
والأمثلة على الإعلام التخصّصي كثيرة ومتعددة نذكر منها:
ـ الإعلام الديني: يعالج القضايا الدينية والعقائدية.
ـ الإعلام الاقتصادي: يغطّي الأخبار والتحليلات الاقتصادية والمالية.
ـ الإعلام الصحي: يركّز على موضوعات الصحة والطب.
ـ الإعلام الأكاديمي ـ العلمي: يُعنى بالبحوث والدراسات.
ـ الإعلام الثقافي ـ الديني: يهتم بالأدب والفكر والتراث.
وأهم خصائص الإعلام التخصّصي هي الجمهور المحدد الذي يستهدف فئة معينة (مثقفين، مهنيين، متدينين) بلغة متخصّصة يستخدم مصطلحات فنية أو معرفية دقيقة ويعتمد العمق في الطرح اذ لا يكتفي بالسطحيات، بل يعالج القضايا بعمق، ريثما يصل الى أهداف توعوية معرفية غالبا ما يرنو إلى التثقيف لا الإثارة، وأهميته تكمن في رفع مستوى الوعي المتخصص في المجتمع، ومواجهة الفوضى المعلوماتية بطرح رصين ودقيق، بالإضافة الى الاسهام في بناء رأي عام ناضج في مجال معيّن.
من هذا المنطلق بارك ممثل المرجعية الدينية العليا والمتولّي الشرعيّ للعتبة العبّاسية المقدّسة سماحة العلّامة السيد أحمد الصافي، مساعي قسم الإعلام المتّجهة نحو (الإعلام التخصّصي)، لمواكبة المشاريع المتنامية للعتبة المقدّسة، جاء ذلك خلال استقباله رئيسَ قسم الإعلام في العتبة المقدّسة السيد علي البدري، يوم الاثنين، 27 أكتوبر 2025 واستماعه إلى شرحٍ مفصّل عن جهود القسم لتغطية نشاطات مختلف أقسام ومؤسّسات العتبة المقدّسة، وتوجّهه إلى إطلاق الإعلام التخصّصي لمواكبة توسّع المشاريع بمختلف المجالات، الثقافية والتراثية والتربويّة والصحية والتعليمية والزراعية والخدمية، وأكّد سماحة السيد الصافي دعمه للمشروع وتسخير الإمكانيّات لإنجاحه، داعيا إلى العمل المستمرّ ليكون إعلام العتبة المقدّسة أنموذجا في الدقّة والمهنيّة.
الفرق بين الإعلام العام والإعلام التخصّصي
الإعلام العام متنوّع (أخبار، ترفيه، سياسة، مجتمع...) والجمهور المستهدف فيه عموم الناس، وبذلك تكون لغته بسيطة، مفهومة وعمقه سطحي إلى متوسط ، والهدف منه إعلام، تسلية، وتكوين رأي عام، والأمثلة على ذلك قنوات الأخبار العامة، الصحف اليومية كبرنامج في قناة عامة يتحدث عن "الصحة العامة"، أما الإعلام التخصصي فانه موجّه لمجال محدد (ديني، طبي، اقتصادي...) وجمهوره المستهدف هو جمهور مهتم أو متخصص بمجال معين، وبذلك تكون لغته أدق، وقد يحتوي على مصطلحات فنيّة أو معرفيّة، وفيه من العمق العلمي اذ انه يناقش تفاصيل وتحليلات متخصصة، هدفه توعية، تعليم، ومعالجة قضايا متخصصة، والأمثلة على ذلك منصّات دينية، مواقع اقتصادية، مجلات طبيّة كأن تناقش مرض السكري بالتفصيل.
العتبة العباسية المقدسة تبنّت الإعلام العام لمخاطبة عامة الناس، وتبنّت الإعلام التخصصي لمخاطبة النخبة، هذا ما حدا بالسيد البدري القول انه و"بتوجيهٍ ودعمٍ من سماحة السيد الصافي، ونظرا للتوسّع الهائل الذي تشهده مشاريع العتبة المقدّسة في مجالات الزراعة والصناعة والطبّ والتربية، ما يتطلّب الارتقاء بالرسالة الإعلامية لمواكبة هذا النموّ والعُمق، فإن قرارنا الاستراتيجي هو الانتقال من الإعلام العام إلى الإعلام التخصّصي".
وأضاف، أنه "أصبح من الضروريّ وجود نوافذ إعلامية متخصّصة قادرة على عكس هذا التطوّر بوضوح وشمولية، وقرار التحوّل إلى الإعلام التخصّصي ينبع من رؤيةٍ واضحةٍ تهدف إلى تقديم محتوى نوعيّ تخصّصي دقيق، بدلاً من التغطية العامّة لجميع النشاطات، وتوظيف الخبرات الفنّية الكبيرة والمتراكمة لملاكات العتبة المقدّسة، في مجالاتها المختلفة (الثقافة، الزراعة، الصناعة، الطبّ، التربية، الخدمات العامّة)".
وتابع بالقول: "إن هذا العمل يضمن تغطية كلّ نشاطٍ أو مشروعٍ من قِبل فريقٍ إعلاميّ متخصّص، يمتلك المعرفة الأساسية بالمجال التخصّصي ويُراعي المصطلحات والمنهجيات المعتَمَدة في كلّ تخصّص، ويعمل قسمُ الإعلام في الوقت الحاضر، على تشكيل فرقٍ إعلامية متخصّصة تتولّى تغطية النشاطات بشكلٍ حصريّ، ومنها (فريق الإعلام الزراعي) الذي يُعنى بتغطية مشاريع العتبة المقدّسة في القطاع الزراعي، و(فريق الإعلام الصناعي) لتسليط الضوء على الإنجازات والمصانع والمبادرات التقنية، و(فريق الإعلام الطبّي) الذي يُعنى بتغطية العمل في المستشفيات والتشكيلات الصحّية التابعة للعتبة المقدّسة، و(فريق الإعلام التربوي) للتركيز على المؤسّسات التعليمية والمناهج والأنشطة الأكاديمية، إضافة إلى فرقٍ تخصّصية أُخَر حسب الحاجة مثل (الإعلام الفكري أو الخدمي).
الإعلام الرسالي الهادف
هو نوع من الإعلام يحمل رسالة أخلاقية أو فكرية أو دينية واضحة، ويهدف إلى بناء الإنسان والمجتمع وفق منظومة قيميّة معيّنة، وليس مجرّد نقل أخبار أو تسلية، وسماته الأساسية هي الرسالة الواضحة التي تستند إلى قيم سامية (دينية، إنسانية، ثقافية...) تهدف إلى إصلاح الواقع أو التغيير الإيجابي، والهدف منه تربية المجتمع، ومواجهة الانحراف، وحماية الهوية، وتعزيز الوعي، ويبتعد عن إثارة الغرائز أو اللهو الذي لا طائل منه ولا فائدة مرجوة منه، وللوصول الى ذلك فان هذا الاعلام ينبغي ان يخضع لمعايير فكرية وأخلاقية، ويُنتج بلغة مقنعة، لكنها راقية ومسؤولة، وبذلك يكون هذا الاعلام يخاطب العقول والضمائر، لا فقط العيون والآذان، ولا يسعى للشهرة بقدر ما يسعى للتأثير البنّاء.
الفرق بين الإعلام العام والاعلام التخصصي والاعلام الرسالي هو ان العام يهتم بنقل الخبر أو الترفيه وغالبا ما يكون وقتيا وفي المجالات السياسية والتجارية، وأثره محدود كقناة تنشر أخبار أو مقاطع ترفيهية، والتخصصي يهتم بنشر معرفة محددة علمية أو مهنية وأثره أعمق ويعمل ضمن المجال المعرفي كتقديم برنامج ثقافي يناقش التاريخ الإسلامي، والرسالي يهتم ببناء الانسان وفق القيم والمرتكزات الدينية والأخلاقية والفكرية وأثره طويل الأمد على السلوك والوعي، كمسلسل وثائقي يقدّم سيرة الإمام علي (ع) ويربطها بقيم العدالة مثلا.
وطالما نلمس ان العتبة العباسية المقدسة تستلّ من الذي ثوى فيها معاني الصدق والإخلاص والوفاء والنصيحة، وإنها سخّرت كلّ طاقاتها ومن ضمنها الإعلامية لتكريس مبدأ الوفاء للدين والعقيدة وأهل البيت عليهم السلام، وتأسيسا على ذلك يسعى قسم الاعلام من وراء إطلاق الإعلام العام والتخصّصي والرسالي، إلى إيصال الصورة الحقيقية لجهود أقسام العتبة المقدّسة لعامّة الناس، وللباحثين والمتخصّصين محلّياً وعالميّاً، ويكون مرآةً حقيقية لتطوّر ونماء مشاريع خدّام أبي الفضل العباس (عليه السلام)، ورافداً مهمّاً للمحتوى المعرفي الهادف.







وائل الوائلي
منذ 6 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN