Logo

بمختلف الألوان
في وطنٍ تئنُّ روحه من ثِقل الأيام، وتتوقُّ أجياله إلى فجرٍ يمحو ظلام اليأس، انبعث نورٌ من قلب مدينة مقدسة، نورٌ يملأ الوطن ضياءً، وأيدٍ أمينة تعانق آماله واحلامه. سطع نور العتبة العباسية المقدسة، التي لطالما كانت مَوئِلاً للعلم والمعرفة، لتتجاوز دورها الديني وتصبح حاضنة حقيقية للطاقات الشابة،... المزيد
أخر المواضيع


مرحبا بكَ زائرنا العزيز
نتمنى أن تكون في تمام الصحة والعافية

تحذير! هل انت متأكد من حذف هذا المقال مع الردود عليه ؟
شناشيل زينب

منذ 4 اسابيع
في 2025/11/16م
عدد المشاهدات :368
كان اسمها (زينب)  ويقال إن للإنسان نصيبا من اسمه،وهي كذلك،ترتدي الخُلق وتنطق الهيبة،وتشكو همها إلی الله تعالی،فلا يسمعها أحد،ولايشهد حسرتها أحد،سوی الله المطلع  علی حالها
تجلس يوميا بجانب شباك الشناشيل الذي يشرب الشمس بصعوبة في محلة(ام النومي) في الكاظمية،وبعد صلاة الفجر تجلس الجلسة نفسها،وتبقی تدعو حتی تسمع وقع أقدام الناس  ودعواتهم (يافتاح يارزاق ياعليم)ثم تفوح رائحة (الحرمل) معلنةً بداية اليوم الجديد،فمن عادة نساء الكاظمية إشعال(الحرمل) صباحا للرزق،وإشعاله مساءً مع الغروب لطرد الحسد
وبعد أن فاحت الحياة في المحلة،نهضت (زينب) وأشعلت(أم الفتل) ووضعت إبريق الشاي(الفرفوري)الأنيق وأعدت الفطور لعمها وعمتها وزوجها،وهي صامتة،مازالت الأماني تحتل صدرها،متی ستكون أُمّاومتی ستشرق الضحكة البريئة علی شناشيلها
لبست عباءتها وخرجت الی السوق،وكذا سائر النسوة يخرجن لشراء الخضار واللحم بأنفسهن،ولاسيما أيام نزول(السبيناغ)إذ يحرصن علی كثرة(الآلة) فيه،وإبان طقس التحضير لمائدة الغداء،دعتها جارتها (أم محمد)إلی حفل مولد الرسول الأعظم في بيت أختها في (العطيفية)قائلة لها:(تعالي وإن شاء الله النبي مايرد ايدج خالية)
بقيت هذه الجملة عالقةً في ذهن(زينب)وقررت أن تذهب مع جارتها،وبالفعل ذهبت هي وعمتها لتحضر حفل المولود،وبينما كانت(الملاية)تنشد المدائح النبوية والكل فرح ومسرور،كانت (زينب) تبكي بصمت
قدموا لها صحن(الزردة بالحليب)ومدت يدها لتأكل فتراجعت قائلة في سرها:يارسول الله (صلی الله عليك وعلی أهل بيتك)لن أتذوق شيئا من طعام مولدك،حتی ترد عليّ وتقر عيني
وانتهی حفل المولد البهيج،وعاد الجميع الی منازلهم،وحل الليل وعانق القمرُ شناشيل(زينب)، وعانقت روحها الانتظار والأمل
هنـــــاك قال لها الرجل المهاب: كلي وقري عينا
قالت له: من أنت
قال:أنا هو،طلبت أن أرد عليك فرددت
خذي، هذا كيس من الصابون لإخوتكِ
وهذا الكف من التمر لابنة أختك
فقالت له وأنا
فأجابها: ضعي مافي يدك أولا
فوضعته بسرعة علی المنضدة ومدت يدها إليه،فأعطاها بكفيه تمرا وقال لها: اسمه علي واسمها زهراء
هل سمعتِ
فنهضت(زينب)وهي تصرخ :نعم،لقد سمعت
ومازالـــت تحكي هذه القصة لابنها علي وابنتها زهراء  في كل ربيع ومازالت الشناشيل شاهدة
الغرفة الزجاجية بين الصخب الإعلامي وظلال الحقيقة
بقلم الكاتب : وائل الوائلي
في زمنٍ صار فيه الضوء يُسلَّط حيث الضجيجُ أعلى، لا حيث الحاجةُ أعمق، بتنا نشهد مشاهد إنسانية تُقدَّم على هيئة عروضٍ استعراضية، غرفٌ زجاجية تُشيَّد كأنها معابد عصرية للترند، لا يُعرَف من يديرها، ولا إلى أين تذهب الأموال التي تُسكَب عند عتبتها، ولا بأي روحٍ تُستثمر دموعُ الفقراء على منصاتها... المزيد
المزيد من المقالات الإجتماعية

المزيد من المقالات الثقافية

الْتَّضَارِيْسُ إِنَّ الْـعُـيُوْنَ الَّـتِـيْ سَـالَـتْ تُـوَدِّعُـكُمْ ... المزيد
كان اسمها (زينب)  ويقال إن للإنسان نصيبا من اسمه،وهي كذلك،ترتدي الخُلق وتنطق... المزيد
ونحنُ في المشتاةِ ندعو الجَفَلَىٰ لا تُرى الآدِبَ فينا يُنتَقَرُ طرفة بن العبد... المزيد
مازلتُ غريقا في جيبِ الذكرياتِ المُرّةِ، أحاولُ أن أخمدها قليلا ؛لكنّ رأسها... المزيد
رُوَّادُ الولاء : شعراء أضاءوا بالحقِّ فطُمِسَ نورُهم لطالما تهادت على بساط... المزيد
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه،... المزيد
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد آلام أمةٍ...
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى. كان اسمه...
حين نتحدث عن الأجناس الأدبية التي تتصدر المشهد الثقافي العربي عامة، والعراقي خاصة، نُشَخِّص...
في رحاب الكاظمية المقدسة، وُلد جابر بن جليل كرم البديري الكاظمي عام 1956، ليكون نجمًا متألقًا...


منذ 3 ايام
2025/12/09
سلسلة مفاهيم في الفيزياء الجزء الثمانون: الفيزياء بلا زمن: مفهوم الزمن في كونية...
منذ 3 ايام
2025/12/08
هي تشكيلات جبلية تبدو للعين مجرّدة من أي ممرات مائية سطحية، فلا تظهر عليها أودية...
منذ 3 ايام
2025/12/08
تتميز الفقاعة الاقتصادية بارتفاع سريع في أسعار الأصول، غالبًا بسبب المضاربة،...