اختُتِمت عصر اليوم الجمعة (1شعبان 1438هـ) الموافق لـ(28نيسان 2017م) في الحائر الحسينيّ الشريف فعّاليات المؤتمر الثاني للعتبات المقدّسة والمزارات الشريفة في العالم الإسلاميّ، الذي يُقام برعاية العتبة الحسينيّة المقدّسة وبمشاركة العتبات المقدّسة (العلويّة والكاظميّة والرضويّة والعبّاسية والزينبيّة) بالإضافة الى بقيّة المراقد والمقامات تحت شعار: (حقوق الزائرين أمانةٌ في أعناقنا) والذي استمرّ على مدى ثلاثة أيام، ويأتي هذا المؤتمر من أجل وضع خطّةٍ متكاملة يتمّ تطبيقها عن طريق التعاون المشترك بين العتبات المقدّسة لتقديم أفضل الخدمات لزوّار المراقد والعتبات المقدّسة.
استُهِلَّ ختامُ المؤتمر الذي شهد حضوراً واسعاً بتلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم، جاءت بعدها كلمةُ المتولّي الشرعي للعتبة الحسينيّة المقدّسة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائيّ(دام عزّه) التي ابتدأها بالشكر والتقدير لجميع المشاركين والحاضرين في المؤتمر.
مبيّناً: "هذا هو المؤتمر الثاني وأعتقد أنّه مرّ الوقت الكافي لصياغة الأسس للبدء بالعمل الفعليّ، لذلك لابدّ من البدء بالعمل المشترك ومشاركة الجميع وإن كان البعضُ قد سبق البعض الآخر، ولكن فليشعر الجميعُ أنّه له دور، وعدم إشعاره بالتهميش والإقصاء، مع حفظ الخصوصيّة لكلّ طرف".
وتابع: "إنّ الأمور الثانويّة التي يصعب حلّها تُرفع الى المتولّين الشرعيِّين، من أجل البتّ بها وإيجاد الحلول الناجعة لها، مع التركيز على أنّه لكلّ عتبةٍ خصوصيّاتها التي لابدّ من احترامها وحفظها".
لتأتي بعدها كلمةُ رئيس منظّمة الحجّ والزيارة في إيران السيد قاضي عسكر التي أكّد فيها على أهمّية هذا التواصل بين العتبات المقدّسة والسعي المستمرّ من أجل تقديم أفضل الخدمات للزائرين الكرام.
أعقبتها كلمةُ الأمين العامّ للعتبة العبّاسية المقدّسة السيد المهندس محمد الأشيقر(دام تأييده) التي جاء فيها: "إنّ العتبات المقدّسة قطعت أشواطاً كبيرة في مجالات متعدّدة، منها العمرانيّ والاستثماريّ والاجتماعيّ والفكريّ، ونتج عن ذلك الحراك المدروس والحركة الدؤوبة مشاريع عملاقة تُضاهي بنتاجاتها وجودتها مؤسّسات أخرى كان لها من العمر والاشتغال عتيّاً". للاطّلاع على الكلمة اضغط هنا.
تلتها العديد من الكلمات لأمناء العتبات المقدّسة أكّدوا من خلالها على أهمّية تظافر الجهود وتوحيد العمل فيما بينها من أجل تقديم أفضل الخدمات للزائرين الكرام.
ليُعلن بعد ذلك البيانُ الختاميّ للمؤتمر الذي ألقاه الأمينُ العامّ للعتبة الحسينيّة المقدّسة السيد جعفر الموسويّ(دام تأييده)، حيث ضمّ برنامج العمل المتضمّن لحقوق الزائر الكريم والمزار المقدّس والزيارة، وقد تضمّن ما يلي:
أوّلاً: الاهتمام بحفظ كرامة وعزّة الزائر الوافد الى الزيارة والتعامل معه باللّطف والحسنى.
ثانياً: العمل بالضوابط الشرعيّة المقدّسة والأعراف الإنسانيّة النابعة من هدي القرآن الكريم وتوجيهات النبيّ الأكرم والعترة الطاهرة(صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) في مجال العمل اليومي الإداريّ والخدميّ في المواقع المقدّسة.
ثالثاً: الالتزام بالتعليمات المتعلّقة بحماية الوافدين الى المدن والمواقع المقدّسة.
رابعاً: نشر التوجيهات والتعليمات المتضمّنة لآداب ومراسيم السفر والزيارة النابعة من سيرة النبيّ الأكرم وأهل بيته(صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين).
خامساً: احترام قوانين البلد المضيّف وأعراف أهله الاجتماعيّة ومسلّماتهم العقائديّة.
سادساً: رفد الزائر بالإصدارات الثقافيّة والبرامج المعرفيّة المناسبة لعطاء الزيارة الزاخرة بالخيرات وفق الفكر والمنهج المحمّدي الأصيل.
سابعاً: توفير مسارات لحركة الزائرين ومساحات ترفيهيّة لهم، وتأمين وسائل النقل اللّازمة لهم بالقدر الممكن وبما يخفّف من معاناة الزائر الكريم.
ثامناً: توفير الوسائل والنظم اللّازمة لتحقيق وتأمين الجانب الأمني لجموع الزائرين ولعائداتهم الشخصيّة.
تاسعاً: تهيئة الخدمات القانونيّة والإداريّة وبالتنسيق مع الجهات الرسميّة ذات العلاقة بما يلبّي موارد الحاجة المقترنة بالزائرين الكرام.
عاشراً: توفير الخدمات العلاجيّة والطبّية لضمان الأمن الصحّي للزائرين الكرام وفق الإمكانيّات المتاحة وبالتنسيق مع الجهات الصحّية الأخرى.
أحد عشر: السعي لتوفير الخدمات المتنوّعة والرّعاية اللّازمة للزائرين في فترة السفر من قبل الجهات المعنيّة.
اثنا عشر: زيادة التنسيق مع الجهات المعنيّة في البعثات الدبلوماسيّة ومنافذ الحدود الدوليّة لرعاية الزائرين الكرام وتسهيل أمورهم.
ثلاثة عشر: بذل الجهود لتسهيل الخدمات المصرفيّة الممكنة وفق الأنظمة المعمول بها في البلد.
أربعة عشر: توفير خدمات الاتّصالات المحلّية والدوليّة للزائرين الكرام.
خمسة عشر: توفير الخدمات الإعلاميّة العامّة ووسائل الاتّصال الحديثة لعموم الزائرين الكرام مع ملاحظة الأمور المعنويّة.
ستة عشر: حسن الاستقبال وكرم الضيافة في البلد المضيّف.
سبعة عشر: التعاون والتنسيق بين العتبات المقدّسة في مجال تبادل الخبرات والنشاطات فيما بينها بهدف تطوير واتّساع الخدمة للزائرين الكرام.
ثمانية عشر: السعي لتقديم جميع الخدمات أعلاه للزائرين من المذاهب الإسلاميّة، فضلاً عن أتباع مذهب أهل البيت(عليهم السلام) بغضّ النظر عن قوميّاتهم ولغاتهم وبلدانهم.
بعد ذلك توجّه الحاضرون في ختام المؤتمر الى موقع توقيع البيان الختامي له وتوزيع الهدايا على المشتركين .