شهدت قاعةُ الإمام الحسن(عليه السلام) للمؤتمرات والندوات في العتبة العبّاسية المقدّسة عصر اليوم الجمعة (19محرّم الحرام 1438هـ) الموافق لـ(21تشرين الأوّل 2016م) اختتام أعمال الملتقى القرآني الأوّل لعمداء الكليّات الإسلامية والقرآنيّة ورؤساء أقسام علوم القرآن في الجامعات العراقيّة الذي تُقيمه شعبةُ العلاقات الجامعيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة بمشاركة وحضور عددٍ من عمداء الكليّات ورؤساء الأقسام في الكلّيات الإسلامية والقرآنية في الجامعات العراقيّة.
استُهِلَّ ختامُ المُلتقى الذي شهد حضور المتولّي الشرعيّ للعتبة العبّاسية المقدّسة سماحة السيد أحمد الصافي(دام عزّه) وعددٍ من مسؤوليها بتلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم وقراءة سورة الفاتحة ترحّماً على أرواح شهداء العراق، ثمّ كانت هناك كلمةٌ للمتولّي الشرعيّ سماحة السيد أحمد الصافي(دام عزه) ممّا جاء فيها:
"نحن اليوم في مُلتقى مع أحد الثقلين الكبيرين اللذين يحمياننا يوم القيامة، والنبيّ(صلى الله عليه وآله) من مقتضى الحرص بيّن أنّ هذه الوراثة أو الاستخلاف فيما ورد من ضمن الحديث: (إنّي مخلّفٌ فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي) أراد أن لا نستغني بأحدهما عن الآخر، خصوصاً بالمشاهدة الحسّية الواقعية, فنحن معاشر المسلمين مطالبون اليوم أن نقرأ النبيّ من خلال القرآن، بحيث عندما نأتي الى القرآن الكريم نستنطق آياته في تلك الشخصيّة العظيمة سنكتشف أنّ شخصيّة النبيّ القرآنيّة تختلف عن شخصيّته التي ذكرتها السيرة أو المؤرّخون، فالقرآن الكريم يحتاج منّا المزيد من بذل الجهود".
وأضاف: "اليوم أبناؤنا في الجامعات والمدارس قد لا يهتمّون بالقرآن الكريم اهتماماً كبيراً، وجزءٌ من السبب هو المدرّس لأنّه عندما يتعامل مع الدرس كأنّه درسٌ ثانويّ فهذا بدوره يزرع في نفس الطالب أنّ هذا الدرس غير مهمّ، ويكبر معه هذا الشعور إلى أن يلج الحياة من أوسع أبوابها وهو لا يفقه من كتاب الله آيةً واحدة، وهذا الذي لا يفقه سيَحرِمُ نفسه من الانفتاح على الجزء الآخر من الثقلين وهم العترة الطاهرة، اليوم نحن أمام عقبات كثيرة من جملتها تحبيب درس القرآن وما يتعلّق به وعلوم القرآن الى نفسيّة الطالب، خصوصاً إذا شعرنا بداخلنا أهمّية القرآن الكريم والاهتمام به ليس على مستوى حفظ الآية فقط وإن كان هذا بنفسه جيّداً، ولا على مستوى الاهتمام بالبحث التاريخيّ في رسمه أو بحث أسباب النزول وإن كان هذا جيّداً أيضاً، ولكن يجب أن يكون اهتمامنا بالفهم الدلاليّ للآيات وكيفيّة التعامل معها".
لتأتي بعدها كلمةُ الأساتذة المشاركين في المُلتقى وقد ألقاها بالنيابة عنهم الأستاذ المساعد الدكتور عباس أمير رئيس قسم علوم القرآن في جامعة القادسية وبيّن فيها:
"اليوم ونحن نستظلّ بجوار أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) وننهل من منهله لثلاثة أيّام متتالية، توالى المعنيّون بالدرس القرآنيّ الجامعي يعقدون جلساتهم العلميّة بضيافة العتبة المقدّسة وبمشاركةٍ فاعلة من السادة الأجلّاء والشيوخ الفضلاء أساتذة الحوزة العلميّة، يناقشون قضايا درس القرآن، وقد كان لدعم الإخوة الأفاضل في العتبة العبّاسية المقدّسة ومشاركتهم لنا همّنا وطموحاتنا الأثر الفاعل في الخلوص الى الكثير من الرؤى والى تنضيج المعالجات والمقترحات، زيادةً على إدامة التواصل العلميّ البنّاء بين أساتذة الجامعات والقائمين على العتبة المقدّسة، وإذ أنّنا نخلص الى ملتقانا القرآنيّ نقدّم شكرنا وتقديرنا للعتبة المقدّسة والقائمين عليها لجهودها الكبيرة في رعاية هذا الملتقى وهو ليس بالجديد عليها".
تمّ بعدها إلقاء توصيات المُلتقى القرآني من قبل الأستاذ الدكتور صاحب نصّار وقد تضمّنت:
1. المحور التنظيميّ: من خلال أهمّية عقد لقاءٍ قريب ينظّم برنامجاً لجمع رؤساء أقسام علوم القرآن مع الإخوة في العتبة العبّاسية المقدّسة ويتولّى طرح المشكلات والمقترحات والرؤى الخاصّة بأقسام علوم القرآن في كلّيات التربية وبحضور مندوبٍ من وزارة التعليم العالي والبحث العلميّ.
2. المحور العلميّ: ويتضمّن استثناء الطلبة المميّزين بإمكانات قرآنية خاصّة تتمثّل بحفظ القرآن الكريم أو بعضه أو تلاوته وتفسيره من شروط القبول المركزي والشرط التنافسي في المعدّل، ويكون ذلك على وفق آليّة علميّة تقرّرها الأقسام المعنيّة، بالإضافة الى تفعيل البرنامج الإرشاديّ والتوعية لطلبة القسم بما ينسجم مع قدسيّة النصّ القرآنيّ ومقاصده الشريفة.
3. المناهج الدراسيّة: إعادة النظر في تطوير المناهج الدراسيّة وتوحيدها بين الأقسام كافّة بما يعمل على جعلها منسجمةً مع روح العصر وتحدّيات الخطاب الدينيّ المعاصر وما يحفّ به من إرهابٍ وطائفيّة وما شابه ذلك، من خلال آليّات يُتَّفَق عليها مع تضمين مناهج الأقسام الأخرى في كليّات التربية والكليّات العلميّة مادّة الثقافة القرآنية والإعجاز القرآنيّ العلميّ أسوةً بمادّة اللّغة العربيّة.
4. الكادر التدريسيّ: ويتضمّن استثناء أقسام علوم القرآن من تخصيص الدرجات الوظيفيّة للتدريسيّين وابتعاثهم الدوريّ لتطوير إمكاناتهم العلميّة وتفعيل القوانين والقرارات الخاصّة بِحَثّ التدريسيّين في الحصول على شهادةٍ أخرى في اختصاصٍ قريب.
5. النظام التعليميّ: ويتضمّن الإبقاء على النظام التعليميّ السنويّ وإلغاء النظام الفصليّ في بعض الكليّات المعنيّة بدراسة القرآن.
6. النشاطات العلميّة: وتتضمّن استثمار الأمر الوزاريّ الصادر من جهاز الإشراف والتقويم العلميّ المشتمل على تأسيس مراكز علوم القرآن في الجامعات والمعاهد العراقيّة مع إشراك أقسام علوم القرآن في النشاطات العلميّة والقرآنية التي تُقيمها العتبةُ العبّاسية المقدّسة، وبالمقابل إشراك العتبة المقدّسة في إقامة المؤتمرات العلميّة الخاصّة بأقسام علوم القرآن بضمنها بحوث تخرّج الطلبة.
بعدها اختُتِم المُلتقى بتقديم الشهادات التقديريّة للأساتذة ورؤساء الأقسام المشاركين فيه .