تأثيرات الجوال والأجهزة اللوحية على الأطفال : جيسيكا بأصابعها الصغيرة تتعامل مع الايباد بكل رشاقة، تتنقل بين الصور لتصل الى مقطع الفديو المفضل لديها: هو مقطع طوله ١٢ ثانية ترقص فيه على أغنية بيونسيه. تلك الفتاة بعمر ١٨ شهر تبدوا سعيدة جدا بهذا اللعب.
بعد مشاهدة هذا الفديو مرتين، عادت الصغيرة لفتح برنامج اليوتيوب لمشاهدة حلقة من الرسوم المتحركة الغنية بالالوان. خلال ذلك، لعبت لعبة Gabba Gabba.
عندما حاولت أمها ساندي ان تأخذ الايباد بعيداً، ظهرت علامات الغضب على الطفلة: شفاه متهدلة، دموع، وبكاء. “هي تفعل ذلك كثيراً،” قالت ساندي. “يبدوا انها تفضل الايباد على كل شيء اخر. أحياناً هو الشيء الوحيد الذي يجعلها هادئة”.
مثل العديد من الامهات والآباء، هي قلقة حيال هذا الامر، الطفلة مهووسة بالايباد. تريد ساندي ان تعرف اي النشاطات هي افضل للأطفال ومتى يكون الوقت الذي يمضيه مع شاشة الايباد اكثر من اللازم.
انها ست سنوات الان منذ طرح الايباد في الاسواق، ومعه جاءت ولادة جديدة الكومبيوترات اللوحية. لذلك فان الأبحاث الأكاديمية غير قادرة على معرفة التأثيرات طويلة الامد لاستعمال الايباد او الهواتف الذكية على ادمغة الصغار.
ان هنالك قلق عند بعض الخبراء من ان استعمال هذه الأجهزة بطرق معينة قد يؤدي الى تغيير ادمغة الاطفال بشكل سيّء- من المحتمل ان يؤثر على انتباههم، التحكم في حركتهم، اللغة والنظر، خصوصاً عندما يكونون تحت سن الخامسة.
في المقابل تقوم الشركات ومطوري الألعاب بطرح كل براعتهم في التسويق لتطبيقاتهم، عنونة تطبيقاتهم بكلمات تكون جاذبة مثل “تعليمي” و”التعليم الالكتروني”، عادة يتم ذلك دون الاستناد الى اي أسس علمية.
إذن ماذا على الاباء ان يفعلوا؟
الخوف من المجهول حول تأثير الجوال على الأطفال
تخشى الناس دائما من وسائل الاعلام الجديدة. قبل تقريباً ٢٥٠٠ سنة شجب سقراط انتشار اللغة المكتوبة بحجة ان ذلك يؤدي الى تآكل الذاكرة والمعرفة. في القرن الخامس عشر اثارت الصحافة المطبوعة الهلع الاخلاقي في المجتمع. في ذلك الوقت كان الرهبان البينديكتين ينتفعون من الطباعة اليدوية لذلك احتجوا على ظهور المطابع حينها، بالقول :” هم يطبعون بوقاحة بتكلفة قليلة، بمواد ربما للأسف تأجج الشباب سريعي التأثر”.
عند اختراع الراديو، اعتبر ذلك ايضا تهديد للمجتمع، واعتبر انه يشغل الاطفال عن القيام بواجباتهم. في عام ١٩٣٦ نشر مقال في مجلة غراموغون (Gramopgone) جاء فيه ان الشباب طوروا عادات لتقسيم أوقاتهم بين الإعداد للواجبات الدراسية المملة والاثارة الموجودة في مكبر الصوت”.
مع ذلك، هنالك القليل من التكنولوجيا التي غزت حياتنا وحياة اطفالنا خلسة مثل الكومبيوتر النقال، والأكثر شيوعاً الهواتف الذكية والاجهزة اللوحية. تلك الأجهزة تكون بحجم مناسب لراحة اليد، وشاشات لمس سهلة الاستعمال للأصابع الصغيرة. اضافة الى ذلك بإمكان عمل الكثير باستعمال تلك الأجهزة : مشاهدة الفيديو، الألعاب، الرسم والتكلم مع اقرباء يبعدون عنا آلاف الكيلومترات.
في عام ٢٠١١، بعد سنة من ظهور الايباد فقط ١٠٪ من الاطفال الأمريكيين بعمر اقل من سنتين كانوا يستعملون الكومبيوتر اللوحي او الهواتف الذكية، لكن عند حلول عام ٢٠١٣ هذه النسبة تضاعفت اربع مرات. في عام ٢٠١٥ في فرنسا وجد ان ٥٨٪ من الاطفال تحت سن الثانية استعملوا الكومبيوتر اللوحي او الهاتف النقال.
هنالك القليل من الوضوح حول عواقب الاستعمال طويل الأجل لتلك الأجهزة. لقد اخطأت الأكاديمية الامريكية لطب الاطفال (AAP) على سبيل الحذر حيث اوصت بعدم السماح للأطفال دون الثانية بأي استعمال لتلك الأجهزة، و٢-٤ ساعة يومياً لمن هم اكبر سناً. تلك القيود ببساطة لا تتفق مع عدد الناس الذين اندمجت تلك الأجهزة مع حياة اطفالهم، ولا تعتقد ان بحقيقة ان بعض التواصل مع تلك الأجهزة قد يكون نافعاً.
“اذا كان طفلك بعمر اقل من سنتين واستعمل تلك الأجهزة فإنها لن تكون سامة لدماغه: هم لن يتحولوا الى اغبياء” حسبما يقول مايكل ريچ الاستاذ المساعد في طب الاطفال من جامعة هارڤارد الطبية وهو عضو في الاكاديمية الامريكية لطب الأطفال. ” لكن هناك بعض السلبيات المُحتملة وعلى الاباء القيام بسلسلة من تحليلات المخاطر-المنافع”. ان الأكاديمية الامريكية لطب الأطفال بصدد عمل مراجعة لارشاداتها بخصوص هذا الامر ومن المحتمل ان ينشر في نهاية ٢٠١٦.
هناك اكثر من نوع من الوقت أمام الشاشة
إذن لماذا لا نعرف الكثير عن مخاطر استعمال الاطفال للأجهزة الذكية؟ هنالك مشكلة أساسية في جميع البحوث في هذا المجال- ماذا نعني بقولنا “الوقت المقضي أمام الشاشة” أو “وقت الشاشة”؟
انه من المهم ان نميز بين انواع الشاشات: هل نعني به شاشة التلفزيون، شاشة ايباد، شاشة هاتف ذكي او اي قاريء إلكتروني؟
طبيعة المحتوى داخل تلك الشاشة: هل هو لعبة رسم تفاعلية، كتاب إلكتروني، مكالمة على سكايب مع الجدة او بث لمقاطع فديو للأطفال ؟
هناك سياق: هل هناك شخص موجود في الغرفة يهتم بالطفل اثناء تفاعله مع الشاشة او ترك الطفل لوحده ؟
حتى الان، لدينا الكثير من الأبحاث عن الاطفال والتعرض للتلفزيون، لكن لا نعرف كم منها يمكن تطبيقه على مسألة تفاعل الاطفال مع اجهزة الايباد والهواتف الذكية.
هناك القليل من الأشياء التي نعرفها. معظم خبراء تنمية الطفل يتفقون على ان وقت الشاشة السلبي ربما يكون ممتع للأطفال، لكنه لن يوفر تجربة تعليمية غنية لهذا الطفل. في هذه الحالة، لا فرق هنا اذا كان الطفل يشاهد شاشة التلفزيون او شاشة الايباد.
ان وجود تلفاز يعمل عند قيام الطفل بشيء اخر، قد يلهي الطفل عن اللعب او التعلم، وهذا يؤثر سلباً على تطورهم. ساعات التلفاز الطويلة في خلفية التواصل مع الاباء وجد انها تقلل من التفاعل بين الاطفال وذويهم، والتي لها تاثيرات سلبية على تطور اللغة. تلك الإزاحة هي مصدر قلق: عند ترك الاطفال مع مربية تعتمد على الشاشة في الهاء الاطفال هم بذلك لا يتواصلون مع المعني بشأنهم او مع العالم المادي. هنالك العديد من الساعات في اليوم، وان ساعات التي تقضى في متابعة الشاشة تأتي على حساب الأنشطة الاخرى والتي ربما تكون افضل.
تحت سن الثالثة، خصوصاً، نحتاج الى التوازن في النشاطات، وذلك يتضمن اللعب وفق تعليمات، اكتشاف البيئة المحيطة، اللعب مع الدمى وخلق صداقات مع الاطفال الآخرين. التنشئة قرب الشاشة يعني التقليل من تلك الانشطة. “على الاباء التفكير باستراتيجية” كما يقول دميتري كرستاكس مدير مركز صحة الطفل، السلوك والتطور في معهد سياتل لأبحاث الاطفال، ويقول أيضاً “اذا كان لطفلك ١٢ ساعة يكون فيها مستيقظاً وكان يقضي اثنان منها في الأكل، كيف سيتم تقسيم الوقت المتبقي؟”
المشكلة ان أجهزة الايباد جذابة بشكل كبير جداً بالنسبة للأطفال والكبار على حد سواء. الفضل يعود لتصاميمها، التنوع وبديهية الواجهات، الايباد هو الطريق الأمثل للأطفال للرسم، حل الألغاز والتسلية. ضع ذلك مع جهود التسويق للشركات ووسائل الاعلام الرقمية ومطوري البرامجيات- الذين يقيسون مدى نجاحهم بطول الوقت الذي يبقى فيه المستخدم ملتصقاً الى منتجاتهم.
العديد من التطبيقات صممت ليكون دافعها التحفيز، مع مكافات سمعية بصرية مثيرة لإكمال المهمات الموجودة فيها. أشار كرستاكس الى ذلك باستجابة “لقد فعلتها”، والتي تثير مسار المكافأة في الدماغ. ” ان السعادة التي يحصل عليها الاطفال من لمس الشاشة وجعل شيء ما يحدث خلالها هو تعليم ومن المحتمل ادمان” كما يقول كرستاكس
بسبب ذلك، فان الايباد والهاتف الذكي ممكن ان تكون ملهية ممتازة للأطفال، خصوصاً في رحلات الطيران الطويلة او في المطاعم. “ان الجهاز نفسه يعتبر مصدر إمتاع مريح والاباء يلعبون على هذا الامر” كما يقول كرستاكس.
“انه ذلك شائع جداً، انه اداة الاسهل التي يستعملها الاباء” كما يصرح جيني رادسكي الاستاذ المساعد في طب الاطفال من جامعة مشيگان ويقول أيضاً “رغم انه مساعد على المدى القصير،فإنه من المهم للأطفال ان يكونوا قادرين على امتلاك آلية داخلية للتنظيم الذاتي، سواء أكان هذا التعلم بدون مكافات مستمرة او كونه قادراً على الجلوس بصبر دون اي تحفيز رقمي مستمر.
يقول كرستاكس، الروايات تتناقل، أنه هو واخرون بدأوا برؤية مرضى صغار وصغار جداً يستعملون تلك الأجهزة بشكل وسواسي. “نحن نعلم بان هنالك مشكلة في استخدام الانترنت من قبل الاطفال الكبار والمراهقين، ونعتقد بأن هذا سيحدث بالنسبة لصغار الاطفال ايضاً”.
ممهد لفرط النشاط
في مركز سياتل لأبحاث الدماغ، مجموعة من صغار الفئران تتجمع خلف أمها. بيت هذه العائلة عبارة عن حاوية بلاستيكية مليئة بنشارة الخشب، واحدة من المئات موضوعة ضمن نظام دوار من الرفوف. تلك الفئران تستعمل للمقارنة في تجارب يقوم بها كرستاكس وعالم الاعصاب نينو راميريز وفريقهما، في محاولة منهم لفهم تاثير وسائل الاعلام السريعة الوتيرة على ادمغة الصغار.
احدى حاويات الفئران تلك محاطة بأضواء ساطعة ومكبرات صوت. لمدة ٤٢ يوم، ست ساعات في كل يوم، تتعرض الفئران لتسجيل صوتي عالي الأوكتان مصحوب بأضواء ساطعة حمراء، زرقاء وخضراء. تلك الأجهزة قد صممت لإيجاد ماذا يحدث في أدمغة تلك الحيوانات عندما يتم تحفيزها بواسطة وسائل الاعلام.
النتائج كانت مذهلة. “التحفيز المفرط لتلك الحيوانات مهد لان يكونوا مفرطي النشاط لبقية حياتهم” راميريز. ان تلك الفئران أصبحت اكثر رغبة في المخاطرة ووجدوا انه اصبح من الصعب تعليمها او إبقائها منتبه. على سبيل المثال، أصبحت مشوشة بخصوص اشياء شاهدتها من قبل، ووجدت صعوبة في السير خلال المتاهة. وعند اعطائها الخيار باستعمال الكوكايين، الفئران المحفزة بإفراط كانت اكثر عرضة للإدمان بالمقارنة مع الفئران الاخرى. تلك التغيرات السلوكية ارتبطت بتغيرات في ادمغة تلك الفئران.
النظرية هنا تنص على ان هذا الامر ممكن له ان ينطبق على الاطفال: تحفيز الاطفال المفرط مع وسائل الاعلام – خصوصاً في عصر الايباد مع بث لا ينتهي من مقاطع الفديو والالعاب التفاعلية المبهرجة – ربما يسبب عدم توازن في جزء من قشرة الدماغ والذي يدعى العقد القاعدية (basal ganglia). وهو جزء من الدماغ الذي يسمح لنا بإعارة الانتباه للمهام ذات الأهمية وتجاهل الإلهاء. مثل ذلك التحفيز المفرط قد يؤدي الى مشاكل في الحياة لاحقاً، خصوصا ما يتعلق منها بالتركيز، الذاكرة والاندفاع.
قبل اثارة اي هلع جماعي عن جيل النشاط المفرط، الشرود، استعمال الكوكايين، ان تلك التجارب اثارت الكثير من الانتقادات ولعدة أسباب. ست ساعات من اي نشاط يومي تعتبر رقم كبير جداً، خصوصاً عندما يتعلق الامر بثدييات ليلية النشاط مثل الفئران. اضافة الى ذلك، كرستاكس، راميريز وزملائهم لم يظهروا للفئران اي محتوى هادف- مجرد محتوى وهاج على الشاشة.
ان الدراسات التي جرت في سياتل كانت فريدة في نطاقها ومنهجها، وهذا يُبين سبب استعمالها بكثرة كدليل على شرور وقت الشاشة. في حين ان نماذج الفئران لم تبلغ حد الكمال، هي مفيدة في دراسة آلية التي تتعلق بالعمليات الإدراكية الاساسية، والتي هي ثابتة الى حد ما في جميع الثدييات. بما ان الفئران تمتلك حياة قصيرة نسبياً، فانه من الممكن اختبار المسارات التطورية لها والحصول على رؤى حقيقية على ما يجري في دماغها. كل هذا يمكن القيام به تحت ظروف مسيطر عليها والذي يعتبر غير ممكن عندما يتعلق الامر بالانسان.
اذا حدث تأثر في التطور الإدراكي بسبب التعرض لوسائل الاعلام ( كما اقترحت التجارب)، فأن مثل تلك الأبحاث ممكن ان تعطينا فكرة عن نوع التواصل بين الاطفال والشاشة الذي يجب ان نسمح به. هل على الاباء ان يقلقوا ؟ ” يجب عليهم ان يكونوا حذرين ومنتبهين لكمية الوقت ونوعية المحتوى الذي يشاهده اطفالهم،” كرستاكس.
رغم انه تحدي كبير ان تقوم بتجربة مسيطر عليها مع الاطفال، فانه من الممكن مراقبة ما يحدث مع الاطفال” في البرية”. من ذلك فإننا نستطيع ان نضع رابط محتمل بين عادات الأطفال واستعمال تلك الأجهزة.
في كاليفورنيا، ماريا ليو مدير عيادة معالجة قصر النظر. ترى ان هنالك زيادة حادة في قصر النظر عند الاطفال. “تزداد بشكل كبير على مستوى العالم وان هذه الزيادة ترتبط بعامل الاستعمال المبكر للاجهزة المحمولة من قبل الاطفال.”
في السنين الاولى المبكرة، تكون مقل العيون قابلة للتكيف ومرنة، لذلك فان النظر للاشياء عن قرب وبتركيز عالي لوقت طويل يجعل عيونك عرضة للاصابة بقصر النظر. “ان مقلة العين ستنمو لفترة أطول لتعويض فترات الإجهاد الطويلة،” ليو. ليو لا تمتلك ادلة لطرح توصيات بخصوص كمية وقت استعمال تلك الأجهزة، لكن تقول “الفواصل المتكررة من العمل عن قرب مع الشاشة تعتبر مهمة جداً“.
ان الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية تكون اكثر قرباً للوجه مقارنة مع التلفزيون او الكومبيوتر. رغم ان الكتب تقرأ عن قرب ايضاً، الا ان الأبحاث وجدت ان الاطفال يضعوها بمسافة اكبر من وجوههم مقارنة مع شاشات الهواتف الذكية او الأجهزة اللوحية.
المشكلة الاخرى للشاشة، وجد انها تشوش النوم. ان اللون الأزرق المنبعث من العارضات فائقة الحدة ممكن له ان يتدخل في إيقاعنا الطبيعي اليومي، يمنع الميلاتونين، هرمون نوم مهم، من التدفق. هذا ممكن ان يؤدي اضطراب في النوم عند البالغين والأطفال على حد سواء. تقول ساندي انها لاحظت ان جيسيكا تعاني من القلق اذا استعملت الأجهزة الذكية قبل وقت النوم. لذلك، هي تحاول ان تستعمل الكتاب بدلا من ذلك. هذا هو سبب صدور النسخ الجديدة من برامج شركة أبل مع ميزة “Night Shift”، والتي تغير الضوء الأزرق الى ضوء دافيء مناسب قبل وقت النوم.
المراقبة الجوية للدماغ
في لندن، ماكس بعمر ١٢ شهر، يجلس بحضن أمه هيلين في غرفة صغيرة مظلمة. على راْسه قبعة مطاطية تحتوي على اقطاب الكترونية. تستخدم تلك الأقطاب لقياس النشاط الكهربائي للدماغ عندما يقوم ماكس بالنظر الى اشياء مادية او الى اشياء رقمية تمثل تلك الأشياء على شاشة الايباد. يوجد على كاحلي ماكس ساعتان ذكيتان تقيس احداهما حركته والأخرى تقيس نبض قلبه. وتستعمل القبعة المطاطية الـ (EEG) لتسجيل نشاطات الدماغ الكهربائية، لفهم اذا ما كان التعامل مع اشياء حقيقية او افتراضية يولد استجابات مختلفة داخل الدماغ وما علاقة ذلك بتعلم الأشياء لاحقاً.
هذه التجربة هي جزء من مشروع TABLET (الجهاز اللوحي) في جامعة لندن. وهي الدراسة العلمية الاولى التي تهتم بالتحقيق في كيفية استخدام الاطفال بإعمار ٦ اشهر الى ٣ سنوات اجهزة شاشات اللمس وكيف يؤثر ذلك على ادراكهم، أدمغتهم وعلى تطورهم اجتماعياً.
في التجربة الثانية، جلس ماكس في غرفة صغيرة دون ستائر يواجه فيها شاشة تعرض مقطع فديو لرسوم متحركة وأصوات مدته ١٥ دقيقة، بالاضافة الى صور ساكنة ومقاطع فديو نجمها طلاب دكتوراه كما يقوم بها مقدموا برامج الاطفال في التلفزيون. ماكس فتن بشكل كامل، وتنقلت عيناه من شيء الى اخر على الشاشة. قامت كاميرات خاصة بتسجيل رقصة نظره، ومن خارج الغرفة تتبعوا حركة عيونه كيف تتطابق مع المعروض في الشاشة.
“كل ما يفعله الطفل هو النظر الى الشاشة، لكن سلوك نظره يخبرنا عن تعليمه وحدسه” كما يقول تيّم سمث عالم الإدراك مدير مركز بابيلاب Babylab.
يحاول الفريق ان يفهم كيف لماكس والعديد من الاطفال الآخرين مثله ان يستطيعوا تركيز انتباههم وحجب كل الالهاءات الاخرى عند قيامهم بمهمة معينة. في احد تلك الاختبارات، احد الأشياء ظهر في مركز الشاشة وبعدها بفترة قصيرة شيء ثاني ظهر قرب حافة الشاشة. لكي يستطيع الطفل النظر الى الشيء الثاني عليه ان يفك ارتباطه من الاول الموجود في مركز الشاشة، وذلك يحتاج الى سيطرة ذاتية. انه من المهم جداً القيام بقياس الوظيفة التنفيذية، “نظام المراقبة الجوية للدماغ”، والذي يساعد الطفل على تحليل المهمات، وتقسيمها الى خطوات والتركيز عليها حتى الانتهاء منها- المؤشر الأساسي للنجاح لاحقاً في الحياة.
مثل كرستاكس، يحاول ماكس إيجاد اذا ما كان هنالك ارتباط بين التعليم المبني على المكافأة (الموجود في العديد من برامج الاطفال على الايباد) والقدرة على التركيز. “لقد وجدنا انه اذا قام الطفل باستعمال الأجهزة اللوحية لفترة طويلة بغرض تعليم المبني على المكافأة فالطفل عندها يصبح مدفوعاً بواسطة حافز خارجي، وهذا قد يتسبب في ظهور ضعف في اجراء الوظائف التنفيذية عنده والسبب انهم لا يستعملون نظام المراقبة الجوي للدماغ الخاص بهم للسيطرة على انتباههم،” كما يقول سمث.
لكن سمث غير مقتنع بشكل كامل بنموذج الفئران الذي طرحه كرستاكس وراميريز في سياتل، رغم انه يوافقهم بان ٦ ساعات من وسائل الاعلام ممكن ان تعبر عن البيئة المحيطة بالاطفال في بيوتهم حيث التلفزيون والإيباد. ” بعض الاباء المشاركين في دراستنا تحدثوا عن ٣ ساعات استعمال الأجهزة اللوحية من قبل اطفالهم يومياً،” سمث. ” انها فترة طويلة بالنسبة لمدة بقائهم مستيقظين من الاستعمال للشاشة والتي لا تتوافق مع قوانين الواقع المادي.”
فيما يتعلق بتأثيرها على تطور اللغة والحركة، يفترض سمث ان هنالك عملية ازاحة تحدث. “ان تلك التكنولوجيا ربما تستعمل كمربية لتعليم الاطفال بدل منهج التعليم وجهاً بوجه. يتعلم الاطفال دائما من الناس بشكل افضل، لكننا لا نمتلك الوقت الكافي دائماً.” اجهزة مثل الايباد قد تعطي الكثير من التحفيز للأطفال لكن ينقصها فارق دقيق هو ملاحظات وردود الآخرين والتي تساعد في تطور اللغة، سمث. ان الايباد قد يجعل من الاطفال بارعين في السيطرة على الحركات الدقيقة لكنه يجعلهم اقل تحفيزاً للنهوض واستكشاف العالم المحيط بهم.
بعد حوالي ساعة من التقييم، تناقص صبر ماكس على شاشة اللمس، مراقبة العين، مراقبة الدماغ والالهاءات الاخرى من جدوله المزدحم. لذا بداء بالبكاء والتملص محاولا التخلص من قبعة EEG. تلك الحركات أفسدت بيانات نشاط الدماغ. يقول سمث “هذا هو التحدي المثير في العمل مع الاطفال الصغار. انهم لا يلتزمون بالتعليمات إطلاقاً”.
جليسة أطفال او معلمة ؟
ماذا عن التعليم المحتمل من خلال تلك الأجهزة ؟ هنالك الآلاف من التطبيقات، الكتب الالكترونية ومقاطع الفديو التي تدعي انها تقدم مادة علمية قيمة للأطفال، مع ذلك القليل منها فقط كان قادراً على دعم تلك الادعاءات بأبحاث علمية رصينة.
“معظم التطبيقات التي تعنون على انها تعليمية لا تقدم اي إثبات يستند الى بحث علمي… اقل من ١٠٪ من تلك البرامجيات التي نظرنا فيها فقط تمتلك دليلاً على الكفاءة.” مايك ليڤين المدير التنفيذي لـ Joan Cooney Center في نيويورك والذي قام بتحليل المئات من التطبيقات التعليمية للأطفال.
من غير قصد، بعض المؤثرات التفاعلية والتعزيز للقصص بأمور مثل (الرسوم المتحركة، الأصوات التي تجعل الاطفال ينقر ويقلب) ربما تقلل بصورة عامة من القيمة التعليمية. بينما يبدو لنا ان هذا التعزيز قد يزيد تعلق الاطفال بتلك التطبيقات، في الحقيقية ان هذا التعزيز قد يلهي الاطفال عن المحتوى التعليمي الموجود في المادة.
تم اختبار تلك الفكرة من قبل أدريانا باس وزملائها، في جامعة ليدين في هولندا، حيث قاموا بتتبع حركات عيون الاطفال عند قرائتهم لكتاب إلكتروني تفاعلي. لقد وجدوا انه عند وجود جزء لرسوم متحركة ضمن القصة لا ترتبط بشكل مباشر بالموضوع- مثلاً، أشجار تتحرك بسبب الرياح موجودة في الخلفية- فان عيون الاطفال انحرفت نحو تلك الأشجار المتحركة بدلاً من التركيز على القصة نفسها. من ناحية اخرى، وجود رسوم متحركة ذات صلة بالموضوع ممكن ان تكون مفيدة، خصوصاً للأطفال الذين يشقون طريقهم بصعوبة مع اللغة وفهم القرأة.
حتى مع وجود تطبيقات ذات قيمة تعليمية، يبقى تعلم الاطفال من التجارب في العالم الحقيقي افضل من تعلمهم من خلال الشاشة. اظهرت دراسات جرت في امريكا ان الاطفال بعمر حوالي ٣٠ شهر يؤدون بشكل افضل في العالم الحقيقي عند التعامل مع المشاكل البصرية-المكانية مقارنة مع الشاشة، مثل إيجاد الأشياء المخفية او حل الألغاز.
“يعتقد ان الحمل المعرفي لنقل المعلومات من بعدين او ثلاث ابعاد يكون كبير جداً على الاطفال قبل عمر ٣٠ شهراً،” كتب ذلك جيني رادسكي وزميلها باري زاكرمان في دراسة لهم عن اللعب الرقمي. الاطفال بهذا العمر الصغير لا زالوا يطورون قابليتها لاختيار ما يجب الانتباه اليه وما يجب إهماله، وهم هنا لديهم مشكلة في التعميم من التمثيل الرمزي الى العالم الحقيقي.
الاطفال في سن ما قبل المدرسة بحاجة للتفاعل مع الأشياء المادية لكي يطوروا القشرة الجدارية، والتي تسيطر على العمليات البصرية-المكانية وتساعد ايضا في تطور مهارات الرياضيات والعلوم لاحقاً.
ما لا نفهمه بشكل كامل حتى الان أهمية لمس الشاشة تفاعلية، هذا الشيء الذي يتطلب اتصال بين العيون، الاصابع والدماغ. هل ان استعمال الأشياء الرقمية على الشاشة يعزز من عملية التعليم ويجعل نقل المعلومات اكثر سهولة الى العالم الحقيقي ؟ وهل فهم تلك الالية سيساعدنا في تطوير أدوات تعليم رقمي افضل ؟
بصرف النظر عن مشاعرنا تجاه الاجهزة اللوحية والهواتف الذكية، تلك الأجهزة وجدت لتبقى. إذن كيف يمكننا الحصول على أقصى استفادة منها ؟
ان اجهزة مثل الاجهزة اللوحية والهواتف الذكية يمكن لها ان تصنع الأثر الأكبر في حياة الأسر المنخفضة الدخل. عند تلك الأسر، يميل الأشخاص الى الحصول على موارد تنموية اقل- مثلاً دروس موسيقية، دروس إضافية او فقط ساعات إضافية للتفاعل الاجتماعي- لذلك هم يمضون وقت أطول مع وسائل الاعلام الرقمية. كونها تقدم لهم محتوى عالي الجودة، الاجهزة اللوحية والهواتف الذكية ممكن أن يكون لها ان الأثر الأكبر في حياتهم.
على سبيل المثال، دراسة اجريت في جامعة ستانفورد في امريكا وجدت ان أطفال العوائل المحرومة بعمر ١٨ شهر يتخلفون عن أقرانهم في العوائل الميسورة بضعة أشهر فيما يتعلق بتطور كفاءة اللغة. لذلك مع المحتوى والسياق المناسب، ممكن للاجهزة الرقمية ان تساعد في سد هذه الفجوة.
يقول ليڤين “انه من غير الواقعي ان تقول لا للتكنولوجيا، انا قلق من رؤية الناس يهزون بأصابعهم على الآخرين لأنهم لا يملكون امتيازات الوقت والموارد التي تمتلكها العوائل الاخرى. ليس هنالك طريقة اخرى سنقوم بتحسين الأداء التعليمي للأطفال الصغار دون استعمال التكنولوجيا”.
بدلاً من حظر استعمال تلك الأجهزة، يجب علينا ان نطالب بتطبيقات تستند الى أبحاث رصينة. للأطفال بإعمار ٣-٥ سنين، انه من المحتمل جداً ان التطبيقات المصممة بشكل جيد ممكن لها ان تساعد في تحسين مهارات اللغة وأسس الرياضيات. “طفلي الصغيرة تتحدث يومياً، وبالتاكيد ان مقاطع الفديو التي يشاهدها ساعدته في تعلم كلمات جديدة،” تتكلم ليزا وهي ام لطفلين بعمر ٤ و٦ سنوات يستعملون تكنولوجيا الهواتف الذكية منذ كانا بعمر ١٨ شهرا.
جميع أطباء الاطفال، أخصائيي تنمية الاطفال وأخصائيي التعليم الذين تحدثت معهم، اتفقوا على ذلك بالنسبة للأطفال بعمر اقل من ٣٠ شهر ليس هنالك بديل عن التفاعل البشري. إذن لما لا نطور تطبيقات تعمل كوسيط بين الطفل الصغير والمهتم برعايته ؟ على سبيل المثال تطبيق رياضيات وقت النوم BedTime Math واحد منها. هذا التطبيق يوفر قصص رياضية ممتعة للآباء وأطفالهم. هي احدى تلك الأدوات القليلة التي اظهرت انها تجعل الاطفال اكثر ذكاءاً؛الاطفال الذين استخدموا هذا التطبيق لمرة واحدة في الأسبوع لمدة سنة تحسنت مهاراتهم في الرياضيات مقارنة بآخرين لم يستخدموا هذا التطبيق.
الخوف من الوجوه الفارغة
مع التركيز الكثير جداً على ما يفعله الاطفال، فمن السهل على الأبوين ان ينسوا استخدامهم للأجهزة الذكية. يقول “التكنولوجيا صممت فعلا لامتصاصك داخلها ان المنتجات الرقمية وجدت للتشجيع على اكبر قدر من الارتباط معها. هذا يجعل من الصعب فك الارتباط معها، وتؤدي الى النزيف المفرط في روتين الاسرة”
احد تلك المناهج التي ظهرت لمساعدة الاطفال بعمر اقل من ٣ سنوات في التعلم هو أدوات بناء تستعمل يدعى “دفع التكنولوجيا” موجهة للآباء. هذا قد يكون عبارة عن رسالة نصية او إيميل يذكر الاباء بالتحدث او الغناء مع اطفالهم، وذلك لمساعدة فك ارتباط الاباء والأبناء عن التكنولوجيا والتعلم من خلال العالم الحقيقي. صانع كومبيوتر الاطفال اللوحي (LeapPad) قام بشيء مشابه لذلك مع منتجاته من الأجهزة. يستلم الاباء ايميلات تخبرهم بما تعلمه الاطفال من خلال استعمال الشاشة، مع أفكار لتطبيق تلك المعارف الجديدة في العالم الحقيقي بعيداً عن الشاشة.
” الى اي مدى يرتبط الاباء مع تلك الأجهزة بطرق تعطل التواصل مع الاطفال فيه تأثير محتمل اكبر بكثير” حذر كركوريان مديرة مختبر التطور المعرفي ووسائل الاعلام في جامعة ويسكونسون-ماديسون. “اذا كنت مع طفلي على الارض وقمت بتفقد ايميلي كل خمس دقائق، ما نوع الرسالة هنا ؟ كم من الوقت يمضي الاباء باللعب والحديث مع ابنائهم هل هو مؤشر قوي على كيفية تطور مهارات الاطفال، اضافت ذلك.
قام رادسكي بدراسة عن استعمال الهاتف النقال والإيباد عند وجبات الطعام لأزواج من أطفال وأمهاتهم تمرين لتذوق الطعام. لقد وجدت ان الام التي تستعمل الأجهزة خلال التمرين بدأت بنسبة ٢٠٪ اقل في التواصل اللفظي مع طفلها و٣٩٪ اقل عند التواصل غير اللفظي. خلال مراقبة مستقلة لـ ٥٥ مربي أطفال ياكلون مع طفل واحد او اكثر، رأت ان الهاتف اصبح مصدر توتر بالنسبة للعائلة. بينما يقوم الاباء بتفقد ايميلاتهم فان الاطفال يقومون بمحاولات مثيرة لجذب انتباههم.
“قد يفقد الاباء فرصة مشاهدة ذلك وقد يرفعون اصواتهم والسبب لان الامر يكون مزعج للغاية ان تركز في شيء بينما الطفل يصعد من طلبه لجذب الانتباه” رادسكي، واضافت ان بعض الاباء قد يدفع بأيدي اطفالهم بعيداً. ان تقييد استعمال تلك الأجهزة خصوصاً عند الأوقات الحرجة للعائلة مثل تناول الطعام او قبل وقت النوم ممكن ان يساعد في خفض تلك الخلافات وفي نفس الوقت يشجع على اجراء حوارات اكثر وجهاً لوجه.
“الطفل الصغير يرتبط بالنظر الى وجه والديه محاولاً ان يفهم عالمهم، وإذا كانت تلك الوجوه فارغة او غير مستجيبة، فان هذا الامر سيكون محبطاً للغاية لأولئك الاطفال. اشارت رادسكي الى “تجربة الوجه الساكن” والتي اخترعت من قبل عالم النفس التنموي أد ترونيك عام ١٩٧٠. وفيها، يُطلب من ام التفاعل مع طفلها بطريقة طبيعية وبعدها طلب منها وضع تعبير فارغ ودون إبداء اي استجابة بصرية اجتماعية. أصبحت الطفلة حزينة على نحو متزايد كلما حاولت ان تحصل على انتباه أمها.
” لا يحتاج الاباء الى الظهور في كل الأوقات، لكن هم يحتاجون الى التوازن في ذلك وايضاً يحتاجون لان يكونوا مستجيبين وحساسين لأي تعبير يصدر من اطفالهم سواء كان لفظي او غير لفظي،” رادسكي.
الايدولوجية القمعية
رغم اننا لا زلنا في المراحل الاولى من فهم تاثير الهواتف الذكية والإيباد على الاطفال الصغار، فان النصيحة الاساسية التي حصلت عليها من خبير أطفال تحدثت معه تنص على ان يكون استعمال تلك الأجهزة من قبل الاطفال كجزء واحد من نظام غني بالأنشطة الاخرى المتنوعة، خصوصاً للأطفال الذين هم بعمر اقل من ثلاث سنوات، الذين يبدون انهم يجدون صعوبة في التعلم من الشاشات. تجارب العمل مع الشاشة التفاعلية والإبداعية يجب ان تكون مفضلة على المشاهدة السلبية المشابهة للنظر الى التلفزيون.
حيثما كان ممكناً، الجهاز يجب ان يستعمل كاداة لتعزيز التواصل مع الطفل، كأن يكون نقطة انطلاق للمناقشة (مثلاً ماذا تفعل البقرة هناك ؟ كيف يكون صوت البطة ؟) او تستعمل كطريقة للتحفيز على اجراء حوار تعليمي بين الطفل وابويه.
لم تتضمن تجربة الوجه الساكن لترونك على الشاشات، لكن استشهد بها عدد من الباحثين كدليل على ان الاباء لا يجب ان يكونوا مشغولين بهواتفهم الذكية عندما يكونون قريبين من اطفالهم. هذا صحيح الى حد ما، لكن ترونيك نفسه يتحفظ على أهميتها. ” انها مبالغ بها قليلاً” ترونيك، وأضاف معظم الاطفال يقومون بنشاطات كثيرة كل يوم لا تكون الشاشة جزء منها. هو يعتقد ان القلق من استعمال الاطفال للشاشة ولد من “ايديولوجية جائرة تتطلب ان يبقى الاباء متفاعلين مع اطفالهم دائما”.
“انها مستندة نوعاً ما على الوهم، بيضاء جداً، ايديولوجيا الطبقة المتوسطة العليا جداً- الأمهات النمور والاباء الهليكوبتر- التي تنص على انه اذا فشلت في التواصل مع طفلك بـ ٣٠٠٠٠ كلمة هذا يعني انك تتجاهله.” يعتقد ترونيك لا يمكننا القول ان لا أهمية للشاشة والسبب فقط ان الاطفال لا يستطيعون ان يتعلموا- خصوصاً وأنها توفر الوقت للآباء للاستحمام، القيام ببعض اعمال المنزل او ببساطة الحصول على استراحة من اطفالهم. “العديد من الاباء، خصوصاً منخفضي الدخل منهم، يشعرون بالإرهاق بشكل كبير وهم قلقون لأنهم لا يحصلون على الدعم الذي يحتاجون. انهم بذلك يكونون مشكلة كبيرة،” ترونيك.
يمكن للآباء الحصول على الكثير من اجهزتهم للتواصل مع صديق او الانتهاء من عمل بهذه الطريقة. هذا سيجعلهم اكثر سعادة، ويجعلهم اكثر توفراً لأطفالهم. بالنسبة لساندي، هذا يعتبر عون وراحة لها. “احيانا اشعر أني فقدت صبري وطاقتي،” واضافت يجب ان لا اشعر بالذنب عن إعطائي الايباد لطفلتي بامكانها ان تعطيني بعض الوقت.
” كأم، أضع طفلي (١٨ شهراً) امام HBO مقاطع شعرية للأطفال،” رادسكي. ” انه لطيف وهاديء وانا أستطيع ان اغسل الاطباق او القيام بشيء اخر انها كإعادة تشغيل بالنسبة لي. انه مفيد، لكن على الاباء احيانا ان يكونوا صادقين جداً بالنسبة الى ذلك الامر. هذا الفديو لا يعلم طفلي، هو يوفر لي استراحة كأم.”