سجلت زيارة الأربعين هذا العام ارقاما ونسبا قياسية جديدة , بدء من عديد الزائرين ، وبالخصوص الأجنبي منهم ، الى كم ونوع الخدمات وما الى ذلك .
الجميل في هذه القراءات القياسية أنها جاءت بشكل عفوية مرده ايمان هذه الجماهير بقضيتها المقدسة وعشقها لأمامها المظلوم ، مما ميزها عما يسجل في الموسوعات العالمية للأرقام القياسية والأحداث والمواقف النادرة ، انها سجلت خلال فترة قصيرة تمثلت برحلة الجموع الزاحفة نحو كربلاء .
فبعد ان عّدها مهتمون على انها اكبر تجمع بشري ديني ، اكدت وزارة النقل العراقية حسب وزيرها الزبيدي عن تجاوز عدد الزائرين (26) مليون ، وقد اعلنت جهات مختصة ان قرابة (20) مليون زائر محلي (6,5) مليون زائر اجنبي منهم (40 % ) رجال و(60) من النساء .
حيث شاركت في هذا المحفل اكثر من (80) دولة ، امما عده مختصون بأنه عالمي بامتياز ، إذ سجل الحضور الإيراني من بين نسبة الأجانب فيها قرابة (60%) والبحرين (15%) ، في حين سجلت لبنان نسبة (7%) تلاها السعودية بنسبة (4%) ثم الكويت (3%) وباكستان (2%) وقطر (1%) ، و(8%) لباقي دول العالم .
كما اعلنت عن مشاركة كل من السنيغال ، السودان ، سوريا ، المغرب ، مالي ، السويد ، ساحل العاج ، فلسطين ، ميانمار ، غينا بيساو ، كينا ، جزر القمر ، النيجر ، لبنان ، زامبيا ، كاميرون ، الفلبين ، نيجيريا ، مدغشقر ، جورجيا ، كندا ، كمبوديا ، الهند ، ماليزيا ، غانا ، كولمبيا ، الكونغو ، روسيا ، الدنمارك ، الصين ، السلفادور ، إيران ، اليمن ، تركيا ، تونس ، الجزائر ، إيرلندا ، بنغلادش ، بوركينا فاسو ، تايلند ، أفغانستان ، أوغندا ، البحرين ، روسيا البيضاء ، تنزيانا ، أرجنتين ، بريطانيا ، ألمانيا ، بوروندي ، طاجيكستان ، أوزبكستان ، إندونيسيا ، أذربيجان ، بنين ، باكستان ، التشاد ، الكويت ، النروج ، السعودية ، أمريكا ، تركيا ، قطر ، النمسا ، فلندا ، أستراليا ، عمان ، مغرب ، موريتانيا ، تركمانستان ، مصر ، النمسا .
جدير بالذكر ، ان ما يحتم قراءة هذه المشاركة على أنها قياسية ، هو كونها في مدة قصيرة لا تتجاوز 20 يوماً بدءً من 1 صفر الخير الذي سجل تأريخ وصول طلائع الزائرين إلى عتبات كربلاء المقدسة ، وحتى يوم الزيارة المخصوصة في 20 صفر، وهذا رقم قياسي بامتياز لم تستطع ان تحققه أي بقعة جغرافية في العالم حتى الآن مهما كانت اهميتها وقداستها بالقياس بهذه المدد الزمنية .
امنيا ، وفي ظل هذه الظروف الصعبة والتحدي الكبير ، فقد فوجئ العالم باستقرار الوضع الأمني الذي شهدته الزيارة ، إذ انها لم تسجل اي خرق امني معتد به ، وما كان هذا الا بجهود جبارة للقوات الأمنية وابطال الحشد الشعبي سيما وأن (300,000) عنصر أمني كانوا قد شاركوا فيها ، توزعوا بواقع (284,000) عنصر من الداخلية والدفاع ، و(10,000) من الحشد الشعبي ، و(5,000) من المتطوعين ، حصة النساء منها كانت (2,000) متطوعة ، ناهيك عن تأمين السماء من خلال مشاركة الطيران الجوي حيث شاركت (9) طائرات حسب وزارتي الدفاع و الداخلية ، فضلا عن تسجيلها ــ أي الزيارة ــ لأكبر حملة تطوعية من خلال العتبتين المقدستين وذلك باستقطاب أكثر من (5000) متطوع للمساهمة في حفظ الأمن وتنظيم السير .
خدميا ، وبالتحديد النقل منه ، فقد شاركت (60,000) مركبة في نقل الزائرين منها (48,500) تابعة لوزارة النقل و (10,000) مركبة لباقي الوزارات ، فضلا عن مساهمة الجمهورية السلامية في ايران بمشاركة (1,500) حافلة .
ذو صلة ، فقد اشركت وزارة النقل (24) قطار من قطارتها في نقل الزائرين ، ناهيك عن الاف الرحلات الجوية .
خدميا ايضا ، وبالتحديد ما يتعلق بالطعام وعدد المواكب ، ، فقد امتدت موائد الطعام على طول الطرق المؤدية إلى كربلاء المقدسة من جهتها الشمالية (بغداد- كربلاء المقدسة) الذي يربطها بالمحافظات الشمالية أيضاً ، وطريقي (بابل – كربلاء المقدسة) و (النجف الأشرف - كربلاء المقدسة ) التي تربطها بالمحافظات الواقعة جنوب بغداد ، الأمر الذي جعل من مجموع المضائف المنتشرة على هذه الطرقات ــ والتي تُقدم الطعام على طوال مئات الكيلومترات ــ مائدة طويلة مفتوحة ومتنوعة بأشهى وأطيب الطعام ، فضلاً عن الحلويات والعصائر والماء والمعجنات والفاكهة ، وتشكل بذلك المأدبة الأطول في العالم وهو رقم قياسي ، ناهيك عما سجلته بعض الموائد بشكل متصل أذ تجاوزت احداها (86) كليو متر .
ما يخص المواكب الحسينية ، فقد اعلن عن تسجيل (7680) موكبا منها (7060) محليا و(620) مواكبا اجنبيا ، فضلاً عن آلاف المواكب وعشرات الآلاف من دور المواطنين التي آوت الزائرين وقدمت لهم أفخر الطعام والشراب على طول الرحلة ، ناهيك عن الألاف غير المسجل منها سيما في لمحافظات وبين طرقها ، فضلا عما سجله المهتمون بأكبر حملة لإيواء الزائرين من قبل أهالي كربلاء من خلال استضافتهم للزائرين في بيوتهم .
إعلاميا ، فقد سجلت الزيارة اعلى نسبة في العالم بمشاركة مختلف وسائل الاعلام في نقل مراسيم الزيارة على مدى عشرة ايام فكانت (2230) مؤسسة إعلامية في نقل مراسيم زيارة الأربعين للموسم الحالي منها (110) من خارج العراق و(900) إعلامي لنقل مراسيم الزيارة الأربعينية ، ومشاركة قرابة (30) منظومة بث مباشر (SNG) لنقل الحدث إلى العالم عبر الأقمار الصناعية بالإضافة إلى عشرات مواقع الأنترنت والإذاعات والصحف والمجلات ، فضلا عما تحصلته ــ الزيارة ــ من تغطيات اعلامية اعتبرته الحدث الأكبر والأبرز .
كما سجلت خلال الزيارة ارقام قياسية في خدمات متنوعة ، منها ، تواجد لأكثر من (300) مجلس وعظي ، واكثر من (500) مجلس رثاء ولطم ، ونصب ثلاثة مسارح كبيرة ، ومشاركة (10) جمعيات كشفية محلية واجنبية ، و(100) مفرزة علاجية ، فضلا عن دخول أطول راية لحرم الإمام الحسين من قبل اهالي ديالى ، وتسجيل أكبر موكب عزائي باسم موكب بني عامر .
كما تم تسجيل أكبر حملة للتبرع بالدم قامت بها دائرة صحة كربلاء حصلت خلالها على أكثر من (750) قنينة دم جاهزة ومفحوصة من فصائل الدم النادرة ، وتسجيل أكبر حملة تطوعية قامت بها الجمهورية الإسلامية الإيرانية للمساهمة في تنظيف المدينة ، ناهيك عما شهدته الزيارة المليونية من اقامة معارض ومهرجانات .
بهذه الأرقام ، دخلت كربلاء المقدسة سجل التصانيف العالمية للأرقام القياسية ، وحق عليها ان تكون بذلك كعبة العاشقين وقبلة الأحرار والمآل الكريم والملاذ الآمن لمن يبتغي حياة الدارين .
وهكذا تجاوزت القضية الحسينية مديات المحلية وأفق الجوار ، لتكون أكبر محفلا عالميا ، سجلت خلاله الاف المعاني الواضحات في الثورة والإيثار والتضحية والخدمة وبذل النفس والعلوق بالمقدس .
بهذه الإحصائيات يمكننا ان نترجم معاني التلبية التي دأب المؤمنون على حملها وهو يصرخون " لبيك يا حسين " .