أكّدت العتبة العبّاسية المقدّسة أنّ الالتزام بالقوانين الأساسية التي تراعي مصالح الناس، يُعدّ أمرًا ضروريًّا لدفع المفاسد، وهو ما تقوم عليه الأحكام الشرعية في الإسلام. جاء ذلك في أثناء كلمة العتبة المقدّسة التي ألقاها الشيخ حارث الداحي، ضمن فعّاليات مهرجان الولادات الميمونة الثقافيّ السنويّ الثالث، الذي نظّمه قسم العلاقات العامّة في العتبة المقدّسة، بالتعاون مع جامعة القادسية. وقال الداحي، "في هذه الأيام المباركة من شهر شعبان المبارك شهر رسول الله(صلّى الله عليه وآله)، حيث ولادة الأقمار المحمّدية، تتجدّد بركات هذا الشهر الكريم، وقد اختارت الأمانة العامّة للعتبة العبّاسية المقدّسة أن تحتفل بمبدأ مهمّ من المبادئ الإسلامية، وهو مبدأ العفّة، الذي يُعدّ من الركائز الأساسيّة في الاصطلاح الدينيّ الإسلاميّ". وأضاف أنّه، "بعض الأحيان رفع القيود يساوي الفوضى وعدم الالتزام، والمسّ بالسلوك العام للمجتمع، ومن الواضح أن الالتزام بالقوانين الأساسية التي تراعي مصالح الناس محقّقة أمرًا مهمًّا وهو دفع المفاسد، وما بين تحقيق المصلحة ودفع المفسدة تدور الأحكام الشرعية". وتابع الداحي، "يعتقد البعض أن رفع القيود يعني الحرية، لكن في كثيرٍ من الأحيان يكون ذلك سببًا للفوضى والخلل في السلوك العامّ للمجتمع، فالحفاظ على القوانين الأساسية التي تراعي مصالح الناس، هو أمرٌ ضروريّ لتحقيق المصالح ودفع المفاسد، وهو ما تدور حوله الأحكام الشرعية في الإسلام". وذكر في كلمته أنّ، "الدين الإسلامي يقوم على ثلاث ركائز أساسية، هي العقيدة، والأحكام الشرعية، والسلوك الأخلاقي، فالعقيدة تُبنى على العقل والتأمّل في الكون، أمّا الأحكام الشرعيّة فتمثّل ميزانًا يجب فهمه وتطبيقه، ليحقّق التوازن في حياة الفرد والمجتمع، إذ لا يمكن أن تتحقّق المصالح في بيئةٍ يسودها الفساد، حتّى لو زُيّنت بشعاراتٍ برّاقة أو قوانين شكليّة لا تخدم الإنسان بصدق".
وأشار إلى أنّ، "العفّة ليست مجرّد سلوكٍ فرديّ، بل هي حماية للمجتمع بأسره، وليست مقتصرة على المرأة كما يظنّ البعض، فالحجاب على سبيل المثال، ليس مجرّد قطعة قماش، بل هو رمزٌ واضح لالتزامنا بهذا المبدأ، ودليلٌ على سعينا لتحقيق المصالح ودرء المفاسد، وأثر العفّة يمتدّ إلى الأبعاد التربوية والاجتماعية والنفسية والسلوكية والتعليمية، ليكون لها دورٌ أساسيّ في بناء مجتمعٍ متماسك ومتوازن". واختتم كلمته بالقول، "وفي هذا الصرح العلميّ والتعليميّ والتربويّ، يُنتَظَر من كلّ فتاةٍ أن تكون قدوةً في التزامها بهذا المبدأ، داخل الجامعة وخارجها، وفي مسيرتها العمليّة مستقبلًا، ونسأل الله تعالى، بحقّ هذا الشهر الفضيل وولادات الأقمار المحمّدية، أن يمنّ على الجميع بالخير والصلاح، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله على سيدنا محمّدٍ وآله الطيّبين الطاهرين".