أكد ممثل المرجعية الدينية العليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي، بأن النجاح الحقيقي في الحياة هو أن نشعر بمعاناة الآخرين، وأن يكون هناك اهتمام بهم عن طريق السعي في العمل الخيري لأنه مفتاح للتوفيق، جاء ذلك خلال مشاركته في الاحتفال المركزي لتخرج طالبات كليات واقسام جامعة الزهراء (عليها السلام) للبنات (دفعة طوفان الاقصى)، الذي اقيم في صحن العقيلة زينب (عليها السلام) بحضور الامين العام للعتبة الحسينية المقدسة الاستاذ حسن رشيد العبايجي، ومستشار وزير التعليم العالي والبحث العلمي المهندس الدكتور علاء عبد الحسن، ومجموعة كبيرة من عوائل الطالبات.
وقال ممثل المرجعية الدينية العليا في كلمة له خلال الحفل، "بعد الحمد لله على هذه النعمة و تخرج الدفعة الاولى والثانية في بعض كليات جامعة الزهراء (عليها السلام)، هذه الجامعة التي اريد لها ان تكون منارا للعلم والفضيلة تنهل فيها الطالبة العلوم الاكاديمية والتخصصية وتحافظ على انتمائها وهويتها الدينية والاخلاقية والتربوية".
وتابع "بناتي الكريمات لابد هنا ان تطرح الطالبة على نفسها مجموعة من الاسئلة المهمة وتضع الاجوبة الصحيحة لتحدد مسار حياتها الناجحة بعد هذه السنين من الدراسة وبعد عام التخرج، ماذا يعني تخرج الطالب الجامعي والطالبة الجامعية من الجامعة؟ وماهي الاستعدادات المطلوبة للمستقبل؟ وكيف تحول الطالبة دراستها الجامعية الى نجاح جديد بعد ان حققت النجاح في الدراسة الابتدائية والثانوية والجامعية".
وأضاف "اود ان ابين ما يتعلق بايام التخرج التي تعيش فيها الطالبة وعائلتها الفرح والسرور والابتهاج فمن حقها ومن حق عائلتها وجامعتها، ولكن كيف تجعل الطالبة فرحها ايجابيا مؤثرا في تحقيق المزيد من النجاحات، هنا ينبغي على الطالبة ان تستحضر ولا تغفل عن حقائق مهمة في الحياة فلمن الفضل في تحقيق هذا النجاح الذي وصلت له، فيجب على الطالبة أن تستحضر في هذه الايام هذه المجموعة من الامور التي هي مقدمة لتحقيق النجاح في مسار الحياة الجديدة، حيث أن الفضل في ذلك لمجموعة من الجهات، فالفضل اولا لله تعالى، والفضل للوالدين، والفضل ثالثا لمؤسسات البلد التي بذلت جهودا تعليمية وتربوية، فلا بد ان اقابل هذا الجميل والفضل بالوفاء، والفضل رابعا للجامعة وادارات المدارس".
وأوضح "بعد التخرج هنالك الحياة العملية وهناك الحياة الاسرية والاجتماعية ربما البعض يصل الى مواقع مهمة ويصنع من شخصيته قائدا والمرأة قائدة في المجتمع وهذا مهم ايضا ومطلوب منا ان يكون لنا قادة وقائدات في الحياة".
وأشار "الرؤية الصحيحة ونمط التفكير الصحيح ان نبحث على الانجازات في جميع مجالات الحياة، وفي ضوء تجربتي التي عشتها واطلعت على كثير من حياة الطالبات والطلبة، ربما لدينا طبيبة، صيدلانية غيرها من الاختصاصات حققت النجاح في العمل لكنها فشلت في ادارة اسرتها فشلا كبيرا".
ولفت الى أن "النجاح المطلوب بان يكون في جميع مجالات الحياة ولذلك على الطالبة ان تبدأ بالتفكير والتأمل وتدرس وتخطط للمستقبل وتحدد الهدف، حيث انه ماهو هدفها القريب والبعيد ايضا، والعمل على تحقيق الاهداف ولو بعد حين".
ونوه "واذا كان هنالك شيئ من الفراغ لابد ان تملئه بالامور المفيدة، كذلك لابد للطالبة بعد هذه السنين من الدراسة ان تنشغل بالامور العبادية وتعوض عن ما فاتها من امور عبادية في علاقتها مع الله تعالى".
وأكد على ضرورة أن "تبدأ الطالبة بالتهيئة للحياة الاجتماعية الناجحة، وكيف تكون زوجة ناجحة، كيف تكون ام ومربية صالحة تستطيع ان تصنع المواطن الصالح من خلال اسرتها، حيث ممكن ان تدخل دورات في تنمية المهارات، ودورات في تقوية الجانب التخصصي، مثلا في مجال الصيدلة تتواصل الطالبة مع اخر النظريات في هذا العلم وكما هو الحال باقي العلوم والتخصصات".
واستطرد ممثل المرجعية الدينية العليا قائلا: إن "الدخول في الامور التطوعية والخيرية، حيث أن من احد الاسس المهمة للنجاح في الحياة ان نشعر بهموم الاخرين، و ان يشعر بالمشاكل والتحديات التي يمر بها الاخرين ومعاناتهم، و ان نسعى لرفع هذه الهموم والمعاناة ، ليس من الصحيح ان يكون الطالب والطالبة الذين تخرجوا من هذه الدراسات ان يكون انانيا لا يفكر الا بنفسه اما الاخرون فلا يعنيه امرهم".
وأضاف "نأمل من بناتي الكريمات الطالبات ان يواصلن مسيرة التعليم والتربية وتقديم الشخصية الناجحة في الحياة حتى بعد التخرج فان الانسان العاقل في الحياة يبقى الى اخر يوم في حياته يسعى للكمال والارتقاء ولا يتوقف عند حد معين في الحياة".