أعلنت جامعة الكفيل، مشاركة (27) بحثًا اختيرت من قبل لجنة علمية مختصة، في فعاليات المؤتمر الأوّل حول الإمام علي (عليه السلام) ضمن أسبوع الإمامة الذي تقيمه العتبة العباسية المقدسة. وانطلق صباح اليوم الجمعة في رحاب الجامعة، المؤتمر الأوّل الذي يحمل عنوان "الإمام علي (عليه السلام) ميزان الحق"، وتُشرف عليه جامعة الكفيل وجمعية العميد العلمية والفكرية. وجاء في كلمة الجامعة التي ألقاها عميد كلية القانون الدكتور أحمد الخفاجي: في البدء نتقدم بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام الإمام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) وإلى مراجعنا العظام وإلى الأمة الإسلامية جمعاء بمناسبة حلول عيد الله الأكبر عيد الغدير الأغر وبهذه المناسبة العظيمة التي تُوِّج فيها الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) بإمارة المؤمنين وأصبح ولي كلّ مؤمن ومؤمنة، نجدد البيعة والولاء والطاعة لأمير المؤمنين (عليه السلام)، سائلين الباري (عزّ وجل) أن يثبتنا على نهجه والسير في خطاه العظيمة. فلقد كان من نعم الله تعالى على عباده، ومن ألطافه وفيضه عليهم أن بعث لهم رسولاً من أنفسهم، يزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة، ويهديهم للتي هي أقوم، وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين، وقد أيد الله تعالى رسوله بأخيه، وباب مدينة علمه، فكان القوة الضاربة التي حمته من كيد قريش واعتدائهم عليه، وبقي ملازمًا له يصد عنه العدوان، ويذب عنه بقوة وحزم ونشاط كل من أراد النيل منه. أيها السادة الكرام.. مما لا يخفى أنّ علي بن أبي طالب (عليه السلام) كلام الله الناطق، وقلب الله الواعي، نسبته إلى من عداه من الأصحاب شبه المعقول إلى المحسوس، وذاته من شدة الاقتراب ممسوس في ذات الله. ولقد كان علي بن أبي طالب من سلالة ذرية طيبة وعائلة كريمة في صفاتها، صالحة في أخلاقها وسيرتها، محمودة في خصالها، رفيعة في شمائلها، متميزة في رجالها وسيادتها، فبنو هاشم، سادة قريش بل سادة الدنيا، (ملح الأرض، وزينة الدنيا، وحلى العالم، والسنام الأضخم، والكاهل الأعظم، ولباب كل جوهر كريم، وسر كل عنصر شريف، والمغرس المبارك، والنصاب الوثيق، والمعدن الفهم، وينبوع العلم). فقد كان منها أكرم خلق الله تعالى على الإطلاق، محمد بن عبد الله وكان منهم آله الطاهرون، وأعظمهم وأفضلهم سيدهم علي بن أبي طالب الذي اجتمع فيه من الخصال ما لم يجتمع لغيره، ومن المكارم ما لم يحظ بها أحد غيره، ومن السجايا ما لم يحظ بها الآخرون، فحسب شريف، وخلق عال، وفطرة سليمة لم تتلوث ببراثن الجاهلية، وعقيدة صافية، وعلم جم، وشجاعة لا مثيل لها ... ومهما يكن من أمر فإنّ الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) ثروة من العلوم والمعارف لا يدانيه في فضله أحد، وهو القائل: (سلوني عن طرق السماء فإني أعلم بها من طرق الأرض). واليوم تتشرف جامعة الكفيل بالتعاون مع جمعية العميد العلمية والفكرية في العتبة العباسية المقدسة بإقامة مؤتمرها العلمي الذي يعنى بشخصية الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) وأثره في الفكر الإسلامي والحضاري تحت شعار (الإمام علي عليه السلام میزان الحق) يتناول فيه الباحثون شخصية الإمام (عليه السلام) وما أثر عنه في مختلف الأبعاد والمستويات بصفته رمزًا حضاريًا وإنسانيًا يعبر عن الإسلام بأنصع صورة وأجلى مظهر، منطلقين من كون هذه الشخصية العظيمة كانت محل عناية العلماء المسلمين وغير المسلمين قديمًا وحديثًا، وأنّ البحث والكتابة فيها شرف ومسؤولية فكرية وثقافية لإظهار مكانة أهل البيت عليهم السلام في الفكر الإسلامي وتعريف الحضارة الإنسانية بعلومهم وتراثهم. وجامعة الكفيل في النجف الأشرف تزداد فخرًا بإقامة مثل هكذا مؤتمرات، انطلاقًا من أهدافها الرامية إلى نشر فكر أهل البيت (عليهم السلام) وإحياء تراثهم وتطبيق منهجهم في عراقنا العزيز وباقي أرجاء المعمورة، لا سيّما أن هذا التراث قد حُورِب وشُوِه وحُرِّف من قبل ملوك الفجور ووعاظ السلاطين طيلة قرون مضت. وقد شارك في هذا المؤتمر أكثر من (48) باحثًا وباحثة وتمّ قبول (27) بحثًا عن طريق لجنة علمية متعدّدة الاختصاصات الإنسانية والدينية لتقييم تلك البحوث، ولا جدال في أن جميع من شارك في هذا المؤتمر يرجو أن ينال شفاعة الإمام علي (عليه السلام) وأهل بيته الأطهار (عليهم السلام).
وأخيرا إذا كان من كلمة شكر وعرفان فلابد أن نتوجه بالشكر الجزيل والثناء الجميل للأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة ممثلة بمتوليها الشرعي السيد أحمد الصافي وكل من شارك في إنجاح هذه التظاهرة العلمية التي تعني بثقافة أهل البيت (عليهم السلام) داعين الباري عز وجل لهم مزيدا من التألق والنجاح والعطاء تحت راية سيدنا ومولانا أبي الفضل العباس عليهم السلام .