بحثت وفود رسمية ضمت مسؤولين في منظمة اليونسكو الدولية المعنية بالحفاظ على التراث العالمي والانساني ، ووفد من وزارتي الثقافة والسياحة والآثار ، مع عدد من اعضاء مجلس إدارة العتبة العلوية المقدسة وبحضور رؤساء أقسام الإعلام والعلاقات العامة ، السبل الكفيلة والموضوعية التي يجب تهيئتها لإدراج الحرم العلوي الشريف ضمن لائحة التراث العالمي الانساني .
وفي حديثه عن تفاصيل الاجتماع ، اكد الدكتور علي خضير حجي عضو مجلس إدارة العتبة العلوية المقدسة المشرف على قسمي الاعلام والعلاقات العامة ، في تصريح للمركز الاعلامي للعتبة العلوية المقدسة ، قائلا: في هذا اليوم تم الاجتماع البحثي والعلمي مع وفد منظمة اليونسكو حول مشروع إدراج العتبة العلوية المقدسة ضمن لائحة التراث العالمي والانساني الدولي.
مشيرا بقوله : إن الاجتماع ضم وفود متخصصة من وزارتي الثقافة والسياحة والآثار ومن منظمة اليونسكو بالاضافة الى المستشارين الهندسيين وأعضاء الامانة العامة للعتبة العلوية المقدسة .
وأوضح الدكتور علي خضير حجي : لقد تمَّ في بداية الاجتماع تقديم تاريخ الحرم العلوي المقدس بصورة موجزة ثم تم طرح رأي المرجعية العليا في الحفاظ على التراث العالمي ومن ضمنه الحفاظ على تراث العتبة العلوية المقدسة باعتباره تراثاً عالميا كما طرح الأستاذ الدكتور علي ناجي مستشار العتبة المقدسة من جامعة الكوفة المسائل المعمارية والتراثية والهندسية الموجودة في الحرم العلوي المقدس وذلك من خلال محاضرة متخصصة عنوانها ( الحرم العلوي تاريخٌ وفن ) ، جاء دور منظمة اليونسكو فكانت الدكتورة ميرزا سهيل التي طرحت بعض المعلومات القيمة حول التراث العالمي وماهي المحاور والامور من ضمنها التي يجب أن تتسم بها العتبة المقدسة لكي تدرج ضمن لائحة التراث العالمي وقد طرحت الاصالة والسلامة لهذا التراث والحدود التي تعد المتبنى الأساسي لضمان إمكانية إدراج العتبة المقدسة ضمن هذه اللائحة الدولية، ثم أعقبتها السيدة جيرالدين شاتيلار الخبيرة في منظمة اليونسكو التي قدمت أطروحات مهمة جدا حول العتبة العلوية المقدسة ثم أعقبها ممثل وزارة الثقافة الدكتور عقيل المندلاوي الذي طرح الاشكاليات التي قد تعيق إدراج العتبة المقدسة ضمن لائحة التراث العالمي حيث طالب بدراسة متأنية ودقيقة جدا لمعرفة البعد الاستراتيجي لإدراج هكذا مقام ومرقد مقدس ضمن التراث العالمي ، سيما وان هنالك رؤية استراتيجية للأمانة العامة للعتبة المقدسة في التوسعة ، فتم تحديد الامر.
وتابع الدكتور علي خضير حجي : انتهى الاجتماع برفع ورقة العمل التي تم مناقشتها بكامل تفاصيلها الى سماحة المرجع الاعلى السيد علي الحسيني السيستاني ( دام ظله الوارف) لمعرفة العمق العلمي والفكري عند إدراج هكذا مشروع مع الاطلاع على البعد الاستراتيجية للأجيال المتلاحقة ، وقد كانت الجلسة  عملية ومركزة ونافعة جدا وقد تم الاتفاق على عقد اجتماعات متعددة وطالبنا وزارة الثقافة إدراج لجنة الأمانة العامة للعتبة العلوية المقدسة مع لجنة الحفاظ على مقبرة وادي السلام  ، وذلك لان مقبرة وادي السلام هي جزء لا يتجزأ من المرقد المطهر إذ لولا المرقد العلوي الشريف لم تكن هنالك مقبرة .
وقال المهندس عبد الصاحب خوّام عضو مجلس إدارة العتبة المقدسة المشرف على قسم الهندسية والفنية : إن مرقد الامام علي عليه السلام يعتبر معلما كبيرا من معالم العمارة الاسلامية حيث فيه من المميزات والخصائص والاشكال الهندسية الداخلة فيه اضافة الى قدمه تاريخيا ، ما يمكننا من القول انه متفرد ، وحيث أن واحدة من الامور والمطاليب التي تشترطها منظمة اليونسكو لإدخال أي مكان في العالم ضمن لائحة التراث العالمي ان يكون متفردا وهنا نجد ان تفرد المرقد العلوي المطهر جاء من معنيين ، الاول المعنى الفيزياوي الهندسي حيث العمارة والمنشأ الموجود ، والمعنى الآخر هو المعنى الروحي المتمثل بشخصية الامام أمير المؤمنين عليه السلام ، ولدى المنظمة الدولية متطلبات كثيرة منها أساسية ، وهي متوفرة ، فيما هنالك امور ادارية وفنية تستدعي أن تكتمل لكي يدخل المنشأ في لائحة التراث الانساني العالمي .
 
واكد المهندس خوّام: إن رأي المرجعية العليا في هذا الموضوع هو انها داعمة له وتَشُدُّ على القائمين عليه لكي يدخل المرقد العلوي الشريف ضمن لائحة التراث العالمي الانساني ونحن الان في صدد توفير الكثير من هذه المتطلبات .
من جانبه تحدَّث الدكتور عقيل المندلاوي مدير عام العلاقات الثقافية في وزارة الثقافة ، قائلا تشرفنا اليوم باللقاء مع الامانة العامة للعتبة العلوية المقدسة للتباحث حول مقترح إدراج المرقد العلوي الشريف ضمن قائمة التراث العالمي في اليونسكو .
وأضاف المندلاوي:  إن فكرة إدراج الحرم العلوي الشريف فكرة جيدة وحسنة تمت مناقشتها اليوم من كافة الجوانب وطلبنا وقت لاشباعها ودراستها من قبل الامانة العامة والوزارات ذات العلاقة ، السياحة والآثار واللجنة العليا المعنية بالترشيح ليتم انضاج هذا الملف والوصول الى رؤيا متكاملة من جميع المؤسسات المعنية بما فيها العتبة العلوية المقدسة كي نضمن التصويت العاجل عليها في اليونسكو .
من جانبها قالت الدكتورة جيرالدين شاتيلار المستشار الثقافي لمكتب منظمة اليونسكو في العراق والمشرفة على مشاريع النجف الثقافية التي تعمل عليها المنظمة الدولية الهدف من زيارتنا والتباحث مع المسؤولين في العتبة المقدسة هو لتقديم المشورة حول رغبتهم بإدراج الحرم المقدس على لائحة التراث العالمي وقد علمنا انها رغبة المرجعية العليا في النجف الأشرف .
مضيفة بقولها : أن موضوع ادراج اي مبنى على لائحة التراث العالمي هو امر مفيد أكثر مما هو ضروري لكون ان البشرية أدركت ان التراث العالمي أصبح في خطر شديد ولهذا وقعت الدول الأعضاء على وضع لائحة لحماية تراثها وعملت قائمة خاصة وعلى الدول اختيار المواقع الراغبة في اختيارها لتكون ضمن اللائحة ، وبالتالي فعلى الجميع ان يعلم ان أي موقع يتم ادراجه على هذه اللائحة يجب أن يكون محميا وان تكون هنالك إرادة حقيقية من المسؤولين عن الموقع الذي سيتم ادراجه بأنه يستحق الحماية وهم قادرون على حمايته .
وأكدت بقوله : وجدنا وبعد الاجتماع والمناقشة والتداول ان القائمين على العتبة العلوية المقدسة يمتازون بالمهنية العالية وهذا شئ مشجع جدا ولديهم احساس باهمية التراث ويمكننا القول ان هذا المشروع سينجح ولكنه بحاجة الى عمل من اجل تطوير المعايير والقدرات التي تستعمل اليوم في التعامل مع هكذا مباني أثرية مقدسة .
وقال عبد الله محمد مدير قسم الاتفاقيات والمنظمات الدولية في وزارة الثقافة من جانبه حول الاجتماع : تسعى وزارة الثقافة ومن خلال دائرة العلاقات الثقافية الى التعاون مع العتبة المقدسة لتسجيلها على لائحة التراث العالمي من خلال التنسيق مع المنظمات الدولية ومنها منظمة اليونسكو ولجنة التراث العالمي ، وقد طلبنا من الامانة العامة للعتبة المقدسة الموافقة الرسمية من قبل المرجعية العليا على التسجيل كما سنقوم بالتنسيق مع منظمة اليونسكو لحصر كل ما يحتاجه التسجيل من معلومات ومن كشف للمنطقة ليتنسى لنا تحديد المنطقة وتسجيلها لكي نتمكن من خلالها إدراج المرقد الشريف على قائمة التراث العالمي .