يعّد قسم المخازن من الأقسام الخدمية المهمة في العتبة الحسينية المقدسة لخزن المواد المختلفة التي تستخدمها العتبة المقدسة في مشاريعها وأعمالها وما تقدّمه من خدمات متنوعة للزائرين..عن نشوء وتوسع هذا القسم الحيوي ارتأى الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة تسليط الضوء عليه ..التقى مراسل الموقع بالأستاذ ( صادق سلطان الياسري) رئيس القسم ليتحدث بشكل توضيحي عن نشوء وأهمية المخازن فقال: نشأ أول مخزن داخل الصحن الحسيني الشريف أطلق عليه مخزن (ستين) نسبة إلى رقم الغرفة التي اتخذها العاملون لخزن المواد فيها، بدأ العمل بالمخازن بصورة بسيطة وتقليدية بعد أحداث 2003 وانتصار أئمة أهل البيت (عليه السلام) على طاغية العصر ويزيد المتخلفين من المتعصبين والتكفيريين واستلام إدارة العتبة الحسينية المقدسة من قبل رجال أوفياء ومخلصين، ضم القسم شعباً مختلفة تختص كل واحدة منها بعمل معين، ومن بينها الشعبة الإدارية وشعبة الوقود والزيوت التي تختص بخزن الوقود وتضم محطات متعددة وهي ( الحي الصناعي )و( اسماعيل ) و( العطاء) والاخيرة سيتم افتتاحها قريباً، إضافة إلى افتتاح مستودع كبير لخزن الوقود في طريق النجف.مبينا بدأت عملية الخزن المتطورة في عام 2010 حيث تم تأسيس قسم المخازن وذلك للتوسع والنمو الحاصل في كافة أقسام العتبة الحسينية المقدسة مما حدا بالإدارة ان تشرع في تأسيس قسم المخازن، والعمل على إنشاء مخازن متطورة وبمواصفات عالمية تستخدم لمختلف أنواع المواد اللازمة، موضحا الياسري، إن شعبة مخازن (السيد إسماعيل) تختص بالمواد حيث فيها مخزن السجاد الصناعي ومخزن المواد الغذائية ومخزن الكتب ومخزن تجهيزات العاملين ومخزن البطانيات والمفروشات ومخزن للمواد الكهربائية، وذلك من اجل عملية تخزين صحيحة وفق النظام العالمي للتخزين والاحتفاظ بالمواد لحين الحاجة إليها. وأضاف الياسري ان هناك نظام في آلية الخزن لكل نوع طريقته التخزينية، وأهميته برفد كل ما تحتاج إليه أقسام العتبة الحسينية المقدسة مثلا مخزن المواد الكهربائية من المخازن التي تعمل بصورة دائمية في توفير المادة وخزنها ، فيما يعمل مخزن البطانيات وعلى مدار (تسعة أشهر متواصلة) بتوزيع البطانيات على الزائرين الوافدين ومن ثم يتم غسلها وتعقيمها وإعادة خزنها لاستخدامها في وقت آخر، ويزداد عمل هذا المخزن في الزيارات المليونية حيث يتم توزيع عشرات الآلاف من البطانيات على الزائرين.أما مخزن المواد الغذائية فقد تم تشيده نتيجة التطور الكبير الحاصل في قسم المضيف والمضائف الأخرى في مدن الزائرين وغيرها، مشيرا الى ان هذا الموضوع جعلنا نفكّر في تأسيس مخزن للمواد الغذائية بمواصفات عالمية لتأمين حاجات قسم المضيف من المواد الغذائية سواء الجافة او غيرها وبالنسبة لمخزن الكتب قد تم تأسيسه حديثاً وذلك لتطور مركز البيع المباشر للكتب، وعلى مستوى مخزن السِجّاد فيحتوي على السجاد الصناعي بالقياسات المختلفة ويتم خزنها بطرق متطورة للحفاظ عليها من الضرر، وتعويض العتبة المقدسة بما تحتاجه من سِجّاد.وتطرق الياسري لشعبة مخازن الامام السجاد (عليه السلام) في منطقة هور السيب قرب قنطرة السلام، موضحا بانها تتكون من مخزنين رئيسيين هما مخزن المواد الانشائية ومخزن المواد المستهلكة حيث يقوم مخزن المواد الانشائية باستلام المواد الانشائية من داخل البلد ومن خارجه سواء التي ترد الى مخازننا من إيران او الإمارات والدول الاخرى، مؤكدا ان أي مادة تأتي من خارج القطر يتم تفريغها في هذا المخزن وإرسالها الى المخازن حسب نوعيتها ويختص بذلك مخزن مختص باستلام الهدايا والنذور.ومن جهة اخرى تحدث الاستاذ( أمجد حيدر المحنّا) معاون مسؤول القسم عن الأعمال التي يتبعها قسم المخازن للحفاظ على المواد المخزونة قائلا:أن الإجراءات المتبعة في حفظ الأصناف المخزونة في مخازن العتبة الحسينية المقدسة هي مجموعة الإجراءات التنظيمية والفنية والتي تهدف الى سلامة المواد وذلك من خلال اختيار ظروف الخزن الملائمة لكل مادة فمثلاً يتم فحص كل مادة غذائية مختبرياً في مخازن المواد الغذائية في مختبرات العتبة المقدسة قبل تسليمها الى المضيف ويتم تامين ظروف الخزن المناسبة من تبريد او تجميد او ظروف اخرى لكل مادة غذائية وغيرها.وتابع المحنا حديثه: أما في مخزن السِجّاد اليدوي فإجراءات الحفظ ضد حشرة العثة التي تتغذى على مادة الكارتين البروتينية الموجودة في ألياف الصوف الحيوانية المصنّع منها السِجّاد، فعند استلام اي سجادة من قسم الهدايا والنذور تجرى عليها الفحوصات الحسية من قبل أمين المخزن والعاملين من احتمال الإصابة او وجود يرقات الحشرة ويتم تنظيفها بالمكنسة الكهربائية وبعد ذلك يتم تعريض السجادة الى الشمس لمدة ساعة او اكثر حسب درجة حرارتها لأجراء عملية الوقاية من اليرقات والبيوض والفطريات والأحياء المجهرية الأخرى ويتم إدخالها للمخزن الذي تم إحكامه بدرجة الحرارة والرطوبة ودرجة الإضاءة التي لا تؤثر على ألياف السِجاد. وأشار المحنّا إلى أن عمليات الخزن تتطلب آليات متطورة للحفاظ على المواد المخزونة كلاً على حدا، ومنها البطانيات والمواد الكهربائية والمواد الغذائية ومحاولة توفير الظروف والأجواء المناسبة للحفاظ عليها لأطول فترة ممكنة والاستفادة منها دائماً.