أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-4-2018
868
التاريخ: 9-08-2015
1257
التاريخ: 2-12-2018
1046
التاريخ: 22-03-2015
981
|
إن كسرة الخبز التي نأكلها وقطعة اللحم التي نمضغها وتدخل في جوفنا تعتور عليها عدة صور تخلع صورة وتلبس أخرى من الكيموس إلى أن تصير دما ثم توزعه حكمة اللّه فتجعل من ذلك القدم لحما وعظما وشحما وعصبا وكبدا وقلبا وطحالا الى آخر ما يحتوي، ويتكون منه هذا الهيكل الانساني والجسد الحيواني فكيف نشأ من هذه الكسرة سبعون نوعا من الأنواع المختلفة والاجناس المتباينة فأين العظم من اللحم واين الشحم من الغاز واين الغاز من المخ واين المخ من الشعر وهكذا وهلم جرا؟ كل هذا تكون من لقمة الخبز.
كل هذه الانواع مندمجة مطوية أم انقلبت وتحولت من صورة الى صورة ومن حقيقة إلى أخرى، ومهما قيل فيها فان تلك اللقمة التي تدخل في جوفنا وتنصرف بها المشيئة تلك التصاريف المتنوعة لم تدخل هي في كياننا ولم تصر جزءا من أجسامنا، بل تطورت عدة اطوار وتعاودتها صورة بعد صورة ودخلت في معامل ميكانيكية وتحليلات كيماوية إلى أن بلغت هذه المرحلة ونزلت من أجسامنا بتلك المنزلة.
و ان ما يرد من الاعتراض على امكان بعث الانسان إلى الحياة روحا وجسدا واستحالة معاده على هيكله السابق بسبب ما يتداخل من كل جسم في جسم آخر مما يتعذر به معاقبة المذنب وقد شاركت في جسده أجزاء من جسد الصالح أو مكافأة الصالح جسدا وقد شاركت في تكوين جسده اجزاء من جسد الطالح.
فان مثل هذا الاعتراض يرده الشيخ الأعظم الشيخ محمد الحسين كاشف الغطاء النجفي (ره) بما مر من التفاعلات والتحليلات ويضرب المثل بقوله : فلو أن مؤمنا أكل كل لحم في بدن الكافر او أكل الكافر كل لحم في بدن المؤمن فلا لحم الكافر صار جزءا من بدن المؤمن ولا لحم المؤمن دخل في بدن الكافر بل اللحم لما دخل في الفم وطحنه الانسان وهو الهضم الأول زالت الصورة اللحمية منه وارتحلت الى رب نوعها (حافظ الصور) واكتسب المادة صورة أخرى وهكذا صورة بعد صورة.
ومن القواعد المسلمة عند الحكماء بل عند كل ذي لب (أن الشيء بصورته لا بمادته) فأين اذن تقع شبهة الآكل والمأكول.
ويزيد هذا وضوحا أن جميع المركبات العنصرية يطرد فيها ذلك الناموس العام ناموس التحول والتبدل والدثور والتجدد.
انظر حبة العنب مثلا فهل هي إلا ماء وسكر وهل فيها شيء من الخمر أو الخل أو الكحول ولكنها بالاختمار تصير خلا ثم خمرا ثم غازا او بخارا وهكذا.
أترى أن العنب صار جزءا من الخل والخل صار جزءا من الخمر، إذن فمن اين تجيء شبهة الآكل والمأكول (1) .
____________________
(1) الفردوس الأعلى.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|