أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-10-2015
3911
التاريخ: 19-10-2015
3523
التاريخ: 2024-02-26
1156
التاريخ: 4-5-2016
3381
|
حدّثنا أبو محمد عبد الله بن عدي بجرجان ، عن أبي يعقوب الصوفي عن ابن عبد الرحمان الأنصاري ، عن الأعمش سليمان ، قال : بعث إليَّ أبو جعفر أمير المؤمنين وهو نازل بطريايا ، فأتاني رسوله بالليل ، فقال : أجب أمير المؤمنين ، قال : فقلت في نفسي : ما بعث إليَّ أمير المؤمنين في هذه الليلة إلاّ ليسألني عن فضائل علي ، فلعلّي إن أخبرته قتلني ، قال : فكتبت وصيّتي ولبست كفني ثمّ خرجت ، فلمّا دخلت عليه قلت : السلام عليك يا أمير المؤمنين ، فقال : وعليك السلام يا سليمان ، ما هذه الريح ؟ , قال : قلت : يا أمير المؤمنين ، أتاني رسولك بالليل ، فقلت : ما بعث إليَّ أمير المؤمنين في هذه الساعة إلاّ ليسألني عن فضائل علي ( عليه السلام ) ، فلعلّي إن أخبرته قتلني ، فكتبت وصيّتي ولبست كفني ، قال ـ وكان أبو جعفر متكئاً فاستوى قاعداً ـ ثمّ قال : لا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلي العظيم ، ثمّ قال : يا سليمان ، كم تروي في فضائل علي ( عليه السلام ) ؟ .
قال : قلت : كثيراً يا أمير المؤمنين ، فقال : والله لأُحدّثك بحديثين لم تسمع بمثلهما قط ، قال : قلت : حدّث يا أمير المؤمنين ، قال : كنتُ هارباً من بني مروان وأنا في أطمار لي رثة ، وكنت أتقرّب إلى الناس بحبّ علي ( عليه السلام ) فيطعموني ويقرّبوني ، حتى مررت ذات عشية بمسجد قد أُقيمت فيه صلاة المغرب ، فقلت في نفسي : لو دخلت المسجد فصلّيت وسألت أهله عشاءً ، قال : فلمّا صلّيت دخل المسجد غلامان ، فلمّا نظر إليهما إمام المسجد قال : مرحباً بكما وبمن اسمكما على اسمهما ، فقلت لشاب إلى جانبي : مَن الغلامان مَن الشيخ ؟.
فقال : ابنا ابنه ، وليس في المدينة أحد يحبّ علياً حبّه ؛ فلذلك سمّى أحدهما الحسن والآخر الحسين ، قال : فقمت إليه فقلت : أيّها الشيخ ، ألا أُحدّثك حديثاً أقرّ به عينك ؟.
قال : إن أقررتَ عيني أقررتُ عينك .
قال : فقلت : أخبرني أبي ، عن جدّي ، عن ابن عباس ، قال : بينا نحن قعود عند رسول الله إذ أقبلت فاطمة ( عليها السلام ) وهي تبكي فقال لها : ما يبكيك يا فاطمة ؟ فقالت : يا نبيّ الله غاب عنّي الحسن والحسين البارحة فما أدري أين باتا ، فقال ( صلّى الله عليه وآله ) : لا تبكي يا فاطمة ، إنّ لهما ربّاً يحفظهما ، ثم رفع ( صلّى الله عليه وآله ) يده إلى السماء ثمّ قال : اللهمّ إن كانا أخذا بَرّاً أو بحراً فأحفظهما وسلّمهما .
قال : فأتاه جبرئيل فقال : يا رسول الله ، لا تحزن هذا الحسن والحسين في حضيرة بني النجّار وقد وكِّل بهما ملكاً يحفظهما ، قد فرش أحد جناحيه لهما وأظلّهما بالآخر .
قال : فقام النبي ( صلّى الله عليه وآله ) وقام معه أصحابه حتى دخل الحظيرة ، فإذا الحسن والحسين معانق أحدهما صاحبه ، قد فرش لهما الملك أحد جناحيه وأظلّهما بالآخر ، فأقبل النبيّ حتى عانقهما ثمّ بكى وأخذهما ، ثمّ حمل الحسن على عاتقه الأيمن والحسين على عاتقه الأيسر . قال : فلمّا خرج من الحضيرة قال أبو بكر : يا رسول الله أعطني أحد الغلامين أحمله عنك . فقال : يا أبا بكر ، نِعمَ الحامل ونِعمَ المحمولان وأبوهما أفضل منهما ؛ ثمّ قال عمر مثل ما قال أبو بكر ، فقال له النبي ( صلّى الله عليه وآله ) : مثل ما قال لأبي بكر ، ثمّ قال النبيّ : والله لأُشرّفكما كما شرّفكما الله من فوق عرشه .
قال : فلمّا أتى المسجد قال : يا بلال ، هلمّ عليَّ الناس ، فلما اجتمعوا صعد رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) المنبر ثمّ قال : يا أيّها الناس ، ألا أُخبركم اليوم بخير الناس جدّاً وجدّة ، قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : عليكم بالحسن والحسين فإنّ جدّهما رسول الله وجدّتهما خديجة الكبرى بنت خويلد سيّدة نساء الجنّة ؛ ثمّ قال : يا أيّها الناس ، ألا أُخبركم اليوم بخير الناس أباً وخيرهم أُماً ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : عليكم بالحسن والحسين فإنّ أباهما شاب يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله ، وأُمهما فاطمة بنت رسول الله سيّدة نساء العالمين ؛ ثمّ قال : يا أيّها الناس ، ألا أُخبركم بخير الناس عمّاً وخيرهم عمّة ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : عليكم بالحسن والحسين فإنّ عمّهما ذو الجناحين الطيّار في الجنّة ، وعمّتهما أُم هاني بنت أبي طالب .
ألا أُخبر بخير الناس خالاً وخالة ، قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : عليكم بالحسن والحسين ، فإنّ خالهما القاسم ابن رسول الله ، وخالتهما زينب بنت رسول الله ، ثمّ أقبل النبي ( صلّى الله عليه وآله ) علينا ، ثمّ قال : اللهمّ إنّك تعلم أنّ الحسن في الجنّة والحسين في الجنّة ، وجدّهما في الجنّة وجدّتهما في الجنّة ، وأباهما في الجنّة وأُمهما في الجنّة ، وعمّهما في الجنّة وعمّتهما في الجنّة ، وخالتهما في الجنّة ، اللهمّ إنّك تعلم أنّ محبّهما في الجنّة ومبغضهما في النار .
قال : فقال الشيخ : مَن أنت يا فتى ؟ قلت : من العراق ، قال : عربي أم مولى ؟ قال : قلت : بل عربي ، قال : فأنت تحدّث الناس بحديث مثل هذا الحديث وأنت على مثل هذا الحال ، قال : فكساني خلعة وأعطاني بغلة ، قال : فبعتها في ذلك الزمان بثلاثمئة دينار ، ثمّ قال لي : قد أقررتَ عيني ولي إليك حاجة ، قلت : ما حاجتك ؟ قال : هاهنا أخوان أحدهما إمام والآخر يؤذّن ، فأمّا الإمام فلم يزل محبّاً لعلي ( عليه السلام ) منذ خرج من بطن أُمه ، وأمّا المؤذّن فلم يزل مبغضاً لعلي منذ خرج من بطن أُمه ، فأتِ الإمام حتى تحدثه ، قال : قلت : دلِّني على منزله . فأشار إلى منزله ، فعرفت الباب فقرعته فخرج إليَّ شاب فسلّمت عليه فعرف الكسوة وعرف البغلة فقال : اعلم أنّ الشيخ لم يكسك خلعته ويعطيك بغلته إلاّ وأنت تحبّ علياً فحدّثني في فضائل علي ( عليه السلام ) .
قال : قلت : أخبرني أبي ، عن جدّي ، عن عبد الله بن عباس ، قال : بينا نحن عند رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) إذ أقبلت فاطمة ( عليها السلام ) وهي تبكي ، فقال : ما يبكيك يا فاطمة . قالت : يا رسول الله ، عيّرتني نساء قريش آنفاً زعمن أنّك زوّجتني رجلاً مُعدماً لا مال له .
قال : لا تبكين يا فاطمة ، فوالله ما زوّجتك حتى زوّجك الله من فوق العرش وأشهدَ على ذلك جبرئيل وميكائيل ، ألا وإنّ الله اطّلع من فوق عرشه فاختارني من خلقه وبعثني نبيّاً ، ثمّ اطّلع ثانية فاختار من الناس علياً فجعله وارثاً ووصيّاً ، فعلي أشجع الناس قلباً وأكثرهم علماً وأعدلهم في الرعية وأقسمهم بالسويّة ، والحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة ، واسمهما في توراة موسى شابير وشابور لكرامتهما على الله .
يا فاطمة ، لا تبكين ، إذا كُسيتُ غداً كُسيَ علي معي ، وإذا حُبيت غداً حُبيَ علي معي ، يا فاطمة ، لواء الحمد بيدي والناس تحت رايتي يوم القيامة فأناوله علياً لكرامته على الله عزّ وجلّ ، يا فاطمة ، علي عوني على مفاتيح الجنّة ، يا فاطمة ، علي وشيعته هم الفائزون يوم القيامة . قال : فلمّا حدّثته بهذا الحديث ، قال : يا فتى ، مَن أنت؟ قلت : من أهل العراق ، قال : عربي أم مولى ؟ قلت : عربي ، قال : فأنت تحدّث بهذا الحديث وأنت على مثل هذا الحال ، فكساني ثلاثين ثوباً وأمر لي بعشرة آلاف درهم ، ثمّ قال : قد أقررتَ عيني ولي إليك حاجة ، قال : قلت : ما حاجتك ؟ قال : تأتي صلاة الغداة مسجد بني فلان أو مسجد بني مروان حتى يأتيك الأخ المبغض علياً ، قال : فطالت عليَّ تلك الليلة فلمّا أصبحت غدوت إلى المسجد .
قال : فبينا أنا أُصلّي وإذا بشاب يصلّي إلى جانبي وعليه عمامة إذ سقطت العمامة عن رأسه ، فإذا رأسه رأس خنزير والله ما دريت ما أقول في صلاتي فلمّا انصرف قلت له : ويلك ما الذي أرى بك من سوء الحال ؟ قال : فقال لي : لعلّك صاحب أخي ؟ قال : قلت : نعم ، فأخذ بيدي ثمّ خرج بي من المسجد وهو يبكي بكاءً شديداً حتى أتى بي داره ، ثمّ قال لي : ترى هذه الدار ؟ قال : قلت : نعم .
قال : فأنا كنت مؤذّناً وألعنُ علياً في كل يوم ألف مرة ـ وفي رواية أُخرى مئة مرة ـ حتى إذا كان يوم من الأيام لعنتُه عشرة آلاف مرة ـ وفي رواية أُخرى ألف مرة ـ فخرجت من المسجد ، ثمّ انصرفت إلى داري هذه ونمت في هذا المكان فرأيت فيما يرى النائم كأنّ النبي ( صلّى الله عليه وآله ) قد أقبل ومعه أصحابه والحسن والحسين عن يمينه ويساره ، فجلس رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) وأصحابه ، والحسن والحسين ( عليهم السلام ) واقفان ، وفي يد الحسن كأس وفي يد الحسين إبريق يسقي الناس فرفع النبيّ رأسه ، فقال : يا حسن ، اسقِني .
فمدّ الحسن يده بالكأس إلى الحسين ، فقال : يا حسين صب , فصبّ من الإبريق في الكأس ، فناول الحسين ( عليه السلام ) النبي ( صلّى الله عليه وآله ) فشرب ، ثمّ قال : اسقِ أصحابي . فسقاهم ، ثمّ قال : اسقِ النائم على الدكّان .
قال : وكان الحسن والحسين يبكيان ، فقال لهما النبيّ : ما يبكيكما ؟ فقالا : يا رسول الله فكيف نسقيه وهو يلعن أبانا في كل يوم ألف مرة وقد لعنه اليوم عشرة آلاف مرة .
قال : فرأيت النبي ( صلّى الله عليه وآله ) قام مغضباً حتى أتاني ، فقال : أتلعن علياً وأنت تعرف أنّه بالمكان الذي هو به منّي ، ثمّ ضربني ، وقال ( صلّى الله عليه وآله ) : قم ، غيّر الله ما بك ( من ) خِلقة ؛ فقمت ورأسي ووجهي هكذا .
ثمّ قال : يا سليمان ، هل سمعت مثل هذين الحديثين قط ؟ قال : قلت : لا يا أمير المؤمنين ، ثمّ قلت : يا أمير المؤمنين ، الأمان ، قال : لك الأمان ، قلت : فما تقول في قاتل الحسن والحسين ؟ قال : في النار يا سليمان ، قال : قلت : فما تقول في قاتل أولاد الحسين ؟ قال : فسكت مليّاً ، ثمّ قال : يا سليمان ، المُلك عقيم ، اذهب فحدّث في فضائل علي ( عليه السلام ) ما شئت.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ندوات وأنشطة قرآنية مختلفة يقيمها المجمَع العلمي في محافظتي النجف وكربلاء
|
|
|