أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-3-2018
725
التاريخ: 25-3-2018
687
التاريخ: 2-07-2015
1194
التاريخ: 23-10-2014
983
|
إن الجسم الانساني مركبا من أعضاء وحواس وعروق الخ .. وترى حاسة السمع وحدها لا تقل عن جسم الانسان بل عن العالم كله من عجائب تركيبها وكثرة تفاصيلها وبدائع دقتها وأنظمتها الدقيقة البديعة فتأمل عظمة الخالق جل جلاله.
تجد الآن أمام مدينتين وبحر المدينة الاولى خالية من السكان مقوسة البنيان دائرية السور ليس فيها إلا الهواء يغدو ويروح ثم ترد عليها الرسل أفواجا كل آن بأشكال مختلفة يريدون أن يتوصلوا الى الملك المعظم الذي هو جالس خلف ذلك النهر على عرشه العظيم ، وتلي هذه المدينة المدينة الثانية وفيها أماكن للبريد كل منها يوصل للآخر ما يرد له من الرسائل.
ويلي هذه المدينة النهر وهو أهم من السابقتين فلو رأيته لأدهشك ما فيه من العجب فإنك تراه نهرا عظيما متلاطم الأمواج وهذا النهر ليس كالأنهار يجري على شبه استقامة بل هو ملتو ثلاث كما تلتوي الحيات من ناحية ومن الناحية الاخرى ملتف كما تلتف القوقعة وتجد من مائه كرات كثيرة من الحجارة وآلات برقية تلغرافية تبلغ ثلاثة آلاف نبتة من الجهة التي تشبه القوقعة وعلى شواطئ البحر تجد أسلاكا اخرى برقية (تلغرافية) ووراء هذا البحر الملك وعنده أصحاب البريد ينبشون جهة الأسلاك البرقية على الشاطئ وجهة الأسلاك التي في البحر وترى اولئك الرسل الذين يأتون المدينة الاولى يرسلون الأخبار الخارجية الى المحطة الاولى في المدينة الثانية ومنها الى الثانية ومن الثانية الى الثالثة ثم تنقل الأخبار الخارجية الى البحر خلفهما فتنقل في تلك الأسلاك التي هي ثلاثة آلاف بعد مرورها على تلك الكرات الحجرية النافعة لحفظها ويتلقفها رسل الملك المنبثون في تلك الجهات وبذاك يعرف أخبار الممالك الاخرى، هذه هي أوصاف الاذن.
أما المدينة الاولى فهي التي يسمونها الاذن الظاهرة المؤلفة من الصوان الذي يجمع أمواج الصوت ومن الصماغ السمعي الظاهر وهو خرق الاذن الذي يؤدي تلك الأمواج الى الاذن المتوسطة وطوله نحو قيراط.
وأما الأفواج التي ترد عليها فهي الحروف الهجائية ومركباتها وأصوات الغناء والألحان وكل ما يسمع وهذه لا حصر لعدّها.
وأما المدينة الثانية فهي الاذن المتوسطة أو الطبلة وهي تجويف بين الاذن الظاهرة والباطنة وتنفصل عن الظاهرة بالغشاء الطبلي.
وأما الأماكن الثلاثة التي للبريد فهي ثلاث عظمات دقيقة يتصل بعضها ببعض تسمى احداها المطرقة والثانية بالسندان والثالثة بالركاب للمشابهات التي بينها وبين هذه الثلاثة.
وأما البحر العظيم وراءها فهو المسمى بالإذن الداخلة أو التيه وهي عضو السمع الخاص وإنما سميت بالتيه لكثرة ما فيها من التجاويف والعجائب، وفيها سائل فيه خيوط دقيقة شعرية وكتل متبلورة وفيه ثلاثة آلاف جسم صغير تسمى حصى (كورتي) فهذه هي آلات البرق المذكورة فيما تقدم، فإذا قرع الاذن الظاهرة صوت اتجهت أمواجه الى الاذن المتوسطة بسبب حفظ الصوان للصوت فيقع على الغشاء الطبلي فتهتز العظمات الثلاث في الاذن المتوسطة وينتقل الى السائل ويصادف تلك الكرات الدقيقة التي سميناها حجارة فيما مضى، وإذ ذاك يتلقف كل سلك من الأسلاك المسماة عصى (كورتي) التي تبلغ ثلاثة آلاف خبرا من الأخبار وصوتا من الأصوات بحيث يكون مناسبا له، وكأن هذه الثلاثة آلاف مختلفات القوى كاختلاف الأصوات وكل صوت يتجه الى مقدم، فإن المسموعات كثيرة جدا من حيوان وشجر وحجر توزع على تلك الثلاثة آلاف بحيث يمر كل صوت في السلك المناسب له الى السلك المناسب له ثم هذه تتصل بالشعرات التي في تلك القنوات التي عبّرنا عنها بأسلاك برقية أيضا وهناك يمتد العصب السمعي واصلا من المخ فيلتقط تلك الأخبار ويوصلها للمخ الذي عبرنا عنه بالملك في عرشه.
{فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} [المؤمنون: 14] .
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|