 
					
					
						اثبات الواجب تعالى بدليل المحدودية 					
				 
				
					
						 المؤلف:  
						آية الله السيد محسن الخرّازي
						 المؤلف:  
						آية الله السيد محسن الخرّازي					
					
						 المصدر:  
						بداية المعارف الإلهية في شرح عقائد الإمامية
						 المصدر:  
						بداية المعارف الإلهية في شرح عقائد الإمامية					
					
						 الجزء والصفحة:  
						ج1 ، ص39
						 الجزء والصفحة:  
						ج1 ، ص39					
					
					
						 2024-12-03
						2024-12-03
					
					
						 1580
						1580					
				 
				
				
				
				
				
				
				
				
				
			 
			
			
				
				تقريب ذلك أن كل موجود من ممكنات العالم محدود بحدود وكل محدود له حاد، فالعالم الإمكاني له حاد غير محدود وهو صرف الوجود، دفعا للدور والتسلسل.
أما الصغرى، فلإن كل شئ من أشياء العالم الإمكاني صغيرها أو كبيرها جمادها أو نباتها أو حيوانها محدودة بالحد المكاني والزماني وغيرهما من الكيفيات والخصائص، ولذا لا وجود له في خارج الحد المكاني أو في خارج الحد الزماني أو نحوهما. نعم بعضها بالنسبة إلى بعض آخر أعظم أو أطول أو أدوم، ولكن كلها محدودة بالحدود المذكورة، بل المجردات أيضا محدودة بحد مراتب الوجود وأسبابها وعدمها.
وأما الكبرى، فلإن كل محدودية من أي نوع كانت آنية من ناحية غير المحدود، لا من ناحية نفسه وإلا لكان الأمر بيده، مع أن المعلوم خلافه. هذا مضافا إلى أنه يلزم منه مساواة كل محدود مع غيره في الحدود، لاشتراكهم في حقيقة الوجود، فالحدود في المحدودات آية المقهورية والمعلومية ولزم أن تنتهي إلى من ليس له حد من الحدود، بل هو صرف الكمال والوجود وليس هو إلا الله تعالى الذي عبر عنه في الكتاب العزيز بالصمد والقيوم والغني.
ويمكن تقريب البرهان المذكور بوجه آخر وهو أنه لا إشكال في وجود الموجودات في الخارج فإن كان مطلقا وصرفا ومحض الوجود فهو المطلوب وإلا استلزمه، لأن لكل محدود حادا دفعا للدور والتسلسل.
وقال صدر المتألهين في شرحه على أصول الكافي: كل محدود له حد معين، إذ المطلق بما هو مطلق (في عالم الخلق) لا وجود له في الخارج، فيحتاج إلى علة محددة قاهرة إذ طبيعة الوجود لا يمكن أن تكون مقتضية للحد الخاص وإلا لكان كل موجود يلزمه ذلك الحد، وليس كذلك فثبت أن الحد للوجود من جهة العلة المباينة، فكل محدود معلول لا محالة، فخالق الأشياء كلها يجب أن لا يكون محدودا في شدة الوجود وإلا لكان له خالق محدد فوقه وهو محال (1).
وقال العلامة الطباطبائي - قدس سره -: كل حقيقة من حقايق العالم فرضت فهي حقيقة محدودة، لأنها على تقدير وفرض وجود سببها كانت موجودة، وعلى تقدير وفرض عدم سببها كانت معدومة ففي الحقيقة لوجودها حد وشرط معين ليس لها وجود في خارج ذلك الحد والشرط المعين. وهذا الأمر جار في كل شئ عدا الله سبحانه وتعالى حيث أنه ليس له حد ونهاية، بل هو حقيقة مطلقة وموجود على كل التقادير وليس متقيدا بشرط ولا سبب ولا يكون محتاجا إلى شئ (2). ولذا قال أمير المؤمنين - عليه السلام - في توصيفه تعالى: " فلا إليه حد منسوب " (3) وخاطب الإمام علي بن الحسين - عليهما السلام - ربه في دعائه بقوله: " أنت الذي لا تحد فتكون محدودا " (4) وفي توقيع محمد بن عثمان ابن سعيد عن مولانا الحجة بن الحسن المهدي - عليهما السلام - جاء في ضمن الدعاء: " يا موصوفا بغير كنه ومعروفا بغير شبه حاد كل محدود " (5). فحد الوسط في هذا البرهان هو المحدودية، وهي من خصوصيات المعلول اللازمة له إذ لا يمكن ان يوجد معلول بدونها.
________________
(1) شرح الأصول من الكافي: ص 332.
(2) شيعه در إسلام: ص 71.
(3) بحار الأنوار: ج 4 ص 222.
(4) الصحيفة: الدعاء 47.
(5) مفاتيح الجنان: أدعية أيام شهر رجب ص 135.
 
				
				
					
					 الاكثر قراءة في  اثبات وجود الله تعالى و وحدانيته
					 الاكثر قراءة في  اثبات وجود الله تعالى و وحدانيته					
					
				 
				
				
					
					 اخر الاخبار
						اخر الاخبار
					
					
						
							  اخبار العتبة العباسية المقدسة