المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

التصنيف غير الموجهUnsupervised Classification - تنفيذ عملية غير الموجه
4-7-2022
السلطة التقديرية في تحديد السنة التقديرية
10-4-2016
Selenium Allotropes and Physical Properties
16-12-2018
معنى كلمة الواو
7-1-2023
باب في علم النفس
2023-05-03
Syllables Phonology above the segment
19-3-2022


مهمة الناقد  
  
2705   01:34 مساءً   التاريخ: 23-3-2018
المؤلف : د. عبد الرسول الغفاري
الكتاب أو المصدر : النقد الأدبي بين النظرية والتطبيق
الجزء والصفحة : ص : 14
القسم : الأدب الــعربــي / النقد / النقد القديم /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-1-2020 1930
التاريخ: 1-04-2015 4488
التاريخ: 23-3-2018 5541
التاريخ: 22-3-2018 9762

 

الناقد لا يكون ناقداً إلا بعد مرانٍ طويل وخبرة كبيرة، وحفظه لجملة من النصوص الأدبية والأُسس الجمالية، وهذا يعني ان الناقد لابدّ وان يكون بصيراً بفنون الأدب واغراضه وتطوّره، ومعرفته باللغة ومفرداتها والبلاغة وفنونها، والكلام وأساليبه، وان يطّلع على جملةٍ من المعارف كالفلسفة ونشوئها ونظرياتها وعلم النفس، والخلجات والشعور الباطني.

ثم للزمان والمكان الأثر الكبير في تحديد المعالم النقدية والاسس الجمالية لأي نتاج ادبي.

والنتاج الأدبي لا يقتصر على الشعر بل انه يشمل القطع النثرية والخطابة والقصة والرواية والمسرحية والتمثيل والرسم والتبليغ والتعليم، وكل جوانب الحياة لغرض ازدهار وتطو ير الفكر الإنساني الذي يقودُنا في نهاية الأمر إلى الحياة السعيدة المُثلى، واعمار الأرض التي هي مزرعة الاَخرة.

ولمّا كان العمل النقدي يرتبط بالنصوص مباشرة، علينا ان نسأل:

هل من شأن الناقد أن يفسر النص الأدبي؟

أم شأنه اصدار الحكم فحسب؟

لقد اختلف مؤرّخو النقد في تحديد الجواب، فمنهم من جعل منهج الناقد منهجاً تفسيرياً، واخرون صيروه منهجاً حكميّاً أما رأينا فهو غير ما قالوه؛ لأن الناقد اذا اتّبع منهج التفسير دون إصدار الحكم فهذا يعني ترك القارئ دون ان يستفيد من رأي الناقد، وموقفه ازاء النص المفسَّر- بالفتح - وقد لا يمكن اصدار أي حكم على التفسير الذي قدّمه لنا الناقد.

لهذا لا يترتب عليه أيّ أثر، اضافة إلى ذلك ان القارئ ليس بوسعه أن يعطي حكماً نقدياً طالما أنه لم يمارس عملية النقد الأدبي ممارسة عملية، ولم يطلع على القواعد والاسس النقدية.

واذا قلنا إن مهمة الناقد هو اتّباع المنهج الحكمي دون التفصيل؟ في جمال النص او عيوبه، فهذا ما يجعل عمله ناقصاً، لما فيه من غموض وابهام.

فالطريق الاسلم ان يتّبع الناقد الأُسلوب الجامع بين المنهجين، وهو الحكم على النص الأدبي بالحسن أو القبح، ثم يردف حكمه ذاك بالتعليل والتفسير، ولهذا الأُسلوب فوائد جمة.

 

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.