المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

السلالات البشرية الرئيسة - السلاسل الزنجية Negroid
12-6-2022
فوائد الثوم الطبية (استخدام الثوم لزيادة القوة الجنسية)
25-3-2016
سويات الطاقة لدائر كروي
15-2-2022
تعيين الإمام ليس في يد البشر
2023-05-13
حيوانات الحقول
2023-07-20
Anzelm Iwanik
21-3-2018


الاثنينية  
  
2668   09:53 صباحاً   التاريخ: 23-3-2018
المؤلف : الشيخ حبيب الكاظمي
الكتاب أو المصدر : نحو أسرة سعيدة
الجزء والصفحة : ص14
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

إن طبيعة الحياة الدنيا أنها دار فناء محفوفة بالبلاء : فالمشكلات لا تنتهي ، ولا أحد يخلو من الهموم ، إما في بدنه ، أو أهله ، أو ماله ، أو آخرته .. والحلّ أن يعيش الإنسان الاثنينية في التعامل: أي يحاول أن يفصل بين عالمه الروحي والأرضي ، فالذي يواجه الأذى القولي والفعلي ، هي شخصيته الأرضية ، هذا الجسد المادي، ولكن شخصيته الروحية ، هذه اللطيفة الربانية ، هي شأن ربّ العالمين ، ولا يمكن لأحد أن يصل إليها ، وهو ليس ملزماً أن يقحم روحه بكل ذلك .. فلو أن تاجراً ثرياً يشكو من مضايقة الآخرين له ، وأراد أن يعيش عيشه هنيئة وادعة، فإنه يتخذ لنفسه منزلاً فيه ثلاثة أدوار  : الدور الأول يجعله للعلاقات العامة ، وينيب عنه من يتولى شؤون العمل .. والدور الثاني: يجعله للعائلة .. وأما  الثالث: فيخصصه لنفسه ، للاختلاء والتفكر والابتعاد عن كل مشاكل العمل وغيره .. فمن يراجعه بخصوص العمل ، يوجّههم إلى الطابق الأرضي ، ويعطي الأوامر بمنع الصعود إليه أو إلى العائلة .. فيكون بهذه الطريقة قد أنجز عمله ، وأراح نفسه ، ولم يتنزل إلى أسفل ، حيث هنالك من يقوم مقامه في : تخليص العمل ، ومواجهة الأعداء ، وتلقي الضربات ، وتحمل الإهانات ، وغيره من مشغلات البال المكدرة .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.