حركة رافع بن الليث:

عندما تولى الامين الخلافة كانت حركة رافع بن الليث لا تزال قائمة، وقد كلف هرثمة بن اعين بالقضاء عليها، وقد تمكن هرثمة في بداية أيام الأمين من حصار رافع في مدينة سمرقند، ثم دخل حائطها فلجأ رافع الى داخل المدينة وراسل الترك فوافوه، وأصبح هرثمة بين الترك ورافع محصورا، ثم رجع الترك فضعف امر رافع ... ثم راسل المأمون وطلب منه الأمان فأمنه فجاء رافع اليه فأكرمه المأمون وقدمه.

حمص:

وثار اهل حمص على عاملهم إسحاق بن سليمان الذي ولاه الأمين عليهم فانتقل إسحاق الى بلدة السلمية، وأرسل الأمين مكانه عبد الله بن سعيد الحرشي ومعه عافية بن سليمان فسجن عددا من وجهاء مدينة حمص، واحرق يعض احيائها، فسأله اهل المدينة الأمان فأجابهم، وسكنوا ثم ثاروا فضرب اعناق بعضهم.

 وفي عام 195 ظهر بالشام السفياني وهو علي بن عبد الله بن خالد بن يزيد بن معاوية بن ابي سفيان ودعا الى نفسه وقد حاصر والي الأمين على دمشق وهو سليمان بن ابي جعفر غير ان الوالي قد تمكن من الهرب دمشق فأرسل الأمين الى السفياني الحسين بن علي بن ماهان فلما وصل الى الرقة اقام بها، ولم ينفذ اليه.

الامارات بعد الأمين:

بقيت الامارات التي كانت أيام الرشيد هي نفسها أيام ابنه الأمين.

فدولة الخوارج الصفرية: في سجلماسة ويحكمها أبو المنصور اليسع بن ابي القاسم.

ودولة الخوارج الاباضية: في تاهرت ويحكمها عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم وهي الدولة المعروفة بالرستمية وقد قامت عليه بعض الحركات من الخوارج أنفسهم.

اما الامويون: في الاندلس فقد قوي امرهم وكان الحكم هناك للحكم بن هشام بن عبد الرحمن الداخل وهو المعروف باسم الحكم الربضي.

وكانت دولة الادارسة تحت حكم ادريس الثاني.

وفي القيروان كانت دولة إبراهيم بن الاغلب يقوى امرها، وقد ثار عليها في تونس عمران بن مخالد التميمي في عام 195 غير ان هذه الحركات لم يكتب لها النجاح وتوفى إبراهيم بن الاغلب عام 196، وخلفه ابنه عبد الله أبو العباس.

وجاءت أيام المأمون ولم تزل الامارات المستقلة مقتصرة على الجناح الغربي من الدولة الإسلامية، وتتدرج في خلافها للعباسيين من الشرق الى الغرب فالأغالبة يعدون عمالا للعباسيين والخوارج يهادنون الدولة في بغداد وعمالها في القيروان، فالأدارسة الذين يختلفون معهم حتى نصل الى الاندلس الذين هم في عداء مع العباسيين.