أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-1-2016
8694
التاريخ: 14-08-2015
2461
التاريخ: 24-3-2016
4451
التاريخ: 28-06-2015
2429
|
هو أبو محمد غانم بن وليد بن عمر (1) بن عبد الرحمن المخزوميّ القرشيّ الأشوني (نسبة إلى أشونة و هي حصن بالأندلس من نواحي أستجة) .
روى غانم المخزوميّ علومه في النحو و اللغة و الأدب عن نفر منهم أبو عمر يوسف ابن عبد اللّه بن خيرون و أبو عبد اللّه بن السرّاج. و اشتغل بالتدريس و كان قديرا محمود الطريقة في ذلك.
و عاش غانم في مالقة مدّة و نال حظوة كبيرة عند صاحبها إدريس العالي بالله (4٣4-4٣٨ ه) ، كما عاش (بعد ذلك) في غرناطة متّصلا ببلاط باديس بن حبّوس (4٣٠-466 ه) .
و يبدو أن وفاة غانم المخزومي كانت نحو 465 ه لأنّه شهد، فيما يبدو، مقتل القاضي أبي عبد اللّه محمّد بن الحسن بن يحيى بن الحسن الجذامي النباهي في قرطبة، سنة 46٣ ه (2) ، و لم يرو له ابن بسّام في الذخيرة (1:2:345-361) رثاء في باديس بن حبّوس (ت 466 ه) . و يبدو أنه عاش طويلا.
كان غانم المخزوميّ فقيها و لغويّا و نحويّا و أديبا ناثرا ناظما، و كان مقتدرا في تدريس هذه الفنون محمود الطريقة في ذلك.
و كان في شعره صاحب بديهة و مقتدرا. و أكثر شعره الذي بين أيدينا في المديح و الرثاء و الوصف و الغزل و الحكمة و الزهد. و كذلك له ترسّل أكثره إخوانيّات و بعضه مديح في مجرى الخطابة أو الكتابة.
مختارات من آثاره :
- دخل غانم على باديس بن حبّوس، و كان باديس يجلس في مكان ضيّق، و مع ذلك فقد وسّع لغانم مكانا يجلس فيه. عند ذلك قال غانم بديهة:
صيّر فؤادك للمحبوب منزلة... سمّ الخياط مجال للمحبّين (3)
و لا تسامح بغيضا في معاشرة... فقلّما تسع الدنيا بغيضين!
- و قال في الصبر و التجمّل بالوقار:
الصبر أولى بوقار الفتى... من ملك يهتك ستر الوقار (4)
من لزم الصبر على حالةٍ ... كان على أيّامه بالخيار
- و له في مطلع غزليّ لقصيدة في مدح ادريس العالي باللّه؛ و هذه الأبيات تقليد ظاهر لمقطوعة الشريف الرضيّ:
يا ظبية البان ترعى في خمائله... ليهنك اليوم أنّ القلب مرعاك
قال غانم المخزوميّ:
لو لا التحرّج لم يحجب محيّاك... حيّيت عنّا، و حيّينا بمحياك (5)
أ يا غزالتنا، شمس الضّحى طلعت... على اتّفاق فسيماها كسيماك (6)
بدوت في حلّة زرقاء، و هي كذا... فقال قاضي الهوى: «هذي و لا ذاك»
أظمأتني منك، يا ظمياء، جائرة... ما كان ضرّك لو أحظى بسقياك (7)
إنّي أراك بقتل النفس حاذقة... قولي، بفضلك، من بالقتل أوصاك؟
إن كان واديك ممنوعا فموعدنا ... وادي الكرى ثمّ تلقاني و ألقاك (8)
دمعي ببغداد ممدود بدجلتها ... و أنت من روض نجد نشر ريّاك (9)
- توفّي لغانم المخزوميّ أخوان أحدهما مات غرقا فقال غانم يرثيهما بمقطوعة يقلّد فيها مقطوعة غزلية لابن زيدون:
يا دمع، لا تخذل و كن مسعدا... لا تخش من صبري أن يمنعك (10)
أخ غريق و أخ في الثّرى... و ترتجي السلوّة؟ ما أطمعك!
إنّ جمود العين-خوف العدى... و رقبة الحسّاد-لن ينفعك (11)
يا عمرا، أعمرت قلبي أسى... و ودّع (؟) صبري مثلما ودّعك (12)
رزئت في الدنيا يدي نصرتي ... يا دهر، تباً لك، ما أفجعك! ( 13)
- و له من رقعة خاطب بها أبا الحسن الحصريّ:
ما أفصح لسانك و أفسح ميدانك و أوضح بيانك و أرجح ميزانك و أنور صباحك و أزهر مصباحك، أيّها السابق المتمهّل في ميدان النّبل، و السامق (14) المتطوّل بفضائل الذكاء و الفضل: أرحتني من غلّ الهمّ فازدهتني أريحيّة (15) ، و أزحتني عن ظلّ الغمّ فلاحت لي شمس الأمنيّة بما أطلعته عليّ و أنفذته مكارمك إليّ. فقلت: أعصر الشباب رجع، أم كوكب السعد طلع، أم بارق الإقبال لمع؟ كلاّ، و اللّه، إنّها لمكرمة فهريّة (16) أهدتها نفس سخيّة و همّة عليّة. . . بلى، و اللّه، أرتني زهر الربيع في غير أوانه، و حسن الصنيع على عدمه في أهل زمانه. . . فأنت واحد البلاغة الذي لا يجارى، و فارس الفصاحة الذي لا يبارى.
____________________
١) في كتاب الصلة، ص 4٣٣: غانم بن وليد بن محمّد بن عبد الرحمن. و في جذوة المقتبس، ص 306: غانم ابن الوليد بن عمر بن عبد الرحمن.
٢) راجع كتاب قضاة الأندلس، ص ٩٣، السطر ١٣، ثمّ ص ٩٣، السطر الثالث.
3) سمّ الخياط: ثقب الابرة.
4) هتك: شقّ، مزّق.
5) المحيّا (بتشديد الياء) : الوجه. المحيا (بلا تشديد) : الحياة.
6) الغزالة: الشمس و المرأة الجميلة. السيما: العلامة، الهيئة.
7) الظمياء: الناقة السوداء، الشفة الرقيقة السمراء، العين الرقيقة الجفون (المرأة الجميلة) .
8) واديك: بلدك. وادي الكرى (كناية عن النوم) .
9) النشر (هنا) : الانتشار. الريّا: الرائحة الطيّبة.
10) المسعد: المساعد. الدمع المسعد هو الذي يسيل بسرعة و بكثرة.
11) الرقبة: المراقبة. رقبة الحسّاد (رجاء الحسّاد أن تزول النعمة عن غيرهم) .
12) الأسى: الحزن. ثم اقرأ: ودّعت صبري الخ.
13) رزئت: فقدت. يدي نصري: نصرتي بكلتا يدي (بكل قوتي) . بتا: قطعا. ما أفجعك: ما أكثر انزالك الفجيعة (فقدان الأحباب بالموت) منك.
14) السامق: العالي.
15) ازدهتني: أخذتني خفة (سرور) بالأريحيّة (الارتياح للكرم أو للعمل الجميل و السرور به) .
16) فهرية: نسبة إلى فهر بن مالك من جدود العرب القدماء (عربية صحيحة) .
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|