أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-2-2018
2457
التاريخ: 10-04-2015
2114
التاريخ: 30-1-2018
2311
التاريخ: 11-3-2016
8556
|
هو أبو بكر عبادة بن عبد اللّه بن محمّد بن عبادة بن أفلح بن الحسين بن يحيى ابن سعيد بن قيس بن سعد بن عبادة (1) المعروف بابن ماء السماء، ولد في مالقة أو في قرطبة قيل سنة 304 ه -916-٩١٧ م (نفح الطيب 4:٢٣) . أمّا دائرة المعارف الإسلامية ففيها (3:855) أنّ مولده كان في منتصف القرن الرابع (نحو 350 ه -961 م) .
تلقّى عبادة بن ماء السماء العلم على نفر منهم أبو بكر الزبيديّ (316-٣٧٩ ه) . و قد تكسّب بالشعر: مدح العامريّين (أولاد المنصور بن أبي عامر) كما مدح عليّ بن حمّود الفاطميّ صاحب مالقة فقال فيه:
أبوكم عليّ كان بالشرق بدء ما ... ورثتم، و ذا بالغرب أيضا سميّه
فصلّوا عليه أجمعون و سلّموا... له الأمر إذ ولاّه فيكم وليّه (2)
و كذلك مدح الوزير أبا عمر بن حزم، فيما قيل، و رثى أبا بكر بن زيدون (3). و كانت وفاة عبادة بن ماء السماء في مالقة بعيد 4٢٢(١٠٣١ م) .
كان عبادة بن ماء السماء من فحول الشعراء و كان أبرزهم مكانة في زمنه، يضاف إلى ذلك مشاركة في علم الغناء و في التنجيم. و لعبادة قصيد و موشّح. و يبدو أن الموشّح كان قد بقي إلى أيامه بسيطا قليل الاختلاف عمّا عرف من قبل من التسميط (4)، فكان عبادة أوّل من جعل الموشّح شكلا من القصيدة قائما بنفسه، ثمّ أحدث التضفير (5) . و كان مصنّفا له كتاب «أخبار شعراء الأندلس» ، قال فيه المقّري (نفح ٣:١٧٣) إنّه كتاب حسن. و براعة عبادة هذا إنما هي في التوشيح لا في القصيد. و شعره وصف و مدح و رثاء و غزل و خمر.
مختارات من شعره:
- قال عبادة بن ماء السماء في الغزل:
إنّما الفتح هلال طالعٌ... لاح من أزراره في فلكِ (6)
خدّه شمسٌ، و ليلٌ شعره... من رأى الشمس بدت من حلك (7)
- و قال يرثي أبا بكر بن زيدون (8)، و كان قد توفّي في ضيعة له فنقل تابوته إلى قرطبة:
أيّ ركن من الرياسة هيضا... و جموم من المكارم غيضا (9)
حملوه من بلدة نحو أخرى... كي يوافوا به ثراه الأريضا (10)
مثل حمل السحاب ماءً طبيباً... لتداوي به مكانا مريضا (11)
- و لعبادة بن ماء السماء موشّحة في الغزل*:
من ولي * في أمّة أمرا و لم يعدل ** يعزلِ * إلاّ لحاظ الرشأ الأكحلِ (12)
جرت في * حكمك في قتلي، يا مسرف (13)
فأنصفِ * فواجب أن ينصف المنصف
و ارأفِ * فإنّ هذا الشوق لا يرأف
علّل * قلبي بذاك البارد السلسل ** ينجلي * ما بفؤادي من جوى مشعل (14)
إنّما * تبرز، كي توقد نار الفتن
صنما * مصوّرا في كلّ شيء حسن (15)
إن رمى * لم يخط من دون قلوب الجنن (16)
كيف لي * تخلّص من سهمك المرسل ** فصل * و استبقني حيّا و لا تقتل (17)
يا سنا * الشمس و يا أبهى من الكوكب
يا منى * النفس و يا سؤلي و يا مطلبي
ها أنا * حلّ بأعدائك ما حلّ بي (18)
عذلي * من ألم الهجران في معزل * * و الخلي * في الحبّ لا يسأل عمّن بُلي (19)
أ نت قد*صيّرت بالحسن من الرشد غيّ.
لم أجد*في طرفي! حبّك ذنبا عليّ (20)
فاتّئد*و إن تشأ قتلي، شيئا فشيّ (21)
أجملن**و والني منك يد المفضل* *فهي لي*من حسنات الزمن المقبل (22)
ما اغتذى*طرفي إلاّ بسنا ناظريك.
و كذا * في الحبّ ما بي ليس يخفى عليك.
و لذا (23) * أنشد و القلب رهينا لديك:
يا علي*سلّطت جفنيك على مقتلي* *فأبق لي*قلبي وجد بالفضل يا موئلي (24)
________________________
١) سعد بن عبادة (ت 14 ه -6٣5 م) كان سيّد بني الخزرج في المدينة و من أصحاب رسول اللّه[صلّى الله عليه وآله وسلّم].
٢) في الحديث: «من كنت مولاه فعليّ مولاه» (حديث يوم غدير خمّ) .
٣) ابن حمّود هذا من ملوك الطوائف في مالقة، جاء إلى الحكم مرّتين (4١٢-4١٣ و 4١6-4٢٧ ه) و كان فاطميّ الهوى و المنتمى. و قيل في عبادة بن ماء السماء إنّه كان معروفا بالتشيّع (نفح 1:484) . و الوزير أبو عمر أحمد بن سعيد بن حزم المنتجيلي توفّي سنة 351 ه (جذوة المقتبس ١١٧) . فإذا كان عبادة قد مدحه (جذوة المقتبس 275) - و الخبران واردان في كتاب واحد-فيجب أن يكون عبادة قد أسنّ كثيرا حتّى يكون قد اتّصل (قبل موته بإحدى و سبعين سنة!) بوزير. و أمّا أبو بكر عبد اللّه بن زيدون (ت 4٠5 ه) فهو والد أبي الوليد أحمد بن زيدون الشاعر المشهور (ت 46٣ ه) .
4) راجع، فوق، ص 4١4.
5) تاريخ الفكر الأندلسيّ 154، السطر الثاني.
6) الأزرار: فتحة الثوب عند العنق. الفلك: الممرّ الذي يدور فيه الكوكب (حول الشمس) .
7) الحلك: الظلام، شدّة السواد.
8) راجع، فوق، ص 44٧ للمؤلف الدكتور عمر الحاشية ٣.
9) هاض فلان الشيء: كسره. غاض الماء: غار في الأرض.
10) الثرى: التراب. الأريض: الزكيّ الرائحة، المعجب للعين الخليق للخير (راجع القاموس ٢:٣٢٣) .
11) طبيبا: كالطبيب-إعرابها: مفعول به ثان من المصدر (حمل) المضاف إلى فاعله (السحاب) . و ماء (مفعول به أوّل) .
12) من تولّى أمرا من أمور الناس. . . الرشأ: الغزال الصغير. الأكحل: الأسمر.
13) جار: ظلم.
14) علل (فعل أمر من علّ فلان فلانا: سقاه تباعا، مرّة بعد مرّة) . البارد (الريق البارد) . السلسل: الماء العذب الصافي السهل في المرور في الحنجرة. الجوى: شدّة الحبّ التي تفضي إلى حزن شديد أو إلى مرض شديد.
15) تبرز أنت صنما (كالصنم، كالصورة الجميلة) .
16) الجنن (بضمّ ففتح) جمع جنّة (بالضمّ) : وقاية (ترس) . المقصود: إن رمي (هذا الغزال) المحبّ بسهم من عينيه لم يخطئه (بل أصابه) . لم يخطئ من دون قلوب الجنن-لم يخطئ القلوب من دون (وراء) الجنن.
17) صل (فعل أمر من وصل المحبوب محبّه) : عطف عليه. . .
18) حلّ بأعدائك ما حلّ بي! (أدعو اللّه أن ينزل بأعدائك (من الحزن و الخيبة) مثل الذي نزل بي (لمّا هجرتني) .
19) عذلي (لومي لك) على الألم (الذي أحدثته أنت في نفسي بسبب هجرانك لي) في معزل (بعيد عنك) : لا فائدة من أن ألومك لأنّ الخليّ (الذي لم يعرف الحبّ بعد) لا يسأل (لا يستطيع أن يدرك ما يعانيه) من بلي (من ابتلي بالحبّ) .
20) كلمة «طرفي» قلقة من حيث الوزن و من حيث المعنى.
21) اتّئد: تأنّ، تمهّل. إن تشأ أن تقتلني (بحبّك) فشيئا شيئا: اجعل ذلك شيئا بعد شيء (حتّى لا تكون الصدمة في نفسي شديدة) .
22) أجملن أو أجمل (فعل أمر) عاملني (حتّى في هجرك لي و في محاولة قتلي بحبّي لك) بشيء من الإحسان. والني (كذا في الأصل) . والى: تابع، نصر، حابى، أحبّ (و لا معنى لها هنا) . و لعلّ الكلمة من الخطأ المطبعي و صوابها و أولني منك يد المفضل (اصنع بي معروفا، أحسن إليّ)
23) في الأصل: كذا (مكرّرة من أول السمط السابق) . و المعنى يقتضي «لذا» (باللام لا بالكاف) .
24) الموئل: الملجأ.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|