أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-08-2015
3187
التاريخ: 29-06-2015
1909
التاريخ: 13-08-2015
1965
التاريخ: 10-04-2015
1911
|
هو أبو العلاء صاعد بن الحسن بن عيسى الرّبعيّ (1) الموصليّ البغداديّ الأندلسيّ اللغويّ، أصله من بلاد الموصل. و لعلّ مولده فيها كان قبيل 340 ه (951 م) .
دخل صاعد بن الحسن بغداد و تلقّى فيها اللّغة و الأدب على أبي سعيد السيرافيّ (ت 368 ه) و أبي عليّ الفارسي (ت ٣٧٧ ه) و أبي سليمان الخطّابيّ.
و في سنة ٣٨٠(٩٩٠ م) جاء إلى الأندلس و اتّصل بالمنصور بن أبي عامر، فأكرمه المنصور ثمّ استوزره (جعله كاتبا له) . و بعد سقوط دولة العامريّين في قرطبة و استبداد مجاهد العامريّ بدانية (4٠٨ ه) انتقل صاعد إلى دانية و اتّصل بمجاهد.
و لمّا زاد الاضطراب في الأندلس (ربّما حوالي 4١٢ ه) انتقل صاعد إلى جزيرة صقلّية حيث توفّي، سنة 4١٧(1026 م) ، و قد أسنّ.
كان صاعد البغداديّ أديبا عالما باللغة و كاتبا و شاعرا. غير أنّ براعته في اللغة قد غطّى عليها أنّه كان يختلق الروايات و التفاسير في بعض الأحيان. و أما شعره فكان عادّيا إلاّ بعض ما فيه من اللفتات. و لعلّ شهرته الحقيقية تقوم على أنه كان كاتبا. و يبدو أنّه كان يهتمّ بالتاريخ و بالقصص.
و لصاعد كتب منها: كتاب الفصوص (نحى فيه منحى القالي في «كتاب الأمالي» و لكنّه كان فيه قليل الأمانة في الرواية) -كتاب الجوّاس بن قعطل المذحجي مع ابنة عمّه عفراء-كتاب الهجفجف بن غيدقان اليثربي مع الخنّوت بنت محرمة بن أنيف.
مختارات من آثاره:
- كتب صاعد البغداديّ رسالة إلى الوزير أبي جعفر الدّب يرجوه فيها أن يشفع عند الخليفة سليمان المستعين بالوزير عبد اللّه بن مسلمة، و كان سليمان قد نكب ابن مسلمة و سجنه مقيّدا (و كان صاعد لمّا دخل الأندلس قد اتّصل بابن مسلمة هذا) :
. . . لمّا جمع اللّه طوائف الفضل عليك و أذلق بك الألسن و أرهف فيك الخواطر (2)، و رفرف عليك طير الآمال و نفضت إليك علائق الرجال (3) لم أجد لابن مسلمة-حين عضّه الثقاف (4) و ضاق به الخناق و انقطع به الرجاء و كبا به الدهر- ملجأ غيرك. فعطفك على واله نبّههه النحس من سنة السعد (5) و أيقظته الآفات من رقدة الغفلة. . . فحنانك عليه و عليّ فيه، و اذكر تعلّق الآمال به و تعلّق أمله بك، و حاجة الرؤساء إليه و حاجته إليك. . .
- جيء يوما إلى المنصور بن أبي عامر بوردة في غير أيّامها لم يتمّ تفتّحها بعد، فقال فيها صاعد مرتجلا (راجع، فوق، ص ٣١٢) :
أتتك، أبا عامر، وردة... يذكّرك المسك أنفاسها
كعذراء أبصرها مبصرٌ... فغطّت بأكمامها راسها (6)
- و طلب المنصور منه أن يعارض قصيدة أبي نواس: «أجارة بيتينا، أبوك غيور» . فاعتذر إجلالا لأبي نواس و هيبة من ذلك فقال:
إنّي لمستحي علا... ك من ارتجال القول فيه
من ليس يدرك بالرويّة... كيف يدرك بالبديه (7)
- من عجائب الاتّفاق أنّ صاعدا أهدى إلى المنصور بن أبي عامر ذات يوم أيّلا مقيّدا بحبل، و قد سمّاه «غرسيه» ؛ يتفاءل بذلك أن يأسر المنصور بن أبي عامر عدوّه غرسيه الأوّل بن شانجه ملك قشتالة، و قد كتب إلى المنصور بالأبيات التالية. و كان ذلك في أحد أيام ربيع الأول من سنة 385- نيسان - أبريل 995 م:
يا حرز كلّ مخوّف و أمان كلْ...لِّ مشرّد و معزّ كلّ مذلّلِ
جدواك إن تخصص به فلأهله... و تعمّ بالإحسان كلّ مؤمّلِ (8)
كالغيث طبّق فاستوى في وبلهِ... شعث البلاد مع المراد المبقل (9)
اللّه عونك، ما أبرّك بالهدى... و أشدّ وقعك في الضلال المشعل
مولاي مؤنس غربتي، متخطّفي... من ظفر أيامي ممنّع معقلي
عبد، نشلت بضبعه و غرسته... في نعمة، أهدي إليك بأيّل (10)
سمّيته غرسيّة و بعثته... في حبله ليتاح فيه تفاؤلي
فاتّفق أن غرسيه هذا جيء به، في ذلك اليوم عينه، أسيرا إلى المنصور.
_______________________
١) نسبة إلى أمّ الربيع و أمّ الربيعين: مدينة الموصل.
2) جعل الألسن تكثر الثناء عليك و جعل الخواطر تأتي بالمعاني الجمّة فيك (لكثرة فضائلك) .
3) (فتشت الصلات بين الرجال-نظر في أيهم. أفضل) .
4) الثقاف أداة تقوّم بها الرماح: يمرّون بالقناة (القصبة) المعوجّة على النار ثمّ يقوّمون اعوجاجها بالثقاف. عضّ به الثقاف: اشتدّ عليه الأمر.
5) الواله: الحزين الخائف الذي كاد الحزن (أو الخوف) يذهب. بعقله. السنة (بكسر السين) : الاغفاء، النوم.
6) أكمام الوردة: الأوراق الخضر (الكأس) التي تتفتّح عن البتلات (الأوراق الملوّنة) .
7) الرويّة: التفكير و التأمل. البدية: القول ارتجالا.
8) الجدوى (يبدو من القاموس أن اللفظة مذكّرة) : المطر العام؛ العطيّة، الكرم.
9) الغيث: المطر. الوبل و الوابل: المطر الكثير. شعث البلاد: البلاد المغبّرة (لقلة سقوط المطر فيها) . المراد: المقصود (الذي يقصده الناس لرعي أنعامهم فيه، لكثرة نباته و لخصبه) . المبقل: الذي يكثر فيه البقل (النبات).
10) الضبع: جانب البدن. نشلت بضبعه-أخذت بضبعه، أعنته، ساعدته، أنهضته من كبوته، أنقذته من مشكلة. الأيّل: نوع من الوعول (يشبه المعزى الجبلية! !) .
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|