أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-9-2019
1779
التاريخ: 13-08-2015
1982
التاريخ: 30-9-2019
3636
التاريخ: 26-06-2015
2322
|
هو أحمد بن محمّد بن أضحى بن عبد اللطيف بن خالد الغريب بن يزيد بن الشمر بن عبد شمس بن غريب الهمداني الإلبيريّ، من أهل همدان و هي قرية على مقربة من غرناطة. و عرف جدّه خالد بلقب الغريب لأنّه كان أوّل مولود من العرب الشاميّين (الذين جاءوا مع بلج بن بشر-راجع، فوق، ص ٣٩) في كورة إلبيرة. و كان والده محمّد صاحب حصن الحمّة من أعمال إلبيرة و من أنصار الأمير عبد اللّه بن محمّد.
أمّا أحمد بن محمّد بن أضحى نفسه فلا نعرف من أحداث حياته إلا أنه كان في أيام عبد الرحمن الناصر (٣٠٠-350 ه-٩١٢-961 م) . و لعلّ وفاته كانت في حدود سنة 345(956 م) (1).
في الحلّة السيراء (١:٢٢٩) أنّ أحمد بن محمّد بن أضحى «كان من أحسن الناس وجها و أفصحهم لسانا و أشهمهم نفسا و أوسعهم أدبا» و كان شاعرا مجيدا و خطيبا قديرا عارفا بأشياء من العلم (كما نرى من خطبته) .
لابن أضحى هذا بيتان من الرجز ألحقهما بخطبته بين يدي عبد الرحمن بن محمّد، هما:
اللّه أعطاك التي لا فوقها... و قد أراد الملحدون عوقها
عنك، و يأبى اللّه إلاّ سوقها... إليك، حتّى قلّدوك طوقها (2)
فإذا هو عنى بقوله «التي لا فوقها» الخلافة فيكون وفوده على عبد الرحمن بن محمّد سنة 316 للهجرة أو بعدها بقليل.
مختارات من آثاره:
- قدم أحمد بن محمّد بن أضحى الإلبيريّ على أبي مطرّف عبد الرحمن بن محمد فخطب بين يديه و قال:
الحمد للّه المحتجب بنور عظمته عن أبصار بريّته، و الدالّ بحدوث خلقه على أزليّته. . . و أشهد أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له إقرارا بوحدانيّته. . . و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله انتخبه من أطيب البيوتات. . . ثمّ أكرمه برسالته و أنزل عليه محكم تنزيله و اختار له من أصحابه و أشياعه خلقا جعل منهم أئمّة يهدون بالحق و به يعدلون (3). و جعل اللّه الأمير-أعزّه اللّه-وارث ما خلّفوه من معاليهم و باني ما أسّسوه من مشاهدهم حتّى أمّن المسالك (4) و سكّن الخائف، رحمة من اللّه ألبسه كرامتها و طوّقه فضيلتها. و اللّه يؤتي ملكه من يشاء. و اللّه ذو الفضل العظيم.
-و قال في العتاب و الاعتذار:
هوى كدّر الواشون منه الذي صفا... و نمّوا بأفعى الإفك عنّي مزخرفا (5)
و شوا، و أصاخت أذن خلّي، فما وفوا... بتبليغه ما لم أقله؛ و لا وفى (6)
و هلاّ-كما أنصفته في محبّتي... ثناهم على الأعقاب منهم فأنصفا (7)
فلا كان واشٍ كان داء ضميره... هوانا، فلمّا أن رأى هجرنا اشتفى (8)
و لا يفرحوا أن أوقدوا الهجر جاحما... فعمّا قريب ينطفي؛ أو قد انطفى (9)
___________________________
١) في الحلّة السيراء (١:٢٢٩) أن أحمد بن محمّد بن أضحى قدم مع أبيه في وفد من قومه على الناصر عبد الرحمن بن محمّد داخلين في طاعته. إنّ قدومهم هذا يجب أن يكون سنة ٣٠٠ ه (٩١٢ م) حينما جاء أبو مطرّف عبد الرحمن بن محمّد إلى الإمارة. أمّا قول ابن الابّار (الحلّة السيراء ١:٢٢٩) : «على الناصر عبد الرحمن بن محمّد» و قول لسان الدين بن الخطيب (الإحاطة 1:157) : «قدم على الخليفة عبد الرحمن «فمن باب التجوّز (لأنّ عبد الرحمن بن محمّد لم يأخذ لنفسه البيعة بالخلافة و لا تلقّب بلقب «الناصر» إلاّ في سنة 316 ه. و بما أنّ لسان الدين قال عن أهل أحمد بن محمّد بن أضحى «جميعهم من أهل البلاغة و البيان و الأدب و الشعر البارع» (الإحاطة 1:156) ، فإنّ تقدّم أحمد بن محمّد ابن أضحى لإلقاء خطبة و إنشاد قصيدة عن الوفد يدلّ على أنّه كان في ذلك الحين من أسنّهم أو من احسنهم أدبا. و لعلّ الاحتمال الثاني هو الأصحّ هنا، و هذا أيضا يندر أن يتّفق للإنسان قبل الثلاثين من عمره.
2) الشاعر هنا لم يجعل الشطر وحدة المعنى. و لو أردنا ترتيب هذين البيتين بحسب المعنى (كما يفعل نفر من الشعراء المعاصرين لنا بأشعارهم من باب التجديد) لكان الترتيب كما يلي: اللّه أعطاك التي لا فوقها، و قد أراد الملحدون عوقها عنك. و يأبى اللّه إلاّ سوقها إليك، حتّى قلّدوك طوقها.
3) راجع القرآن الكريم 7:59(سورة الأعراف) : «وَ مِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ» (يحكمون بالعدل بين الناس بحسب أمره) .
4) المشاهد: الآثار الحضارية. المسالك: الطرق (كان عبد الرحمن بن محمّد قد جاء إلى الإمارة و البلاد مضطربة جدّا بالثورات، و بثورة عمر بن حفصون خاصّة) .
5) نمّ: زيّن الكلام بالكذب و نقله على غير وجهه. الإفك: الاختلاق، الكذب. مزخرفا: مذوّقا، مكذوبا فيه.
6) الوشاية حمل الكلام من شخص إلى شخص بقصد الإفساد بينهما. أصاخ: أصغى، استمع. الخلّ: الصديق. ما كان هؤلاء الناس أوفياء (صادقين) في الكلام الذي نقلوه، و لا كان هو صديقا وفيّا لي لمّا صدق هذا الكلام.
7) ثناهم على الأعقاب: ردّهم خائبين (لم يسمع منهم) .
8) كان هذا الواشي مبغضا لنا و كان يرى نفسه محتقرا (حينما كان يشي و لا نسمع منه) . فلمّا سمع منه خلّي (صديقي) تلك الوشاية بطل شعوره بحقارة نفسه.
9) الجاحم: الشديد الحرارة.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|