المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



أجر القرض الحسن لله  
  
3551   03:11 مساءً   التاريخ: 25-01-2015
المؤلف : السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : جلاء العيون
الجزء والصفحة : ج1,ص111-112.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-02-2015 3677
التاريخ: 18-10-2015 3809
التاريخ: 30-01-2015 4506
التاريخ: 29-01-2015 3570

في كتاب (كشف الغمة)، و(أمالي الشيخ الطوسي (رحمه الله))، و(تفسير فرات بن ابراهيم) عن أبي سعيد الخدري (رضي الله عنه)، قال : أصبح علي بن ابي طالب (عليه السلام) ذات يوم ساغبا، فقال : يا فاطمة، هل عندك شيء تغذينيه؟.

 قالت : لا والذي أكرم ابي بالنبوة واكرمك بالوصية، ما اصبح الغداة عندي شيء وما كان شيء اطعمناه مذ يومين الا شيء كنت اوثرك به على نفسي وعلى ابني هذين الحسن والحسين.

فقال علي (عليه السلام) : يا فاطمة، ألا كنت أعلمتيني فأبغيكم شيئا.

فقالت : يا أبا الحسن، اني لاستحي من إلهي ان اكلف نفسك ما لا تقدر عليه.

فخرج علي بن ابي طالب (عليه السلام) من عند فاطمة واثقا بالله بحسن الظن، فاستقرض دينارا، فبينا الدينار في يد علي بن أبي طالب (عليه السلام) يريد ان يبتاع لعياله ما يصلحهم، فتعرض له المقداد بن الاسود في يوم شديد الحر قد لوحته الشمس من فوق، اذته من تحته، فلما راه علي بن أبي طالب (عليه السلام) أنكر شانه، فقال : يا مقداد، ما أزعجك هذه الساعة من روحك؟.

قال : يا أبا الحسن، خل سبيل ولا تسالني عما ورائي.

فقال : يا أخي، انه لا يسعني ان تجاوزني حتى أعلم علمك.

فقال : يا أبا الحسن رغبة الى الله واليك ان تخلي سبيلي ولا تكشفني عن حالي.

فقال له : يا أخي، انه لا يسعك ان تكتمني حالك، فقال : يا أبا الحسن، اما اذا ابيت فو الذي اكرم محمدا بالنبوة، واكرمك بالوصية ما أزعجني من رحلي الا الجهد، وقد تركت عيالي يتضاغون من الجوع، فلما سمعت بكاء العيال لم تحملني الارض، فخرجت مهموما وراكبا رأسي، هذه حالي وقصتي، فانهملت عينا علي (عليه السلام) بالبكاء حتى بلت دمعته لحيته.

فقال له : أحلف بالذي حلفت، ما أزعجني الا الذي ازعجك من رحلك، فقد استقرضت دينارا وقد اثرتك على نفسي، فدفع الدينار اليه ورجع حتى دخل مسجد النبي (صلى الله عليه واله)، فصلى فيه الظهر والعصر والمغرب.

فلما قضى رسول الله (صلى الله عليه واله) المغرب مر بعلي بن أبي طالب، وهو في الصف الاول، فغمزه برجله، فقام علي (عليه السلام) معتقبا خلف رسول الله (صلى الله عليه واله) حتى لحقه على باب من أبواب المسجد، فسلم عليه فرد رسول الله عليه السلام، فقال : يا أبا الحسن، هل عندك شيء نتعشاه فنميل معك، فمكث مطرقا لا يحير جوابا حياء من رسول الله (صلى الله عليه واله) وهو يعلم ما كان من أمر الدينار، ومن أين اخذه، واين وجهه، وقد كان اوحى الله تعالى الى نبيه محمد (صلى الله عليه واله) ان يتعشى الليلة عند علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، فلما نظر رسول الله (صلى الله عليه واله) الى سكوته، فقال : يا أبا الحسن، مالك لا تقول : لا، فانصرف، او تقول : نعم، فامضي معك، فقال حياء وتكرما : فاذهب بنا.

فاخذ رسول الله (صلى الله عليه واله) بيد علي بن ابي طالب (عليه السلام) فانطلقا حتى دخلا على فاطمة الزهراء (عليها السلام) وهي في مصلاها قد قضت صلواتها، وخلفها جفنة تفور دخانا، فلما سمعت كلام رسول الله (صلى الله عليه واله) في رحلها خرجت من مصلاها عليه، وكانت أعز الناس عليه، فرد عليها السلام ومسح بيده على راسها، وقال لها : يا بنتاه، كيف امسيت رحمك الله تعالى، غشينا غفر الله لك، وقد فعل.

فاخذت الجفنة فوضعتها بين يدي النبي (صلى الله عليه واله) وعلي بن أبي طالب (عليه السلام) ، فلما نظر علي وشم ريحه رمى فاطمة ببصره رميا شحيحا، قالت له فاطمة : سبحان الله ما اشح نظرك واشده، هل أذنبت فيما بيني وبينك ذنبا أستوجبت به السخط؟.

قال : وأي ذنب اعظم من ذنب أصبته، أليس عهدي اليك اليوم الماضي وأنت تحلفين بالله مجتهدة ما طعمت طعاما مذ يومين؟.

قال : فنظرت الى السماء فقالت : الهي يعلم في سمائه ويعلم في أرضه اني لم اقل الا حقا .

فقال لها : يا فاطمة، من اين لك هذا الطعام الذي لم أر مثل لونه قط، ولم اشم مثل ريحه قط، وما اكل اطيب منه قط؟.

قال : فوضع رسول الله (صلى الله عليه واله) كفه الطيبة المباركة بين كتفي علي (عليه السلام) فغمزها، ثم قال : يا علي، هذا بدل دينارك، وهذا جزاء دينارك من عند الله، ان الله يرزق من يشاء بغير حساب، ثم استعبر النبي (صلى الله عليه واله) باكيا، ثم قال : الحمد لله الذي أبى لكما ان تخرجا من الدنيا حتى يجريكما مجرى زكريا، ويجري فاطمة مجرى مريم بنت عمران كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا.

روى العياشي في تفسير عن الباقر (عليه السلام) حديثا مثل هذه القصة.

وقال رسول الله (صلى الله عليه واله) في آخره : ألا احدثك بمثلك ومثلها؟.

قال : بلى.

قال : مثل زكريا اذ دخل على مريم المحراب فوجد عندها رزقا : قال : يا مريم، انى لك هذا؟. قالت : هو من عند الله، ان الله يرزق من يشاء بغير حساب، فاكلوا منها شهرا، وهي الجفنة التي يأكل منها القائم (عليه السلام) .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.