أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-02-2015
3677
التاريخ: 18-10-2015
3809
التاريخ: 30-01-2015
4506
التاريخ: 29-01-2015
3570
|
في كتاب (كشف الغمة)، و(أمالي الشيخ الطوسي (رحمه الله))، و(تفسير فرات بن ابراهيم) عن أبي سعيد الخدري (رضي الله عنه)، قال : أصبح علي بن ابي طالب (عليه السلام) ذات يوم ساغبا، فقال : يا فاطمة، هل عندك شيء تغذينيه؟.
قالت : لا والذي أكرم ابي بالنبوة واكرمك بالوصية، ما اصبح الغداة عندي شيء وما كان شيء اطعمناه مذ يومين الا شيء كنت اوثرك به على نفسي وعلى ابني هذين الحسن والحسين.
فقال علي (عليه السلام) : يا فاطمة، ألا كنت أعلمتيني فأبغيكم شيئا.
فقالت : يا أبا الحسن، اني لاستحي من إلهي ان اكلف نفسك ما لا تقدر عليه.
فخرج علي بن ابي طالب (عليه السلام) من عند فاطمة واثقا بالله بحسن الظن، فاستقرض دينارا، فبينا الدينار في يد علي بن أبي طالب (عليه السلام) يريد ان يبتاع لعياله ما يصلحهم، فتعرض له المقداد بن الاسود في يوم شديد الحر قد لوحته الشمس من فوق، اذته من تحته، فلما راه علي بن أبي طالب (عليه السلام) أنكر شانه، فقال : يا مقداد، ما أزعجك هذه الساعة من روحك؟.
قال : يا أبا الحسن، خل سبيل ولا تسالني عما ورائي.
فقال : يا أخي، انه لا يسعني ان تجاوزني حتى أعلم علمك.
فقال : يا أبا الحسن رغبة الى الله واليك ان تخلي سبيلي ولا تكشفني عن حالي.
فقال له : يا أخي، انه لا يسعك ان تكتمني حالك، فقال : يا أبا الحسن، اما اذا ابيت فو الذي اكرم محمدا بالنبوة، واكرمك بالوصية ما أزعجني من رحلي الا الجهد، وقد تركت عيالي يتضاغون من الجوع، فلما سمعت بكاء العيال لم تحملني الارض، فخرجت مهموما وراكبا رأسي، هذه حالي وقصتي، فانهملت عينا علي (عليه السلام) بالبكاء حتى بلت دمعته لحيته.
فقال له : أحلف بالذي حلفت، ما أزعجني الا الذي ازعجك من رحلك، فقد استقرضت دينارا وقد اثرتك على نفسي، فدفع الدينار اليه ورجع حتى دخل مسجد النبي (صلى الله عليه واله)، فصلى فيه الظهر والعصر والمغرب.
فلما قضى رسول الله (صلى الله عليه واله) المغرب مر بعلي بن أبي طالب، وهو في الصف الاول، فغمزه برجله، فقام علي (عليه السلام) معتقبا خلف رسول الله (صلى الله عليه واله) حتى لحقه على باب من أبواب المسجد، فسلم عليه فرد رسول الله عليه السلام، فقال : يا أبا الحسن، هل عندك شيء نتعشاه فنميل معك، فمكث مطرقا لا يحير جوابا حياء من رسول الله (صلى الله عليه واله) وهو يعلم ما كان من أمر الدينار، ومن أين اخذه، واين وجهه، وقد كان اوحى الله تعالى الى نبيه محمد (صلى الله عليه واله) ان يتعشى الليلة عند علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، فلما نظر رسول الله (صلى الله عليه واله) الى سكوته، فقال : يا أبا الحسن، مالك لا تقول : لا، فانصرف، او تقول : نعم، فامضي معك، فقال حياء وتكرما : فاذهب بنا.
فاخذ رسول الله (صلى الله عليه واله) بيد علي بن ابي طالب (عليه السلام) فانطلقا حتى دخلا على فاطمة الزهراء (عليها السلام) وهي في مصلاها قد قضت صلواتها، وخلفها جفنة تفور دخانا، فلما سمعت كلام رسول الله (صلى الله عليه واله) في رحلها خرجت من مصلاها عليه، وكانت أعز الناس عليه، فرد عليها السلام ومسح بيده على راسها، وقال لها : يا بنتاه، كيف امسيت رحمك الله تعالى، غشينا غفر الله لك، وقد فعل.
فاخذت الجفنة فوضعتها بين يدي النبي (صلى الله عليه واله) وعلي بن أبي طالب (عليه السلام) ، فلما نظر علي وشم ريحه رمى فاطمة ببصره رميا شحيحا، قالت له فاطمة : سبحان الله ما اشح نظرك واشده، هل أذنبت فيما بيني وبينك ذنبا أستوجبت به السخط؟.
قال : وأي ذنب اعظم من ذنب أصبته، أليس عهدي اليك اليوم الماضي وأنت تحلفين بالله مجتهدة ما طعمت طعاما مذ يومين؟.
قال : فنظرت الى السماء فقالت : الهي يعلم في سمائه ويعلم في أرضه اني لم اقل الا حقا .
فقال لها : يا فاطمة، من اين لك هذا الطعام الذي لم أر مثل لونه قط، ولم اشم مثل ريحه قط، وما اكل اطيب منه قط؟.
قال : فوضع رسول الله (صلى الله عليه واله) كفه الطيبة المباركة بين كتفي علي (عليه السلام) فغمزها، ثم قال : يا علي، هذا بدل دينارك، وهذا جزاء دينارك من عند الله، ان الله يرزق من يشاء بغير حساب، ثم استعبر النبي (صلى الله عليه واله) باكيا، ثم قال : الحمد لله الذي أبى لكما ان تخرجا من الدنيا حتى يجريكما مجرى زكريا، ويجري فاطمة مجرى مريم بنت عمران كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا.
روى العياشي في تفسير عن الباقر (عليه السلام) حديثا مثل هذه القصة.
وقال رسول الله (صلى الله عليه واله) في آخره : ألا احدثك بمثلك ومثلها؟.
قال : بلى.
قال : مثل زكريا اذ دخل على مريم المحراب فوجد عندها رزقا : قال : يا مريم، انى لك هذا؟. قالت : هو من عند الله، ان الله يرزق من يشاء بغير حساب، فاكلوا منها شهرا، وهي الجفنة التي يأكل منها القائم (عليه السلام) .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|