أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-01-2015
3348
التاريخ: 29-01-2015
3407
التاريخ: 30-01-2015
3505
التاريخ: 5-5-2016
4031
|
عبّأ الإمام (عليه السّلام) أصحابه على راياتهم واستعد للقتال وقد أمر أصحابه أنْ لا يبدؤوهم بقتال كما عهد لهم في حرب الجمل وأنْ لا يقتلوا مدبراً ولا يجهزوا على جريح ولا يمثّلوا بقتيل ولا يهيجوا امرأة إلى غير ذلك من الوصايا التي تمثّل شرف القيادة العسكرية في الإسلام , وجعلت فرق من جيش الإمام (عليه السّلام) تخرج إلى فرق من جيش معاوية فيقتتل الفريقان نهاراً كاملاً أو طرفاً منه ثمّ يتحاجزان من دون أنْ تقع حرب عامة بينهما وقد رجا الإمام (عليه السّلام) بذلك أنْ يثوب معاوية إلى الصلح وحقن الدماء ودام الأمر على هذا حفنة من الأيام من شهر ذي الحجّة فلمّا أطلّ شهر الحرام وهو من الأشهر التي يحرم فيها القتال في الجاهلية والإسلام توادعوا شهرهم كلّه واُتيح للفريقين أنْ يقتلوا آمنين وقد آمن بعضهم بعضاً ولمْ تقع بينهم أي حرب وقد سعت بينهم سفراء السلم إلاّ أنّها أخفقت في سعيها , وقد احتدم الجدال بين الفريقين ؛ فأهل العراق يدعون أهل الشام إلى جمع الكلمة وحقن الدماء ومبايعة وصي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) والدخول فيما دخل فيه المسلمون وأهل الشام يدعون العراقيّين إلى الطلب بدم عثمان ورفض بيعة الإمام (عليه السّلام) وإعادة الأمر شورى بين المسلمين ؛ ولمّا انقضى شهر محرّم مضى القوم على الحرب ولكنّها لم تكن عامة وإنّما كانت منقطعة تخرج الكتيبة للكتيبة والفرقة للفرقة , وسئم الفريقان هذه الحرب المتقطّعة وتعجّلوا الحرب العامة ؛ فعبّأ الإمام (عليه السّلام) جيوشه تعبئة عامة وكذلك فعل معاوية والتحم الجيشان التحاماً رهيباً واقتتلوا أبرح قتال وأعنفه وانكشفت ميمنة جيش الإمام (عليه السّلام) انكشافاً بلغ الهزيمة فقاتل الإمام ومعه الحسن والحسين (عليهم السّلام) وانحاز الإمام (عليه السّلام) إلى ميسرة جيشه من ربيعة فاستماتت ربيعة دونه (عليه السّلام) وكان قائلهم يقول : لا عذر لكم بعد اليوم عند العرب إنْ اُصيب أمير المؤمنين (عليه السّلام) وهو فيكم.
وتحالفت ربيعة على الموت وصمدت في الحرب ورجعت ميمنة الإمام (عليه السّلام) إلى حالها بفضل الزعيم مالك الأشتر واستمرت الحرب بأعنف ما يتصوّر وقد ظهر الضعف وبان الانكسار في جيش معاوية وهمّ معاوية بالفرار لولا أنّه تذكّر قول ابن الأطنابة :
أبت لي همّتي وأبى بلائي وإقدمي على البطلِ المُشيح
وإعطائي على المكروهِ مالي وأخذي الحمدَ بالثَّمنِ الربيحِ
وقولي كلّما جشأتْ وجاشتْ مكانك تَحمَدي أو تستريح
وقد ردّه هذا الشعر إلى الصبر والثبات كما كان يتحدّث بذلك أيّام المُلْك والسلطان.
ومنع الإمام (عليه السّلام) أمير المؤمنين سبطي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) من الاشتراك في عمليات الحروب فقال (عليه السّلام) : املكوا عنّي هذين الغلامين يعني الحسن والحسين (عليهما السّلام) لئلاّ ينقطع بهما نسل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ؛ لقد حرص الإمام (عليه السّلام) على ريحانتي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ؛ لأنّ بهما امتداداً لنسله وإبقاءً لذرّيّته.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|