المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الوكالة أو الإنابة
31-3-2016
حكم من عجز عن الانحناء لأجل السجدة.
14-1-2016
التفسير بالتاريخ
13-10-2014
Complement clauses as passive subjects
2023-04-18
جسم المقال النقدي
5-1-2023
المناهج الحديثة في الجغرافية البشرية- منهج تحليل لنظم - خصائص النظام
17-11-2021


اشتعال الحرب في صفين  
  
3192   11:30 صباحاً   التاريخ: 15-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج2, ص60-62.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-01-2015 3348
التاريخ: 29-01-2015 3407
التاريخ: 30-01-2015 3505
التاريخ: 5-5-2016 4031

عبّأ الإمام (عليه السّلام) أصحابه على راياتهم واستعد للقتال وقد أمر أصحابه أنْ لا يبدؤوهم بقتال كما عهد لهم في حرب الجمل وأنْ لا يقتلوا مدبراً ولا يجهزوا على جريح ولا يمثّلوا بقتيل ولا يهيجوا امرأة إلى غير ذلك من الوصايا التي تمثّل شرف القيادة العسكرية في الإسلام , وجعلت فرق من جيش الإمام (عليه السّلام) تخرج إلى فرق من جيش معاوية فيقتتل الفريقان نهاراً كاملاً أو طرفاً منه ثمّ يتحاجزان من دون أنْ تقع حرب عامة بينهما وقد رجا الإمام (عليه السّلام) بذلك أنْ يثوب معاوية إلى الصلح وحقن الدماء ودام الأمر على هذا حفنة من الأيام من شهر ذي الحجّة فلمّا أطلّ شهر الحرام وهو من الأشهر التي يحرم فيها القتال في الجاهلية والإسلام توادعوا شهرهم كلّه واُتيح للفريقين أنْ يقتلوا آمنين وقد آمن بعضهم بعضاً ولمْ تقع بينهم أي حرب وقد سعت بينهم سفراء السلم إلاّ أنّها أخفقت في سعيها , وقد احتدم الجدال بين الفريقين ؛ فأهل العراق يدعون أهل الشام إلى جمع الكلمة وحقن الدماء ومبايعة وصي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) والدخول فيما دخل فيه المسلمون وأهل الشام يدعون العراقيّين إلى الطلب بدم عثمان ورفض بيعة الإمام (عليه السّلام) وإعادة الأمر شورى بين المسلمين ؛ ولمّا انقضى شهر محرّم مضى القوم على الحرب ولكنّها لم تكن عامة وإنّما كانت منقطعة تخرج الكتيبة للكتيبة والفرقة للفرقة , وسئم الفريقان هذه الحرب المتقطّعة وتعجّلوا الحرب العامة ؛ فعبّأ الإمام (عليه السّلام) جيوشه تعبئة عامة وكذلك فعل معاوية والتحم الجيشان التحاماً رهيباً واقتتلوا أبرح قتال وأعنفه وانكشفت ميمنة جيش الإمام (عليه السّلام) انكشافاً بلغ الهزيمة فقاتل الإمام ومعه الحسن والحسين (عليهم السّلام)  وانحاز الإمام (عليه السّلام) إلى ميسرة جيشه من ربيعة فاستماتت ربيعة دونه (عليه السّلام) وكان قائلهم يقول : لا عذر لكم بعد اليوم عند العرب إنْ اُصيب أمير المؤمنين (عليه السّلام) وهو فيكم.

وتحالفت ربيعة على الموت وصمدت في الحرب ورجعت ميمنة الإمام (عليه السّلام) إلى حالها بفضل الزعيم مالك الأشتر واستمرت الحرب بأعنف ما يتصوّر وقد ظهر الضعف وبان الانكسار في جيش معاوية وهمّ معاوية بالفرار لولا أنّه تذكّر قول ابن الأطنابة :

أبت لي همّتي وأبى بلائي       وإقدمي على البطلِ المُشيح

وإعطائي على المكروهِ مالي   وأخذي الحمدَ بالثَّمنِ الربيحِ

وقولي كلّما جشأتْ وجاشتْ      مكانك تَحمَدي أو تستريح

وقد ردّه هذا الشعر إلى الصبر والثبات كما كان يتحدّث بذلك أيّام المُلْك والسلطان.
ومنع الإمام (عليه السّلام) أمير المؤمنين سبطي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) من الاشتراك في عمليات الحروب فقال (عليه السّلام) : املكوا عنّي هذين الغلامين يعني الحسن والحسين (عليهما السّلام) لئلاّ ينقطع بهما نسل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ؛ لقد حرص الإمام (عليه السّلام) على ريحانتي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ؛ لأنّ بهما امتداداً لنسله وإبقاءً لذرّيّته.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.