أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-06-2015
7837
التاريخ: 13-08-2015
2322
التاريخ: 23-06-2015
2761
التاريخ: 26-06-2015
1762
|
هو أبو عليّ الحسن (1) بن محمد بن الربيب (2) التميميّ القيروانيّ، أصله من تاهرت (3) و مولده نحو سنة ٣٨٠(٩٩٠ م) (4) . نشأ ابن الربيب في القيروان و طلب العلم فيها، و قد عني به محمّد بن جعفر القزّاز القيروانيّ (ت 4١٢) عناية صحيحة فبلغ به نهاية الأدب (التأديب: التعليم) و نهاية علم الخبر (التاريخ) و النسب (أنساب القبائل) . و تولّى ابن الربيب القضاء في تاهرت حينا فصار يعرف بالقاضي التاهرتيّ أيضا.
صحب ابن الربيب بني أبي العرب فنال بهم وجاهة و مكانة: سئل عبد الكريم النهشليّ يوما عن أشعر أهل بلده فقال: أنا ثمّ ابن الربيب. و كانت وفاة ابن الربيب في القيروان، سنة 4٣٠ (5)(1040 م) .
كان ابن الربيب القيروانيّ لغويا نحويا و عارفا بأنساب الناس حتّى اكتسب لقب «النسابة الإفريقيّ» . و كان أيضا أديبا ناثرا و شاعرا مجيدا قويّ الكلام يقول في المدح و الرثاء، و ربّما تكلّف في النظم. ثمّ هو مصنّف له كتاب في النسب.
مختارات من آثاره:
- كتب ابن الربيب التاهرتيّ إلى أبي المغيرة عبد الوهّاب بن حزم رسالة يذكر له فيها فضل أهل الأندلس و اتّساع الثقافة و الحضارة في بلادهم و هم مع ذلك مقصّرون في تخليد آثار علمائهم و في تدوين فضائل بلادهم. قال:
. . . فكّرت في بلادكم إذ كانت قرارة كلّ فضل و منهل (6) كلّ خير و نبل و مصدر كلّ طرفة و مورد كلّ تحفة (7). . . إن بارت تجارة فإليها تجلب، و إن كسدت بضاعة ففيها تنفق، مع كثرة علمائها و وفرة أدبائها و جلالة ملوكها و محبّتهم للعلم و أهله. . .
ثمّ هم مع ذلك في غاية التقصير و نهاية التفريط. . . فعلماؤكم مع استظهارهم على العلوم (8) كلّ امرئ منهم قائم في ظلّه لا يبرح، و راتب (9)على كعبه لا يتزحزح. يخاف إن صنّف أن يعنّف، و إن ألّف أن يخالف و لا يؤالف. لم يتعب أحد منهم نفسا في جمع فضائل أهل بلده، و لم يستعمل خاطره في مفاخر ملوكه، و لا بلّ قلما بمناقب كتّابه و وزرائه، و لا سوّد قرطاسا بمحاسن قضاته و علمائه. على أنّه لو أطلق ما عقل (10) الإغفال من لسانه، و بسط ما قبض الإهمال من بيانه، لوجد للقول مساغا (11) و لم تضق عليه المسالك و لم تخرج به المذاهب و لا اشتبهت عليه المصادر و الموارد (12) . و لكنّ همّ أحدهم أن يطلب شأو (13) من تقدّمه من العلماء ليحوز قصبات السّبق بقدح ابن مقبل بكظم دغفل، و يصير شجا في حلق أبي العميثل (14) . فإذا أدرك بغيته و اخترمته (15) منيّته دفن معه أدبه و علمه، و انقطع خبره. . . و علماء الأمصار احتالوا لبقاء ذكرهم احتيال الأكياس (16) فألّفوا دواوين بقي لهم بها ذكر مجدّد طول الأبد. فإن قلت: إنّه كان مثل ذلك من علمائنا فألّفوا كتبا لكنّها لم تصل إلينا (17) . فهذه دعوى لم يصحبها تحقيق لأنّه ليس بيننا و بينكم غير روحة راكب أو رحلة قارب، لو نفث من بلدكم مصدور (18) لأسمع من ببلدنا في القبور، فضلا عمّن في الدور و القصور.
- و قال من قصيدة يمدح بها محمّد بن أبي العرب:
و لمّا التقى الجمعان و استمطر الأسى... مدامع منّا تمطر (19) الدّمع و الدّما
بدا مأتم للبين غنّى به الهوى... بشجو، و حنّ الشّوق فيه فأرزما (20)
تصدّت فأشجت، ثمّ صدّت فأسلمت... ضميرك للبلوى عقيلة أسلما (21)
- و قال يرثي المنصور بن محمّد بن أبي العرب:
يا قبر، لا تظلم عليه فطالما... جلّى بغرّته دجى الإظلام (22)
أعجب بقبرٍ قيد شبر قد حوى... ليثا و بحر ندى و بدر تمام (23)
- و رثى جماعة قتلوا (في معركة بعد أن قتلوا من خصومهم خمسين) :
و هوّن وجدي أنّهم خمسة مضوا ... و قد أقعصوا خمسين قرما مسوّما (24)
و كان عظيما لو نجوا، غير أنّهم... رأوا حسن ما أبقوا من الذّكر أعظما
________________________
1) أو الحسين (راجع حاشية في نفح الطيب 3:156، من مسالك الأبصار لابن فضل اللّه العمري عن ابن رشيق) .
2) كذا سمّاه حسن حسني عبد الوهّاب (مجمل تاريخ الأدب التونسي، ص 214) و ابن رشيق و ابن فضل اللّه العمري (نفح الطيب 3:156، الحاشية الثانية) . و سمّاه السيوطي (بغية الوعاة ٢٣٠) ابن الزبيب (بالزاي أخت الراء) نقلا عن ياقوت الحموي. و كذلك سماه عادل نويهض (تاريخ أعلام الجزائر 96) .
3) يقول حسن حسني عبد الوهّاب (ص 124) : «هو قيرواني صميم» .
4) معجم أعلام الجزائر 6٩. و قال حسن حسني عبد الوهّاب: كانت وفاته (سنة 4٣٠ ه) و قد جاوز الخمسين.
5) في بغية الوعاة: سنة 4٢٠ ه. و في معجم أعلام الجزائر:340-4٢٠ ه.
6) قرارة: مكان منخفض إذا حلّ به شيء بقي هناك. المنهل: مكان يشرب منه الناس الماء.
7) الطرفة: الشيء المستحدث (الجديد) العجيب. التحفة: الطرفة إذا كانت ثمينة (غالية الثمن) تستحقّ أن يتحف (بالبناء للمجهول) بها الناس (أن تهدى إليهم)
8) استظهارهم: استيلاؤهم، ظفرهم.
9) راتب: ثابت في مكانه لا يتزحزح.
10) عقل: ربط.
11) المساغ: المجرى، الطريق.
12) اشتبه: غمض، خفيت. المصادر و الموارد (سير الأمور: أوائلها و أواخرها، أسبابها و نتائجها) .
13) الشأو: الأمد و الغاية (النقطة التي يحاول أن يصل إليها المتسابقون) .
14) حار قصبات السبق: سبق غيره و تقدّم عليه (كان على السابق أن يصل إلى آخر الشوط و يتناول هنالك قصبة قبل أن يصل إليها غيره) . ابن مقبل: شاعر كان في صدر الإسلام الأوّل. قدح ابن مقبل (النصيب الأكبر، الظفر التامّ) راجع ديوان ابن مقبل بتحقيق عزّة حسن (ص ١٩-٢٠ من المقدّمة) . دغفل بن حنظلة (ت 65 ه) يضرب به المثل في معرفة الأنساب. بكظم دغفل (و بكظم دغفل!) : . . . أبو العميثل هو عبد اللّه بن خليد (ت 240 ه) كان حاضر البديهة سريع الجواب مع الإصابة.
15) اخترمته منيّته (مات باكرا) .
16) الأكياس جمع كيّس: عاقل.
17) لم تصل إلينا (أي لم تصل من الأندلس إلى المغرب) .
18) المصدور: المصاب بالسلّ (و يكون نفثه: تفله، بصاقه ضعيفا) .
19) في إنباه الرواة: (١:٩) : مدامع ما تمطو به الدمع و الدما!
20) المأتم: اجتماع النساء (لمناسبة الموت) . البين: الفراق، البعاد (كان النساء يبكين لفراقي كأنّهنّ كنّ في مأتم) . غنّى به الهوى (التي بكت كانت تحبّني فكان بكاؤها بدافع حبها لي لا بدافع حزنها عليّ) . أرزم: صوّت، رفع الصوت عاليا.
21) تصدّت: تعرضت (ظهرت أمامي، رأيتها) . أشجى: حزن و أحزن. صدّت: أعرضت (لم توافقني على طلب لي) . عقيلة (امرأة كريمة من بني) أسلم.
22) جلّى: كشف. الغرّة: الشعر في مقدّم الرأس (هنا) : الجبهة، الوجه، و الغرّة توصف بالبياض.
23) أعجب (صيغة للتعجّب) : ما أعجب! قبر قيد (بمقدار) شبر: ضيّق.
24) قعصه: طعنه بالرمح طعنا متواليا (قتله) . القرم: السيّد. المسوّم: الذي له علامة (دلالة على شرفه و مكانته في قومه) .
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
المجمع العلميّ يُواصل عقد جلسات تعليميّة في فنون الإقراء لطلبة العلوم الدينيّة في النجف الأشرف
|
|
|