المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

تعارض العموم والمفهوم
30-8-2016
تفسير الآصفي للفيض الكاشاني
6-3-2016
الاحاديث القدسية
15-12-2019
مقارعة الحجة بالحجة
1-11-2017
الأمراض البكتيرية التي تصيب الاسماك
29-9-2021
تفاعلات الجزيئات الكيرالية. كسر الرابطة
14-12-2016


الثقافة الاجتماعية السائدة  
  
7738   11:01 صباحاً   التاريخ: 7-2-2018
المؤلف : د. عبد القادر شريف
الكتاب أو المصدر : التربية الاجتماعية والدينية في رياض الأطفال
الجزء والصفحة : ص117-119
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /

لكل ثقافة من الثقافات طابعها الخاص الذي يميزها عن غيرها من الثقافات، وتعمل كل ثقافة على طبع أفرادها بطابعها، وعلى الرغم من وجود التشابه بين أفراد الأسرة الواحدة بحكم النشأة  المشتركة فيها، فإننا نجد الاختلاف بين الافراد في نفس الدولة الواحدة كالاختلافات الموجودة بين أبناء صعيد جمهورية مصر العربية وأبناء الوجه البحري والاختلافات بين أهل الريف والحضر(1).

وتمثل الثقافة الريفية طريقة معيشة لسكان الريف بالمفهوم الواسع وتتضمن القيم والمعتقدات والافكار الى جانب العناصر الثقافية الشائعة في المجتمع .

والثقافة الريفية تشمل مجموعة من العناصر التي تمارس تأثيرها بوضوح على الانسان وتحكم تصرفاته وهذه العناصر تتخلل معظم صور السلوك الانساني في العادات الاجتماعية وعادات النظافة والتربية والمفاهيم والقيم والاعراف .

والعلاقات بين الثقافات والمجتمع علاقة تلازم بحيث اذا وجد الاول لزم وجود الثاني فاذا نظرنا الى المجتمع على مثيل مجموعة من الافراد  فان الثقافة تمثل الاسرة في المعيشة ومن ثم تختلف الثقافة باختلاف المجتمع .

والثقافة تمثل نوعا من انواع الضبط الاجتماعي الذي يمارس سطوته ونفوذه على الافراد لان سلوك الافراد ما هو الا تعبير عن تيارات ثقافية تأصلت فيهم عن طريق التنشئة الاجتماعية Socialization والتربية Education التي تلقوها من خلال الحياة الاسرية وساروا عليها، والأفراد في كل هذه الامور يخضعون لثقافة مجتمعهم من  افكار ومعايير سلوكية وقيم اجتماعية ولا يستطيعون ان يشذوا عنها والا نبذهم المجتمع .

وثقافة المجتمع هي انعكاس  لمجموعة من الخصائص السائدة في هذا المجتمع ويمثل المجتمع الريفي مجتمعا جزئيا له ثقافة الجزئية للمجتمع التي تراكمت عبر الزمن فالثقافة الريفية تعد بمثابة ثقافة فرعية للمجتمع الريفي تتميز بوجود نسق قيمي مختلف ويشترك افراده في قيم ومعتقدات واتجاهات وتصورات تختلف الى حد ما عن الثقافة الكلية وتؤثر على سلوكيات الافراد وتحدد اتجاهاتهم نحو التغير.

وتعد الثقافة عاملا من عوامل التأثير في الحياة الاجتماعية حيث انها تعطي الفرد القدرة على التصرف في اي موقف كما تهيئ له اساس التفكير والشعور وتزوده بما يشبع حاجاته البيولوجية فهي تجيب على تساؤلات الفرد بطريقة أو بأخرى فهي التراث الاجتماعي الذي يرثه اعضاء المجتمع من الاجيال السابقة .

ويظهر تأثير الثقافة الاجتماعية السائدة على سلوك ومعتقدات الانسان الريفي حيث تهتم العائلة في كثير من القرى بزواج ابنائها في سن مبكرة لما للزواج من اهمية اقتصادية واجتماعية كبيرة حيث ستشارك زوجة الابن في العمل الحقلي والمنزلي مع باقي الافراد بالاضافة الى ان انجابها للأبناء سوف يزيد من عدد ابناء الاسرة وقد ساعدت العوامل الثقافية على زيادة نسبة الامية بين الاناث المصريات كما ترغم الانثى المصرية في كثير من الاحيان على الزواج تحت سن مبكرة.

كذلك فان اهتمام الريفيين بالإنجاب يعد من اهم الامور في حياتهم لان الابناء هم اليد العاملة التي تزيد من الكسب والرزق ومن دخل الاسرة كما انها مصدر طمأنينة الاسرة على حفظ ممتلكاتها وتخليد اسمها كذلك فهم موضوع التفاخر والزهو لانهم يعبرون عن حيوية الزوج ورجولته الكاملة وعن خصوبة الزوجة الحقة كما ان زيادة الانجاب وبخاصة الذكور تعد من اكبر دعائم التماسك الاسري(2) ومن هنا يظهر اثر الثقافة السائدة في المجتمعات الريفية على سلوكيات الافراد وتصرفاتهم.

ويرجع اهتمام القرويين بالزواج المبكر الى رغبتهم في انجاب المزيد من الابناء وتحقيق العزوة والمحافظة عليها فضلا عن رغبتهم في زيادة حجم العائلة الممتدة وذلك لكبر حجم العائلة من اهمية اقتصادية واجتماعية فالعمل الزراعي يتطلب مزيدا من الايدي العاملة.

وفي القرية المصرية تنتشر عادات المباهاة والتفاخر بكثرة الابناء (حيث يرغب كثير من الاباء في زيادة عدد افراد اسرته الى اكبر حد يمكن أن يكونوا عليه اعتقادا منه ان الابناء هم العزوة وان التباهي بكثرة عددهم مطلوب في القرية) حتى ان المرأة التي تتزوج وتظل فترة بدون انجاب يعيرها الاخرون بذلك ويعتبرون ان وجودها في الاسرة بدون انجاب عديم الفائدة.

وتلعب الثقافة الاجتماعية السائدة المتمثلة في العادات والتقاليد دورا مهما في تزويج البنت مبكرا وعدم الاهتمام بتعليمها خوفا عليها من الانحراف بسبب الضعف الثقافي للأسرة.

وقيمة الانجاب من القيم الثقافية المحورية في الريف المصري بصفة عامة حيث يحرص كثير من القرويين على ان يكون لديهم عدد كبير من الابناء ولاسيما الذكور منهم كما ترتفع قيمة الزوجة الولود التي تنجب اكثر لما للأولاد من اهمية اقتصادية واجتماعية فالمرأة تشعر بالغبطة والفرح عندما يعلم انها حامل لان ذلك ينبئ بأنجابها ويؤدي الى استقرارها في بيت زوجها خوفا من الطلاق بسبب عدم الانجاب.

ويعزى تمسك القرويين بضرورة الاتجاه الى انجاب المزيد من الابناء الى مجموعة معقدة من التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ادت الى تعمق هذه الفكرة في نفوسهم عبر الزمن كما تفرض طبيعة النسق الاقتصادي نفسها عليهم خاصة في القرى التي تعتمد على الزراعة بصفة اساسية فذلك يتطلب مزيدا من الاولاد كما ان انتشار الامية في كثير من قرى الريف المصري ادى الى عدم وضوح الرؤية امام ابناء هذه القرى في قضايا كثيرة مثل تنظيم الاسرة والاعتقاد في صحة كثير من الخرافات كما ان غياب الدور الاعلامي الفعال الى تفشي هذه الظواهر وانتشارها.

بيد انه في السنوات الاخيرة حدثت بعض التغيرات الاجتماعية والتكنولوجية التي ادت الى تحرر كثير من ابناء الريف من هذه العادات البالية وبصفة خاصة المتعلمين وبدأوا يتجهون نحو تنظيم الاسرة والاهتمام برعاية الابناء وتنشئتهم تنشئة اجتماعية سوية بقدر ما يتاح لهم من امكانات.

______________

1ـ كمال التابعي: القيم الاجتماعية والتنمية الريفية ، بيروت ، دار النهضة العربية ، 1998 ، ص202.

2ـ جلال مدبولي : دراسات في الثقافة والمجتمع ، الاسكندرية ، المكتب الجامعي الحديث ، 1994، ص50 .

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.