أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-6-2016
1236
التاريخ: 23-8-2020
929
التاريخ: 15-6-2016
1266
التاريخ: 26-6-2016
1176
|
الشيخ محمد بن الحاج علي ابن الأمير محمود الجزائري التستري توفي في النجف وهو متوجه إلى الحج سنة 1130 في ذيل إجازة السيد عبد الله نور الدين بن نعمة الله الجزائري:
كان عالما محدثا ورعا يروي عن جده جميع مصنفاته في الحديث قراءة عليه وكان كثير الكد والاشتغال كتبها وسائر مؤلفاته كلها بخطه وكتب كتبا كثيرة غيرها استفدت منه كثيرا وسافر أخيرا إلى أصفهان وانقطع بالفاضل الهندي أبو المحسن الشيخ محمد ابن الشيخ علي ابن الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء النجفي توفي في 21 ذي الحجة سنة 1268 من بثرة خرجت من انفه ودفن في مقبرتهم بالنجف في الطبقات: كان عالما فاضلا كاملا فقيها أديبا شهما رئيسا مطاعا جليلا مهيبا ذا همة عالية وأخلاق في الحسن غير متناهية انتهت إليه رئاسة الطائفة الجعفرية بعد عمه الشيخ حسن وصار مقبولا مسموع الكلمة عند الحكام مطاعا لدى الخاص والعام وكان سخيا كريما جوادا أخذ عن أبيه وعم عميه موسى والحسن وكان في غاية الذكاء وسرعة الانتقال رأس وتصدر على العادة للتدريس في مجلس درس أهله.
أخذ عنه وتخرج به جماعة مثل ابن عمته الشيخ راضي ابن الشيخ محمد الفقيه النجفي المشهور وأخواه الشيخ مهدي والشيخ جعفر والملا علي نقي القزويني والشيخ محمد علي عز الدين العاملي.
ذكره في ضوء المشكاة الكاشف عن وجوه الرواية والرواة وأثنى عليه وصرح بالأخذ عنه وكذا الملا عبد الرحيم البادكوبي في رجاله.
وقد تقلد الاشراف على خزانة المشهد العلوي من نجيب باشا والي بغداد بعد الملا يوسف ثم استقال وأشار إلى نصب السيد رضا الرفيعي مكانه فالسدانة في بيتهم إلى الآن.
ولحقه عناء كثير في النزاع القائم بين فرقتي النجف المتجادلتين الشمرت والزقرت. ولشعراء عصره فيه أشياء كثيرة مدحا ورثاء مثل الشيخ إبراهيم قفطان والشيخ عبد الحسين محيي الدين والسيد محمد علي ابن السيد أبي الحسن العاملي والشيخ جابر الكاظمي والشيخ إبراهيم صادق العاملي والشيخ صالح الكواز والسيد صالح القزويني والسيد مهدي ابن السيد داود عم السيد حيدر الحلي.
وعبد الباقي العمري رثاه بقصيدة مضمنا فيها إعجاز لامية امرئ القيس أرسلها لأخيه الشيخ مهدي وكذلك الشيخ حمادي نوح والسيد حيدر الحلي. ومن قول الشيخ عبد الحسين محيي الدين فيه من قصيدة:
إن الرياسة أنتم أهلها ولها * همتم بها مثلما هامت بكم ولها
بني علي وما للأمر غيركم * ملكتم من أمور الناس أولها
أخبارها صرحت فيكم وغيركم * تكلف النص لما أن تأولها
وما تناضل أهل العلم في شرف * إلا وكان أبو العباس أفضلها
أعقب ثلاثة بنين الشيخ محسن والشيخ حسن والشيخ عبد الحسين الشيخ محمد بن علي بن خاتون العاملي الطوسي نزيل حيدرآباد الدكن الشهير بابن خاتون. من أهل القرن الحادي عشر وكان من العامليين الذين هاجروا إلى بلاد إيران ونالوا بها مقامات سامية وهو ابن أخت الشيخ البهائي ولا نعلم هل هاجر أبوه أو أحد أجداده إلى المشهد الرضوي فتزوج هناك أخت الشيخ البهائي فولد له منها المترجم أو أن أباه تزوجها في جبل عامل فولد له منها المترجم ثم هاجر المترجم إلى طوس في عصر خاله الشيخ البهائي، وأحد هذين الأمرين قد حصل.
وقد ذكره السيد علي البلكرامي الهندي المعاصر الموظف في إدارة الآثار القديمة في الهند في كتابه ماثر دكن الذي هو بلسان أردو واستحصل صورته النادرة من المتحف البريطاني في لندن وهي هذه التي تراها.
كان المترجم من العلماء الأجلاء، رحل من المشهد الرضوي المقدس بطوس إلى بلاد الهند وتولى وزارة السلاطين القطبشاهية في حيدرآباد الدكن وكان هؤلاء السلاطين من الشيعة وكانت طريقة الملوك في ذلك العصر في الهند وإيران أن يولوا الوزارة والصدارة العظمى إجلاء العلماء. ومات المترجم في بلاد الهند في حيدرآباد ودفن فيها وقبره هناك معروف مشهور مزور وقد أخبرنا بعض المترددين إلى تلك الناحية أن في حيدرآباد قبورا كثيرة للعلماء لا يعرف أسماء أصحابها غير قبر المترجم، وهكذا كان العامليون يهاجرون من مضيعة العلماء جبل عامل إلى إيران والهند وغيرها وينالون بها مشيخة الاسلام والقضاء والوزارة وغيرها.
قال في ماثر دكن في حق المترجم ما تعريبه:
هو ابن أخت الشيخ البهائي وكان في أيام ملوك القطبشاهية ملوك حيدر آباد الدكن وقبره الآن في حيدرآباد معروف في جنب القصر الملكي القديم أمام قصر قدير جنك بهادر وكذلك قبر زوجته، ويقصد قبره الزائرون كل وقت من قريب وبعيد وقد كان في أيام السلطان محمد قطب شاة السادس من المقربين في الدولة ويرجع إليه في أمور الملك والملة وله وظيفة منشئ الملك وهي تشبه سكرتارية البلاط وكذلك قد بعثه ملك حيدرآباد ومعه هدابا وتحف إلى ملك إيران الشاة عباس الصفوي وبعث معه السفير حسين بيك قبجاجي ولما رجع من إيران كان السلطان محمد قطب شاة قد توفي وتولى الملك بعده السلطان عبد الله قطب شاة الملك السابع من سلسلة القطب شاهية فعظمه الملك الجديد غاية التعظيم واسند إليه منصب الصدارة العظمى وإمارة المملكة بأسرها سنة 1038 ه 1628 م وأعطاه لقب بيشوا ولقب مير جملة وهذان اللقبان من أعظم ما في الدولة في تلك الأيام وصار المترجم عندئذ ملازما للبلاط في الأوقات الرسمية.
وكان دأبه أنه في كل يوم يأتي إلى المدرسة ويحضر عنده القضاة والعلماء والشعراء ويلقي عليهم دروسا في التفسير والمعقول والرياضيات وكان يوم الثلاثاء في كل أسبوع خاصا للمذكرات الشعرية حيث يجتمع كثير من شعراء العرب والفرس فيتناشدون الشعر أما تاريخ وفاته فغير معلوم على التحقيق لكن الظاهر أنه توفي في زمان الملك عبد الله قطب شاة.
ومن الكتابة الموجودة في تولي مسجد يظهر أن هذا المسجد من مؤسسات الشيخ ابن خاتون وفي المتحف البريطاني في لندن توجد صورة الشيخ بلباسه الخاص ورأيناها في كتاب تاريخ حديقة السلطان القطب شاهية مأخوذا عنها اه.
وهو تلميذ الشيخ البهائي ومترجم كتاب أربعينه ترجمه في بلاد الهند ولما عاد إلى بلاد إيران سفيرا من ملك حيدرآباد إلى الشاة عباس عرض على أستاذه ترجمته المذكورة فكتب أستاذه التقريض المشهور عليه سنة 1029 ثم عاد هو في تلك السنة إلى الهند إلى القطب شاهية.
مؤلفاته :
1- تكميل الجامع العباسي.
2- شرح الارشاد .
3- ترجمة كتاب الأربعين.
4- حاشية على الجامع العباسي.
وكتاب الأربعين هو شرح كتاب الأربعين حديثا لخاله البهائي ترجمه من العربية إلى الفارسية رأيته في النجف الأشرف.
وقد صنفه باسم السلطان محمد قطب شاة ابن الملك قطب شاة المتقدم ذكره قال في أوله أما بعد فيقول داعي الدولة القاهرة محمد بن علي المشتهر بابن خاتون العاملي عامله الله بلطفه الأزلي لما كان السلطان العادل البازل العارف الغازي في سبيل الله المخلص في حب أهل بيت رسول الله الخاقان الأكرم والهمايون الأعظم أبو النصر السلطان محمد قطب شاة من أول جلوسه على سرير السلطنة مائلا إلى أن يكون موكبه الهمايوني مشحونا بالعلماء والفضلاء وتمام رويته منصرفة إلى إحياء المآثر النبوية وترويج الدين المبين المصطفوي وإنارة مقاصد التفسير والكلام وإفادة معاني أحاديث خير الأنام وأمالي الأئمة ذوي المقام العالي عليه وعليهم صلوات الله الملك العلام، إلى آخر ما ذكره، وذكر أنه أمره بترجمة أربعين الشيخ البهائي إلى الفارسية فترجمه وسماه بترجمة قطب شاهي ثم ذكر في سند رواية الشيخ البهائي عن الشهيد الثاني عن الشيخ جمال الدين أحمد بن خاتون ان أحمد ابن خاتون هذا هو جد المترجم بواسطة واحدة وأنه كان في نهاية التبحر في علوم الدين. والترجمة المذكورة وجدت منها نسخة مخطوطة وفي آخرها بلغ العراض بقدر الوسع في اليوم العاشر من جمادى الثانية سنة 1070 في بلدة كشمير كتبه ملك يوسف بن ملك غفر الله ذنوبه. وعلى النسخة تفويض للشيخ البهائي هذه صورته:
بسم الله الرحمن الرحيم أيها الفاضل العالم الألمعي زبدة الفضلاء العظام وخلاصة الاجلاء الكرام وسلالة الأصفياء الفخام ونتيجة العلماء الأعلام أحسنت أحسنت في توضيح المباني وتنقيح المعاني بعبارات أصفى من الزلال وألطف من السحر الحلال كاشفة للثام عن حور مقصورات في الخيام ورافعة للنقاب عن وجوه الكواعب الأتراب ألفاظها تزري بالدرر الغوالي وتكسر قيمة الجواهر الغوالي قد جمعت من المزايا ما سلم برهان السلم عدم حصرها وإحصائها ونطق برهان التطبيق بالعجز عن إثبات انقطاعها وانتهائها حتى صار أكثر الكتب المتداولة والزبر المتناولة تتمنى أن تعرى عن الملابس العربية وتتحلى في الحلل الفارسية فشكر الله مساعيك وأدام معاليك فقد كشفت الأستار عن ابكار الأفكار على نهج قريب تهش إليه الطباع ونمط غريب يكاد يدخل القلوب قبل الاسماع وليس هذا عجيبا من فطنتك الوقادة وفطرتك النقادة وطبيعتك الألمعية وسجيتك اللوذعية لأنك عنصر دوحة العلم والكمال وثمرة شجرة الفضل والافضال.
كتب هذه الأحرف مؤلف الكتاب أقل العباد محمد المشهور ببهاء الدين العاملي تجاوز الله عن سيئاته في شهر شوال ختم بالسعادة والاقبال سنة 1022 حامدا مصليا مستغفرا.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|