أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-11-2016
1067
التاريخ: 27-11-2016
909
التاريخ: 27-11-2016
907
التاريخ: 27-11-2016
1755
|
ذكر طرف مستملحة وقعت حينئذ
منها أن بدوياً ظفر بحجر من الياقوت كبير يساوي مبلغاً عظيماً فلم يدر قيمته، فرآه بعض من يعرف قيمته فاشتراه منه بألف درهم، فبعد ذلك عرف البدوي قيمته ولامه أصحابه وقالوا له: هلا طلبت فيه أكثر من ذلك؟ قال: لو علمت أن وراء الألف عدداً أكثر من الألف لطلبته.
ومنها أن بعضهم كان يأخذ في يده الذهب الأحمر ويقول: من يأخذ الصفراء ويعطيني البيضاء؟ يرى أن الفضة خير من الذهب.
قضية ظريفة
كان للناصر ولدان هما ولدا ولده، وكان قد أقطعهما بلاد خوزستان وتوجها إليها وأقاما بها، ففي بعض الليالي أفكر الناصر في أمرهما واشتاقهما وخاف عليهما من حادثٍ يحدث بتلك الناحية، فأرسل في الحال إلى وزيره القمي وقال له: أرسل في هذه الساعة إليهما من يأمرهما بالوصول إلى بغداد ولا تشعر بهذا مخلوقاً. فأحضر الوزير نجاباً في ذلك الحال، وكان جماعة من النجابين يبيتون في كل ليلة بباب الديوان، يبيت أحدهم وتحت رأسه راحلته وزاده ونفقته وقد ودع أهله، فإن عرض في الليل مهم توجه فيه، فلما حضر النجاب بين يدي الوزير شافهه بالمراسلة، وقال له: تخرج في هذه الساعة وإياك أن يعلم هذا أحد فيكون عوضه نفسك. ثم تقدم الوزير يحمل مفتاح باب من أبواب السور له، فلما مضى ليخرج اجتاز ببعض الدروب، وامرأتان في منظرتين متقابلتين تتحدثان، فقالت إحداهما للأخرى: ترى هذا النجاب إلى أين يمشي في هذا الوقت؟ فقالت لها الأخرى: يمشي إلى دستر لإحضار ولدي الخليفة، فإنه قد خاف عليهما وقد اشتاقهما لأن مدتهما هناك قد طالت. فلما سمع النجاب ذلك رجع من ساعته إلى الديوان واستأذن على الوزير، فلما علم الوزير برجوعه انزعج لذلك وأحضره وسأله عن سبب عوده، فقال له: يا مولانا جرى الساعة في الدرب الفلاني كيت وكيت، وخفت أن أتوجه وينتشر هذا الحديث فما تشكون في أنني أنا الذي أظهرته، فيكون ذلك سبب هلاكي. فقال له الوزير: قد عرفنا ذلك، اخرج وتوجه في أمان الله فإن الشياطين تنقل عظائم الأخبار.
ومما يجري هذا المجرى ما حدثني به بعض أهل بغداد، قال: حدثني صديق لي قال: كنا نتمشى في دولاب بستان البقل، وقد أمعنا في الدخول إلى أقصاه، فسمعنا صوت قائلٍ يقول: مات أباقا، قال: فنظرنا فلم نبصر أحداً، ثم إننا أرخنا اليوم، فلما فشا الخبر كان كما قال.
موضع السر
قيل: إن صاحب الموصل وأظنه بدر الدين قال لمجد الدين بن الأثير الجزري: أريد أن تعين لي في هذه الساعة على رجل دين أمين يكون موضعاً للسر، حتى أحمله مشافهةً سريةً إلى الخليفة ويتوجه في هذه الساعة، فأفكر ابن الأثير ساعةً ثم قال: يا مولانا ما أعرف أحداً بهذه الصفة إلا أخي. قال: فقم وعرفه ذلك. وأرسله إلى داره. وحكى لأخيه ما جرى عند السلطان، وقال له: يا أخي والله ما شهدت لك إلا بما أعرفه منك، فتوجه إلى خدمة السلطان وامتثل ما يشير به. فحضر ابن الأثير عند السلطان وشافهه بالمراسلة، وقال له: تتوجه في هذه الساعة. فحضر ابن الأثير إلى داره ليودع أخاه فوجده قائماً في الدهليز ينتظره، فقال له: شافهك السلطان بالحديث؟ قال: نعم، قال: فما هو؟ قال: يا أخي الساعة شهدت لي عنده بالدين والأمانة. وحفظ السر فيجوز أن أكذبك في الحال؟ قال لي شيئاً ما أقوله إلا لمن أمرني أن أقوله له. قال: فبكى مجد الدين أخوه ودعا له.
ومن الأشعار المقولة في ذلك قول الحماسي:
وفتيان صـدقٍ لست مطلع بعضهم *** على ســر بعضٍ غير أني جماعها
لكل امرىءٍ شعب من القلب فارغ *** وموضع نجــوى لا يــرام اطلاعها
يظلــون شتى فـي البــلاد وسرهم *** إلى صخرةٍ أعيا الرجال انصداعها
ومن جيد ما قيل في ذلك:
لا تســألي القـــوم مـا مالــي وكثرته *** وسائلي القوم ما مجدي وما خلقي
هل أطعن الطعنة النجلاء عن عرضٍ *** وأكتــم الســر فيـــــه ضربة العنق
ومن جيده قول الصابىء:
فقل لصديقي: كن على السر آمناً *** إذا لم يكن بيني وبينك ثالث
وقول الآخر:
وإنك كلما استودعت سراً *** أنم من النسيم على الرياض
ولمؤلف هذا الكتاب في ذلك من جملة أبيات:
وما احتفر الأصحاب للسر حفرةً *** كصدري ولو جار الشراب على عقلي
وله في ذلك أيضاً:
وإن يكن الزجاج ينم طبعاً *** فسيدنا أنم من الزجاج.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|