المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

اهمية البرسيم للثروة الحيوانية
2023-07-02
الامام علي سيد العرب و أحب الخلق الى الله
5-5-2016
كفارة جزاء الصيد.
19-4-2016
من تراث المرتضى: القرآن الكريم والسنّة النبويّة المباركة
1-5-2022
معنى كلمة قرت
5-6-2022
بعض تقسيمات الواجب
3-8-2016


معجزاته في احياء الموتى و شفاء المرضى  
  
13052   11:34 صباحاً   التاريخ: 11-12-2014
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص51-56.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / معجزاته /

معجزاته في احياء الموتى و شفاء المرضى، و معجزات اعضائه الشريفة كانتهاء وجع عين عليّ (عليه السّلام) ببركة بصاقه الشريف، و احياء الظبي الذي أكل من لحمه، و احياء ماعز الرجل الانصاري الذي دعاه (صلّى اللّه عليه وآله)، وتكلّم فاطمة بنت أسد (رضي اللّه عنها) معه في القبر، و احياء الفتى الذي له أم عجوز عمياء، و شفاء جرح سلمة بن الأكوع الذي اصيب في خيبر، و التحام يد بريدة معاذ بن عفرا، و ساق محمد بن مسلمة، و عبد اللّه عتيك، و عين قتادة، و اشباعه الآلاف بتميرات يسيرة قليلة، و سقي اصحابه و مواشيهم بالماء الذي نبع من بين اصابعه، الى غير ذلك، و نحن نكتفي بذكر جملة منها:

الاولى: روى الراوندي و الطبرسي و جمع آخر: «انّ امرأة أتته بصبي لها ترجو بركته بأن يسمّه و يدعو له، و كان به عاهة فرحمها، و الرحمة صفته، فمسح يده على رأس الصبي فاستوى شعره و برى‏ء داؤه، فبلغ ذلك أهل اليمامة فأتوا مسيلمة بصبيّ فسألوه، فمسح رأسه فصلع، و بقي نسله الى يومنا هذا صلعا» .

يقول المؤلف: «مقابل ما ذكر عن النبي (صلّى اللّه عليه و آله) ذكرت معجزات معكوسة عن مسيلمة، من قبيل انّه تفل في بئر فصار ماؤه أجاجا، و انّه شرب من دلو ثم أفرغه في بئر ليكثر ماءه فنشف البئر، و لمّا ألقوا ماء وضوئه في بستان يبس البستان و لم تثمر أشجاره بعد ذلك، و قال له رجل: عندي ابنان‏ فادع اللّه في حقهم، فدعا مسيلمة، فلمّا ذهب الرجل الى داره رأى أحد اولاده قد أكله الذئب، و الآخر وقع في البئر و مات، و مسح على عين أرمد فعمي ... فقيل: انّى لك بهذه المعاجز المعكوسة، فقال: كلّ من يشكّ فيّ تنعكس معجزاتي بالنسبة إليه.

الثانية: روى المرتضى و ابن شهرآشوب: «انّ النابغة الجعدي- من شعراء رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) انشد رسول اللّه قوله:

بلغنا السماء مجدنا و جدودنا              و انّا لنرجو فوق ذلك مظهرا

فقال: الى أين يا ابن أبي ليلى؟.

قال: الى الجنة يا رسول اللّه.

قال: أحسنت لا يفضض اللّه فاك، قال الراوي: فرأيته شيخا له مائة و ثلاثون سنة و أسنانه مثل ورق الأقحوان نقاء و بياضا، قد تهدم جسمه الّا فاه» .

وفي رواية أخرى: «كلّما سقطت له سن نبتت له اخرى أحسن منها» .

الثالثة: قال أبو هريرة:

«اتيت الى النبي (صلّى اللّه عليه وآله) بتميرات فقلت ادع اللّه لي بالبركة يا رسول اللّه، قال: فوضعهنّ في يده ثم دعا بالبركة قال: فجعلتها في جراب، فلم نزل نأكل منه و نطعم و كان لا يفارقني، فلمّا قتل عثمان كان على حقوي فسقط و ذهب و كنت عنه في شغل» .

وأنشد أبو هريرة هذا البيت أسفا على ذهاب جرابة الذي كان التمر فيه!!

للناس همّ ولي في الناس همّان‏            همّ الجراب و قتل الشيخ عثمان‏

 

الرابعة: في رواية انّه: «ذهب النبي (صلّى اللّه عليه و آله) مع بعض أصحابه الى دار ابي الهيثم، فقال: مرحبا برسول اللّه ما كنت أحبّ أن تأتيني و أصحابك الّا و عندي شي‏ء، و كان لي شي‏ء ففرّقته في الجيران فقال: أوصاني جبرئيل بالجار حتى حسبت انّه سيورّثه، قال: فنظر النبي (صلّى اللّه عليه و آله) الى نخلة في جانب الدار، فقال: يا عليّ ائتني بقدح ماء فشرب منه ثم مجّ فيه ثم رشّ على النخلة فتملّت أعذاقا من بسر و رطب ما شئنا، فقال: هذا من النعيم الذي يكون لكم في القيامة» .

الخامسة: روى الراوندي انّه: «كان لبعض الانصار عناق فذبحها و قال لأهله : اطبخوا بعضا، واشووا بعضا فلعلّ رسولنا يشرّفنا و يحضر بيتنا الليلة و يفطر عندنا، و خرج الى المسجد، و كان له ابنان صغيران و كانا يريان أباهما يذبح العناق، فقال أحدهما للآخر: تعال حتى أذبحك، فأخذ السكين وذبحه فلمّا رأتهما الوالدة صاحت، فعدا الذابح فهرب فوقع من الغرفة فمات، فسترتهما و طبخت و هيّأت الطعام، فلمّا دخل النبي (صلّى اللّه عليه و آله) دار الانصاري نزل جبرئيل (عليه السّلام) وقال: يا رسول اللّه استحضر ولديه، فخرج أبوهما يطلبهما فقالت والدتهما: ليسا حاضرين، فرجع الى النبي (صلّى اللّه عليه و آله) وأخبره بغيبتهما، فقال: لا بد من احضارهما، فخرج الى امّهما فأطلعته على حالهما، فأخذهما الى مجلس النبي (صلّى اللّه عليه و آله) فدعا اللّه فأحياهما و عاشا سنين» .

السادسة: في خبر سلمان (رحمه اللّه) : «انّه لمّا نزل (صلّى اللّه عليه و آله) دار أبي ايوب لم يكن له سوى جدي و صاع من شعير، فذبح له الجدي و شواه، و طحن الشعير و عجنه و خبزه، و قدّم بين يدي النبي (صلّى اللّه عليه و آله) فأمر بأن ينادي: الا من أراد الزاد فليأت الى دار أبي ايوب، فجعل أبو ايوب ينادي و الناس يهرعون كالسيل حتى امتلأت الدار، فأكل الناس بأجمعهم و الطعام لم يتغيّر، فقال النبي (صلّى اللّه عليه و آله)اجمعوا العظام‏ فجمعوها، فوضعها في إهابها ، ثم قال: قومي بأذن اللّه تعالى، فقام الجدي فضجّ الناس بالشهادتين» .

السابعة: روى الطبرسي و الراوندي و جمع آخر من معجزات النبي (صلّى اللّه عليه و آله) :

«انّ أبا برّاء ملاعب الاسنّة كان به استسقاء فبعث إليه لبيد بن ربيعة و أهدى له فرسين و نجائب، فقال (صلّى اللّه عليه و آله) : لا أقبل هدية مشرك، قال لبيد: ما كنت أرى أن رجلا من مضر يردّ هديّة أبي برّاء فقال (صلّى اللّه عليه و آله) لو كنت قابلا هدية من مشرك لقبلتها، قال: فانّه يستشفيك من علّة أصابته في بطنه فأخذ بيده حثوة من الارض فتفل عليها ثم أعطاه و قال: دفها بماء ثم اسقه إيّاه، فأخذها متعجّبا يرى انّه قد استهزأ به، فأتاه فشربه و أطلق من مرضه كأنما أنشط من عقال» .

الثامنة: «من معجزات النبي (صلّى اللّه عليه و آله) حديث شاة أمّ معبد و ذلك ان النبي (صلّى اللّه عليه و آله) لما هاجر من مكة و معه أبو بكر و عامر بن فهيرة و دليلهم عبد اللّه بن أريقط الليثي، فمروا على أمّ معبد الخزاعية ...

فسألوا تمرا و لحما ليشتروه فلم يصيبوا عندها شيئا من ذلك، و اذا القوم مرمّلون‏ ، فقالت:

لو كان عندنا شي‏ء ما أعوزكم القرى‏  فنظر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) في كسر خيمتها فقال: ما هذه الشاة يا أمّ معبد؟, قالت: شاة خلّفها الجهد عن الغنم، فقال: هل بها من لبن؟, قالت: هي اجهد من ذلك، قال: أ تأذنين أن أحلبها؟, قالت: نعم بأبي أنت و أمّي، إن رأيت بها حلبا فاحلبها، فدعا رسول اللّه بالشاة فمسح ضرعها و ذكر اسم اللّه و قال: «اللهم بارك في شاتها».

فتفاجّت و درّت فدعا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) بإناء لها يريض‏ الرهط فحلب فيه ثجّا  حتى علته الثّمال فسقاها فشربت حتى رويت ثم سقى اصحابه فشربوا حتى رووا، فشرب آخرهم و قال: «ساقي القوم آخرهم شربا» فشربوا جميعا علّا بعد نهل حتى أراضوا ثم حلب فيه ثانيا عودا على بدء فغادره عندها ثم ارتحلوا منها فقلّما لبثت أن جاء زوجها أبو معبد فلمّا رأى اللبن، قال: من أين لكم هذا و الشاة عازب‏ ولا حلوبة في البيت؟.

قالت: لا و اللّه الّا انّه مرّ بنا رجل مبارك كان في حديثه كيت و كيت ...» .

فلمّا قصّت عليه القضيّة قال: لعلّه الذي ظهر بمكة يدعي النبوة.

التاسعة: روى جمع من محدثي العامّة و الخاصّة انّه: «قال رجل: كان في منزلي صاع من شعير وشاة مشدودة، فصرت الى اهلي فقلت: رأيت الحجر على بطن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و أظنّه جائعا، فلو أصلحنا هذا الشعير و هذه الشاة و دعونا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) إلينا كان لنا قربة عند اللّه، قالت: فاذهب فاعلمه فإن أذن فعلناه، فذهبت فقلت له يا رسول اللّه ان رأيت أن تجعل غداءك اليوم عندنا، قال: و ما عندك؟ قلت: صاع من شعير و شاة، قال: فأصير إليك مع من احبّ أو انا وحدي؟ قال: فكرهت أن اقول أنت وحدك، قلت: بل مع من تحبّ و ظننته يريد عليا (عليه السّلام)بذلك، فرجعت الى اهلي فقلت : اصلحي أنت الشعير و انا أصلح الشاة، ففرغنا من ذلك و جعلنا الشاة كلّها قطعا في قدر واحدة ماء و ملحا، و خبزت اهلي ذلك الدقيق، فصرت إليه و قلت: يا رسول اللّه قد اصلحنا ذلك.

فوقف على شفير الخندق و نادى بأعلى صوته: يا معشر المسلمين أجيبوا دعوة جابر، فخرج جميع المهاجرين و الانصار، فخرج النبي (صلّى اللّه عليه و آله) والناس، ولم يكن يمرّ بملأ من أهل المدينة الّا قال: أجيبوا دعوة جابر، فأسرعت الى اهلي و قلت قد أتانا ما لا قبل لنا به، و عرفتها خبر الجماعة، فقالت: ألست قد عرّفت رسول اللّه ما عندنا؟ قلت: بلى، قالت: فلا عليك، هو أعلم بما يفعل، فكانت أهلي أفقه منّي.

فأمر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) الناس بالجلوس خارج الدار و دخل هو و علي (عليه السّلام) الدار ، فنظر في التنور و الخبز فيه فتفل فيه و كشف القدر فنظر فيها، ثم قال للمرأة: اقلعي من التنور رغيفا رغيفا، و ناوليني واحدا بعد واحد، فجعلت تقلع رغيفا و تناوله اياه و هو وعلي يثردان في الجفنة، فلمّا امتلأت الجفنة بالثريد غرف عليها من القدر و قال: أدخل عليّ عشرة من الناس، فدخلوا و أكلوا حتى شبعوا، ثم قال: يا جابر ائتني بالذراع، ثم قال: أدخل عليّ عشرة، فدخلوا و أكلوا حتى شبعوا، و الثريد بحاله، ثم قال: هات الذراع فاتيته به، فقال: أدخل عشرة، فاكلوا و شبعوا، ثم قال: هات الذراع، قلت: كم للشاة من ذراع؟ ... قد أتيت بثلاث أذرع، قال: لو سكتّ لأكل الجميع من الذراع، فلم يزل يدخل عشرة و يخرج عشرة، حتى اكل الناس جميعا.

ثم قال: تعال حتى نأكل نحن و أنت، فأكلت انا و محمد (صلّى اللّه عليه و آله) وعلي (عليه السّلام) وخرجنا و الخبز في التنور بحاله و القدر على حالها و الثريد في الجفنة على حاله، فعشنا ايّاما بذلك» .

العاشرة: روي أنّ قتادة بن النعمان أخا ابي سعيد الخدري من أمّ واحدة، و قد شهد بدرا و أحدا وفقأت عينه يوم أحد، فجاء الى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) فقال: انّ لي امرأة جميلة احبّها وتحبّني، وانّي‏ جديد عرس، فأكره أن تراني بهذه الهيئة، فأخذها (صلّى اللّه عليه و آله) ووضعها مكانها و قال: «اللهم اكسه الجمال».

فكان لا يصيبها وجع و لا رمد فلذا قال أحد أبنائه لمّا دخل على عمر بن عبد العزيز حينما سأل عن اسمه:

انا ابن الذي سالت على الخدّ عينه‏                  فردّت بكف المصطفى أحسن الردّ

فعادت كما كانت لأوّل مرّة                          فيا حسن ما عين و يا حسن ما ردّ .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.