تعد رحلات ماركوبولو كما وصفت (اعظم كتاب رحلات كتب، وهو واحد من اعظم كتب التاريخ ومنجم للمعلومات عن سلالات الناس وطباعهم واخلاقهم في آسيا), ويعتبره كثير من الكتاب والمؤرخين اعظم من جعل آسيا تشغل بال الاوربيين ولهذا يوصف بحق بانه (اعظم الرحالة بدون انداد، واعظم الملاحظين في العصور الوسطى), وقد اقام في الصين سبع عشرة سنة ودخل في خدمة الخان العظيم وزار مناطق عديدة من الصين الاصلية وما حولها.

ولمكانته الكبيرة لدى الخان كان يرسل في مهام حيوية زار فيها أقاليم متعددة من الصين من شانس وشنس وستشوان ويونان. كما عين حاكما على إقليم (يانجتشاو) لمدة ثلاث سنوات. واستخدم في رحلته الى شمال الصين القناة الكبيرة وعبر المقاطعات الساحلية كانساي. وفي رحلته الى جنوب الغربي ارتحل الى ستشوان ويونان ووصل الى التبت والى مرتفعات بورما وفي عودته الى اوربا استخدم الطريق البحري الى الخليج العربي وبعدها الطرق البرية.

وكانت روايته عن مشاهدات في آسيا اقرب الى الخيال منها الى الواقع فقد تحدث عن ملايين البشر، وعن مئات المدن العظيمة، والطرق المائية التي تربطها والطرق المعبدة. كما تحدث عن خدمات البريد المنتظمة عبر ارض الصين والنقود الورقية المستعملة والأسواق والموانئ وخاصة ميناء زايتون التي بنيت وصف الحركة بها بانها تزخر بمائة ضعف شحنات السفن من التوابل عما يوجد في الموانئ المسيحية. ووصف مدينة (كنساي) مدينة السماء الضخمة التي بنيت مثل فينيسيا على قنوات وضم 12 الف جسر ولها 12 بوابة. وقدم وصفا تفصيليا لأول مرة لوسط آسيا بسكانه وطرق القوافل به، وكذلك للتبت وبورما والهند الصينية وارخبيل جاوة والهند.

وبسبب ضخامة الأرقام التي استخدمها في عرضه لما شاهده في انحاء آسيا اشتهر باسم (المليوني) أي الذي يتحدث بالملايين. وقد اتهم في فترته بالمبالغة والبعد عن الحقيقة تبعا للشك في رواياته. وبلغ الامر بأصدقائه الى ان طلبوا منه وهو على فراش الموت ان يكفر عن مبالغاته بالاعتراف بعدم صدقا ولكنه اكد انه لم يذكر نصف ما شاهده في الحقيقة.

وقد توضحت البيانات الجغرافية التي ذكرها عن آسيا على خريطة رسمت للعالم على حوائط قصر دوكال في فينيسيا في أوائل القرن 14. وكانت اول الخرائط التي تبرز تأثيره في خريطة العالم تعرف باسم اطلس قطالان رسمت حوالي عام 1375، وقد استمر حديث ماركوبولو عن مناطق وسط آسيا والصين يعتمد عليه الى ان تمت العمليات المساحية التي قام بها الجزويت في القرنين 17، 18م.