المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

Step Function
25-5-2019
GRAVITATIONAL WAVES
24-10-2020
أكسيتون فرنكل Frenkel exciton
4-6-2019
أكسدة الجلسرين بواسطة البرمنجنايت:Oxidation of Glycerin By Permangnate
5-2-2017
وايس بيار ارنست
8-12-2015
العوامل المؤثرة في نشأة المدن وتطورها- العوامل الطبيعية - الموقع الجغرافي – الموضع
24/9/2022


تسمية يوم التروية ويوم عرفه  
  
4066   01:23 مساءً   التاريخ: 20-01-2015
المؤلف : السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : جلاء العيون
الجزء والصفحة : ج1,ص194-196.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / الولادة والنشأة /

 روى الصدوق والشيخ الطوسي والعلامة وابن شهرآشوب وغيرهم بأسانيد عديدة عن الصادق (عليه السلام) ، ويزيد بن عقنب والعباس وعائشة: ان العباس بن عبدالمطلب ويزيد بن عقنب وجماعة من بني هاشم كانوا جالسين يوما بازاء بيت الله الحرام، اذ اقبلت فاطمة بنت اسد ام امير المؤمنين (عليه السلام) ، وكانت حاملة به تسعة أشهر، وقد اخذها الطلق، فقالت : رب اني مؤمنة بك وبما جاء من عندك من رسول وكتب، واني مصدقة بكلام جدي ابراهيم الخليل، وانه بنى البيت العتيق، فبحق الذي بنى هذا البيت، وبحق هذا المولود الذي يكلمني ويؤنسني في بطني الذي أعلم انه آية من ايات جلالك وعظمتك، الا ما يسرت علي ولادتي.

قال يزيد بن عقنب : فرأينا البيت وقد انفتح عن ظهوره ودخلت فاطمة وغابت عن ابصارنا والتزق الحائط، فرمنا ان ينفتح لنا قفل الباب، فلم ينفتح، فعلمنا ان ذلك امر من الله، ثم خرجت بعد الرابع وبيدها أمير المؤمنين (عليه السلام) ؛ ثم قالت : اني فضلت على من تقدمني من النساء؛ لان آسية بنت مزاحم عبدت الله عز وجل سرا في موضع لا يحب ان يعبد الله فيه الا اضطرارا، وان مريم بنت عمران هزت النخلة اليابسة بيدها حتى اكلت منها رطبا جنيا، واني دخلت بيت الله الحرام فأكلت من ثمار الجنة وارزاقها، فلما اردت ان اخرج هتف بي هاتف : يا فاطمة، سميه عليا، فهو علي والله العلي الاعلى، يقول : اني شققت اسمه من اسمي، وأدبته بأدبي، ووقفته على غوامض علمي، وهو الذي يكسر الاصنام في بيتي، وهو الذي يؤذن فوق ظهر بيتي، ويقدسني، ويمجدني، فطوبى لمن احبه واطاعه، وويل لمن عصاه وابغضه فلما وقع نظر ابي طالب (رضي الله عنه) على ولده فرحا مستبشرا قال له علي (عليه السلام) : السلام عليك يا ابت ورحمة الله وبركاته، فلما أدخل الدار دخل رسول الله (صلى الله عليه واله) فاهتز له امير المؤمنين وضحك في وجهه، وقال : السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، ثم تنحنح وقال : بسم الله الرحمن الرحيم {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} [المؤمنون: 1، 2] , فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) : قد افلحوا بك، انت والله اميرهم تميرهم من علومك فيمتارون، وانت والله دليلهم وبك يهتدون.

ثم قال النبي (صلى الله عليه واله) لفاطمة : اذهبي فبشري عمه حمزة بولادته، فقالت فاطمة : اذا انا ذهبت من يرضعه فقال لها النبي (صلى الله عليه واله) : لا عليك، انا ارويه، ثم وضع رسول الله (صلى الله عليه واله) لسانه في فيه فانفجرت اثنتا عشرة عينا، فسمي ذلك اليوم يوم التروية، ولما رجعت فاطمة رأت نور ولدها ساطعا الى السماء، فأخذته وقمطته (عليه السلام) على عادة الاطفال، فتمطى ومزق القماط، واخرج يديه ثم احكمت فاطمة (عليها السلام) مرة اخرى، ففعل مثل الاولى، ولم تزل تحكم قماطه وتضاعفه وهو (عليه السلام) يمزقه ويخرج يديه حتى قمطته بست قماطات محكمة، وجعلت فوقها جلدا محكما، فمزقه وأخرج يديه، ونطق (عليه السلام) بأذن الله تعالى وقال : يا اماه، لا تقمطيني، فاني اريد ان اتضرع بيدي لله تعالى وأبتهل وأتبتل بأصابعي، فكفت فاطمة عن قماطه، وقالت : ان امره لعجيب، وانه لا يشبه اولاد الناس فلما كان من الغد جاء رسول الله (صلى الله عليه واله) الى فاطمة، فلما بصر علي (عليه السلام) برسول الله (صلى الله عليه واله) سلم عليه وضحك في وجهه، وجعل يشير اليه ان اصنع بي كما صنعت بي بالأمس، ففرحت فاطمة بذلك، وقالت : عرفه ورب الكعبة، فسمي ذلك اليوم يوم عرفة فلما كان اليوم الثالث وهو اليوم العاشر من شهر ذي الحجة اذن ابو طالب في الناس اذانا جامعا وقال : هلموا الى وليمة ابني علي، ونحر ثلثمائة من الابل والف راس من البقر والغنم، واتخذ وليمة وقال : هلموا وطوفوا بالبيت سبعا، وادخلوا وسلموا على ولدي، ففعل الناس ذلك وجرت به السنة، وكان عمر رسول الله (صلى الله عليه واله) يومئذ ثلاثين سنة، وكان يحبه رسول الله (صلى الله عليه واله) حبا شديدا ويقول لامه : اجعلي مهده بقرب فراشي، وكان (صلى الله عليه واله) يلي أكثر تربيته، وكان يطهر عليا في وقت غسله، ويوجره اللبن عند شربه، ويحرك مهده عند نومه، ويناغيه في يقظته، ويحمله على صدره ورقبته، ويقول : هذا أخي، ووليي، وناصري، وصفيي، وذخري، وكهفي، وصهري، ووصيي، وزوج، كريمتي، وأميني على وصيتي، وخليفتي، وكان رسول الله (صلى الله عليه واله) يحمله دائما، ويطوف به جبال مكة، وشعابها واوديتها وفجاجها صلى الله على الحامل والمحمول.

بيان : تاريخ ولادته (عليه السلام) في هذا الحديث يخالف سائر الاخبار الدالة على ان ولادته (عليه السلام) في رجب، ولعله مبني على النسيء أو ان قريشا كانت تسمي رجبا ذا الحجة، كما تقدم الاشارة الى ذلك في مولد النبي (صلى الله عليه واله).




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.