المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

 طاقة الربط للنواة
27-11-2015
جمع المذكر السالم
16-10-2014
آية الولاية دليل على امامة علي عليه السلام
23-11-2016
Image converters
25-8-2020
مفهوم القانون الجنائي الدولي
6-8-2017
تعريف الخطأ المرفقي
16-1-2019


مظلومية امير المؤمنين (عليه السلام)  
  
4318   01:32 مساءً   التاريخ: 19-01-2015
المؤلف : السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : جلاء العيون
الجزء والصفحة : ج1,ص208-209.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / شهادة أمير المؤمنين والأيام الأخيرة /

روى الشيخ الزاهد ورام (في جامعه) عن إسماعيل بن عبدالله، وكان له صحبة قال : لما كثر الاختلاف بين اصحاب رسول الله (صلى الله عليه واله) وقتل عثمان بن عفان تخوفت على نفسي الفتنة، فعزمت على اعتزال الناس، فتنحيت الى ساحل البحر، فاقمت فيه حينا لا ادري ما فيه الناس، فخرجت من بيتي لبعض حوائجي، وقد هدأ الليل ونام الناس، فاذا انا برجل على ساحل البحر يناجي ربه ويتضرع اليه بصوت شجي وقلب حزين، فانصت اليه من حيث لا يراني، فسمعته يقول : يا حسن الصحبة، يا خليفة النبيين، يا أرحم الراحمين، البديء البديع، الذي ليس مثلك شيء، والدائم غير الغافل، والحي الذي لا يموت، انت كل يوم في شأن، أنت خليفة محمد، وناصر محمد، ومفضل محمد، اسالك ان تنصر وصي محمد، وخليفة محمد، والقائم بالقسط بعد محمد، اعطف عليه بنصر او توفه بحرمة , قال : ثم رفع راسه وجلس بقدر التشهد، ثم انه سلم، فيما احسب تلقاء وجهه، ثم مضى فمشى على الماء، فناديته من خلفه : كلمني يرحمك الله، فلم يلتفت، وقال : الهادي خلفك فسله عن أمر دينك، قال : قلت من هو يرحمك الله؟.

قال : وصيي محمد من بعده، فخرجت متوجها الى الكوفة فأمسيت دونها، فبت قريبا من الحيرة، فلما جن الليل اذا انا برجل قد اقبل حتى استتر برايته ثم صف قدميه فأطال المناجاة، فكان فيما قال : اللهم اني سرت فيهم بما امرني رسولك وصيفك فظلموني، وقتلت المنافقين كما أمرتني فجهلوني، وقد مللتهم وملوني، وأبغضتهم وابغضوني، ولم تبق خلة أنتظرها الا المرادي، اللهم وقد رغبت اليك في ذلك.

ثم مضى فتبعته، فدخل منزله فاذا هو علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، قال : فلم البث ان نادى المنادي بالصلاة، فخرج وتبعته حتى دخل المسجد فعممه ابن ملجم لعنه الله بالسيف.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.