أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-01-08
1040
التاريخ: 20-4-2016
2857
التاريخ: 24-6-2016
26192
التاريخ: 2024-04-06
825
|
وهم من أقرب المقربين للإنسان وأكثرهم حقاً عليه ، ويحتلّون موضع الصدارة في توجهات الإسلام الاجتماعية ؛ بحيث نجد الإسلام يدعو إلى بناء وتدعيم علاقات طيبة وحميمة بين الأهل والعيال قائمة على أساس التعاطف والتكاتف. وفي هذا الصدد يعتبر الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) أن « الكادّ على عياله كالمجاهد في سبيل الله » (2).
وغني عن البيان أن العيال يتكونون ـ عادةً ـ من الزوجة والأطفال القصّر الذين لا يستطيعون تحمل أعباء المعيشة لضعفهم أو لصغر سنهم ، لذلك أوجب الإسلام على الزوج إعالة زوجته وأطفاله ، وحذّر أشد التحذير من التفريط في ذلك أو التقصير فيه ، قال الرسول (صلى الله عليه وآله) محذراً : « ملعون ملعون من ضيع من يعول » (3). وقال (صلى الله عليه وآله) : « كفى بالمرء إثماً أن يضيّع من يعول » (4).
فأهل البيت أو العيال هم حجر الزاوية في توجهات الإسلام الاجتماعية ، والتقصير في كفالتهم يجر إلى الإثم والخطيئة ، وبالمقابل يؤدي البّر بهم وكفالتهم إلى معطيات إيجابية تنعكس على الكفيل ، وأهمّها رضا الله تعالى ورحمته ، التي تكون سبباً لنزول بركاته ، قال الإمام الصادق (عليه السلام) : « من حسن برّه بأهل بيته زيد في رزقه » (5) ، وعنه (عليه السلام) في حديث آخر ، قال : « من حسن برّه بأهله زاد الله في عمره » (6).
فالإسلام يريد من الإنسان أن ينظر بعين العطف إلى عياله وأهل بيته وأن يسد حاجاتهم الأساسية من الغذاء والكساء وما إلى ذلك ، وأن يعكف على خدمتهم. وكلما سما في هذه الخدمة كلما اختصر المسافة في مسيرة التسامي إلى الله تعالى. من هنا قال الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) : « لا يخدم العيال إلاّ صدّيق أو شهيد أو رجل يريد الله به خير الدنيا والآخرة » (7).
ولأهمية كفالة الإنسان لعياله وأهل بيته استتبع التقصير في أمر إعالتهم المسؤولية الجزائية ، فالحاكم الشرعي يلزم كلّ من أخلّ بواجب الإعالة أن يتقيد بالضوابط الشرعية والقانونية ، وإلا فعليه تحمّل المسؤولية وما تستلزمه من جزاء مناسب. فقد ألزم الإسلام رب الأسرة بالإنفاق على هؤلاء الضعفاء حتى إذا كان فقيرا ، فهو مسؤول عن السعي لتوفير هذه النفقة للأسرة.
وفي ذلك يقول (صلى الله عليه وآله) : « حقّ المرأة على زوجها : أن يسدّ جوعها ، وأن يستر عورتها ، ولا يقبّح لها وجها » (8) فالحديث أعلاه لا يقصر حق الزوجة على الأمور المادية الضرورية من طعام وكساء ، بل يُقرن ذلك بحق معنوي ، هو أن لا يقبّح لها وجها ، بتعبير آخر أن يحسن معاشرتها ، لا سيما وأنها زميلته في الحياة ، وشريكته في البيت. والإمام زين العابدين (عليه السلام) يؤكد على حق المرأة في التكافل المادي والمعنوي معاً بالقول : « ... فإن لها عليك أن ترحمها ، لأنها أسيرتك ، وتطعمها وتسقيها وتكسوها ، وإذا جهلت عفوت عنها » (9).
وتظهر أهمية التشريع الإسلامي للنفقة في الرعاية الاجتماعية في الظروف التي تطغى فيها الأحقاد على عاطفة الرفق والشفقة. أي في الظروف التي تضطرب فيها الطمأنينة النفسية بدخول عوامل الهدم إلى كيان الأسرة كحالات الشقاق والنزاع. فهو يدعم الطمأنينة النفسية إذا تخلّف أحد أفراد الأسرة عما أمر الله به أن يوصل من الرَّحم والتعاطف بين أفراد الأسرة.
وعليه فمن الناحية الفقهية : « يجب على المكلف التكسب لتحصيل نفقة من تجب نفقته عليه كالزوجة والأولاد إذا لم يكن واجدا لها ، ويستحب ذلك للأمور المستحبة ، كالتوسع على العيال ، وإعانة الفقراء » (10).
_____________
1ـ الاختصاص : 219.
2- عدة الداعي / ابن فهد الحلي : 72 ، مكتبة الوجداني ، قم.
3- عوالي اللآلي / ابن أبي جمهور الإحسائي 3 : 193 ، مطبعة سيد الشهداء ـ قم ،
ط 1. 1403 ه.
4- عدة الداعي / ابن فهد الحلي : 72.
5- الدعوات / قطب الدين الراوندي : 127 ، مدرسة الإمام المهدي (عليه السلام) ، ط 1 ـ
1407 ه.
6- الخصال : 88 / 21.
7- جامع الأخبار / السبزواري : 276 ـ مؤسسة آل البيت : ـ 1414 ه.
8- عدة الداعي / ابن فهد الحلي : 81.
9- مكارم الأخلاق / الطبرسي : 421.
10- المسائل المنتخبة / السيد السيستاني : 255 ، المسألة (622) ، ط 3 ـ مطبعة مهر ، قم.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|