المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

سمية أم عمار بن ياسر.
22-11-2017
معنى كلمة لزب‌
14-12-2015
الاحتياجات الضوئية للذرة الشامية
27/11/2022
Weierstrass Form
19-8-2019
الكلام على نهج البلاغة
20-10-2015
سلطة صاحب العمل الانضباطية
23-2-2017


قصيدة الشيخ جعفر النقدي  
  
3590   11:47 صباحاً   التاريخ: 14-12-2017
المؤلف : السيد محمّد كاظم القزويني .
الكتاب أو المصدر : زينب الكبرى (عليها السلام) من المهد الى اللحد
الجزء والصفحة : ص633-638.
القسم : السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب / وفاة السيدة زينب ومدفنها /

للعالم الجليل الشيخ جعفر النقدي قصيدة نختار منها هذه الأبيات :

 

يا دهرُ كُفّ سِهام خطبك عن حشىً ... لـم يَبـقَ فيهـا موضعٌ للأسهم

في كـلّ يـوم للنوائـب صـارمٌ ... يَسطو على قلبي ويَقطر مِن دمي

وأبيتُ والأرزاء تَنهـشُ مُهجَتـي ... نَهشاً يهونُ لديـه نَهـشٌ الأرقم

أوَ كـان ذَنبـي أنّنـي مُتمسـّكٌ ... بالعـروة الوثقـى التي لم تُفصَمِ

آل النبي المصطفـى مَـن مَدحُهُم ... وردي وفيهـم لا يـزالُ تـَرنّمي

وإلى العقيلة زينب الكبرى ابنة الـ ... ـكرّار حيـدر بالـولايـة أنتَمي

هي رَبّة القَدر الرفيـع رَبيبـة الـ ... ـخِدر المنيع وعِصمةُ المستَعصِم

مَن فـي أبيهـا الله شَـرّفَ بيتـَه ... وبجَدّها شَرَفُ الحطـيمِ وزَمـزَمِ

مَن بيتُ نشأتها بـه نـشأ الهـدى ... وبـه الهـدايـة للصـراط الأقوم

ضُربَت مَضاربُ عِزّها فوق السُها ... وسَمَت فضائلهـا سُمـوّ المـرزمِ

فَضلٌ كشمس الأفق ضاء فلو يشأ ... أعـداؤها كتمـانَـه لـم يُكـتَـمِ

كانت مَهابتُـها مَهـابة جـدّهـا ... خيرِ البـريّة والرسـول الأعـظم

كانـت بلاغتُها بلاغة حيدر الـ ... ـكـرّار إن تَخطب وإن تتكلّمِ

قد شابَهَت خيـر النسـاء بهَديها ... ووقارها وتُقىً وحُسـنِ تـكرّمِ

ومُقيمةَ الأسحار فـي مِحـرابها ... تَدعو وفي الليل البَهيم المُظلـم

شَهِدِت لها سُوَر الكتـاب بأنّهـا ... مِن خير أنصار الكتاب المُحكمِ

زَهِدَت بدُنياها وطيـب نَعيمهـا ... طلَباً لمرضات الكريـم المُنعـم

وتَجرّعت رَنقَ الحيـاة وكابَدَت  ... مِن دَهرها عيشاً مريـرَ المطعمِ

فأثابهـا ربّ السمـاء كـرامةً ... فيها سوى أمثالهـا لـم يُـكرمِ

فلَها ـ كما للشافعين ـ شفاعة ... يوم الجزاء بها نجـاة المجـرم

بَلغت من المجد الموثّل موضعاً ... ما كـان حتى للبتـولة مريـم

كـلا ولا لِلطُـهـر حـَوّا أو لآ ... سيـةٍ وليس لأختِ موسى كلثَمِ

هذي النساء الفُضلَيات وفي العُلا ... كـلٌ أقامـت فـي مقامٍ قَيّـمِ

فاقَـت بـه كـلّ النسـاء ، ورَبّها ... في الخُلد أكرَمَهـا عظيم المَغنَمِ

لكنّ زينـب في عُـلاها قد سَمَت ... شَـرَفاً تأخّـر عنـه كلّ مقدّمِ

في عِلمِهـا وجمـالهـا وكمـالها ... والفضل والنَسَبِ الرفيع الأفخمِ

مَن أرضَعَتهـا فاطـمٌ دَرّ العـُلى ... مِن ثديها فَعَنِ العلـى لم تُفطِمِ

عن أمّها أخـذت علوم المصطفى ... وعلوم والدهـا الوصيّ الأكرم

حتى بهـا بلغـت مقامـاً فيه لَم ... تَحتَـج لِتَعـليـمٍ ولا لمعـلّـمِ

شَهِـد الإمـام لها بـذاك وأنّهـا ... بعد الإمام لهـا مقـام الأعلـم

ولهـا بيوم الغاضـريّـة موقفٌ ... أنسى الزمان ثَبات كلّ غَشَمشَمِ

حَمَلَـت خطـوباً لو تَحَمّل بعضَها ... لانهـارَ كـاهـل يذبلٍ ويَلَملَـمِ

ورأت مُصابـاً لـو يُلاقي شَجوَها ... العَذبُ الفرات كسـاه طعم العَلقمِ

في الرُزء شاركـت الحسين وبعده ... بَقِيـت تـُكافـح كلّ خطبٍ مؤلم

كانـت لنسوتـه الثـواكل سلـوةً ... عُظمـى وللأيتـام أرفـَقَ قـَيّمِ

ومُصابها فـي الأسـر جَدّد كلّما ... كانت تُقاسيـه بعـشـر محـرّمِ

ودخـول كـوفـانٍ أبـاد فؤادها ... لكن دخول الشـام جـاء بأشـأمِ

لم أنسَ خُطبتهـا التـي قَلَمُ القَضا ... في اللوح مثل بيانهـا لم يُـرقـمِ

نَزلت بها كالنار شـبّ ضـرامها ... في السامعين ، من الفؤاد المُضرَمِ

جاءت بهـا عَلَويّـةً وقعـت على ... قلب ابن ميسـونٍ كوقـعِ المِخذَم

أوداجه انتَفَخت بها فكأنّما ... فيها السيوف أصبنّه في الغلصمِ

أشقيقـة السبطيـن دونـك مدحةً ... قِسّ الفَصاحة مِثلَهـا لم يَنـظمِ

تمتـاز بالحـق الصـريح لو أنّها ... قيسَت بشعر البُحتـري ومسلـمِ

يَسلو المحبّ بها وتطعـن في حَشا ... أعداء أهل البيـت طعـن اللهذم

بيَميـن إخلاصـي إليك رَفعتُهـا ... أرجو خلاصي من عذاب جهنّمِ

وعليكِ صلـى الله ما رُفعـَت له ... أيدي مُحِـلٍّ بالدعـاء ومحـرِمِ




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.