المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
عمليات خدمة الكرنب
2024-11-28
الأدعية الدينية وأثرها على الجنين
2024-11-28
التعريف بالتفكير الإبداعي / الدرس الثاني
2024-11-28
التعريف بالتفكير الإبداعي / الدرس الأول
2024-11-28
الكرنب (الملفوف) Cabbage (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-28
العلاقات مع أهل الكتاب
2024-11-28

القرابة لا قيمة لها إن لم تكن مقرونة برباط رسالي
1-12-2014
s-Cluster
17-5-2022
المتغيرات الجغرافية ذات العلاقة بالجريمة - التركيب العمري والزواجي
9-6-2022
تفاعل الإشعاع والمادة
4/10/2022
فضل الصلة والصدقات
22-8-2016
المؤذن
29-9-2016


التربية تعمل على تكوين الاتجاهات السلوكية  
  
3865   03:00 مساءً   التاريخ: 10-12-2017
المؤلف : د. عبد القادر شريف
الكتاب أو المصدر : التربية الاجتماعية والدينية في رياض الاطفال
الجزء والصفحة : ص27-28
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /

توجد وظائف اجتماعية أخرى كثيرة للتربية، تتحقق من خلال عمل البيئة الاجتماعية، ذلك ان الطريقة الوحيدة التي يسيطر بها الكبار على تربية الصغار، إنما تحدث من خلال السيطرة على البيئة التي يعملون فيها.

إن الأثر التربوي للبيئة الاجتماعية ينعكس في تكوين شخصية الفرد واتجاهاته العقلية والعاطفية، وفي تحديد أنماطه السلوكية، وأن البيئة تتطلب من الأفراد استجابات معينة في مواقف معينة، فالوسط الخاص الذي يعيش فيه الفرد يقوده لرؤية أشياء أكثر من غيرها، ولاتخاذ أسلوب معين من العمل بنجاح مع الآخرين.

وهكذا يكتسب الفرد من هذا الوسط اتجاهاً سلوكياً يظهر في نشاطه وتفاعله مع بيئته وتتكون الاتجاهات السلوكية في البيئة بواسطة تشكيل العادات النافعة للطفل وتثبيتها، وبتعديل دوافعه الأصلية على أساس مبدأ اللذة والألم، فلكي يحصل الطفل على لذة النجاح ويتجنب ألم الفشل، عليه ان يعمل في الطريق المرغوب فيه مع الآخرين، وقد يشارك بطريقة حقيقية في نشاط الكبار، وعندئذ تكون دوافعه الاصلية قد تعدلت، بحيث أصبح لا يعمل فقط بطريقة يقبلها الكبار، بل لأن نفس الأفكار والعواطف التي عند الكبار قد نمت عنه، وبالتالي يكسب رضا الآخرين.

وما يؤكد دور البيئة الاجتماعية من تشكل الاتجاهات العقلية والعاطفية للفرد، وتحديد نمطه السلوكي، أنه إذا ما احتوته الاتجاهات العقلية والعاطفية للبيئة، يكون قادراً على معرفة أهدافها الخاصة وطرق ووسائل تحقيقها، وبمعنى آخر تأخذ أفكاره ومعتقداته اتجاهاً مشابها لاتجاه مثيلاتها في البيئة، فطريقة الحكم على الأمور وكيفية تفسير الظواهر المختلفة ونوعية القيم والتقاليد التي تحكم المجتمع وتسود فيه، إنما تعكس الاتجاهات العقلية والعاطفية السائدة في المجتمع.

ويتمثل دور البيئة عندئذ في تزويد الفرد بالمواقف والمثيرات التي يستجيب لها وفق نمط الاستجابة البيئية، وهكذا تكون التربية عملية تعلم لأنماط سلوكية موجودة في البيئة لوجود مثيراتها.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.