أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-3-2016
4609
التاريخ: 8-04-2015
3578
التاريخ: 18-10-2015
3403
التاريخ: 23-11-2017
2962
|
لم يحدث التاريخ عن معركة كان لها من الآثار الطيبة الخيرة لمصلحة المهزومين كما كان لمعركته مع الأمويين، ولم تقم ثورة من بعده إلا واستمدت من مبادئه وعزيمته ونضاله
و لرب نصر عاد شر هزيمة ... تركت بيوت الظالمين طلولا
من هذه الزاوية ينظر الشيعة إلى مقتل الحسين وهم إذ يحتفلون بذكراه في كل عام وفي كثير من الأوقات يحرصون على أن تبقى تلك الجذوة المشتعلة متقدة لا تخبو ولا تخمد لتستمد منها الأجيال نهضتها وقوتها في وجه الظلم والطغيان في كل عصر ومكان.
و كان الأئمة من أهل البيت يحرصون على بقاء هذه الذكرى حية خالدة فأمروا بإحيائها وانتشارها لأنها لا تنفصل عن أهداف الإسلام العليا ومقاصده السامية، وقال الإمام الصادق (عليه السلام) لجماعة من أصحابه في اليوم العاشر من المحرم: أ تذكرون ما صنع بجدي الحسين (عليه السلام) لقد ذبح واللّه كما يذبح الكبش وقتل معه سبعة عشر شابا من بنيه وأهل بيته وإخوته ما لهم على وجه الأرض من مثيل.
و يرى العارفون من الشيعة أن الإمام (عليه السلام) لم يقصد بذلك ان يثير عواطفهم وأحزانهم ويستدرجهم للبكاء والنحيب، بل يريد من ترديد تلك المآسي على مسامعهم ان يغرس في نفوسهم عظمة الحق الذي قتل الحسين وأهل بيته من أجله والاستهانة في سبيله بكل شيء كما صنع الحسين وضحى بكل ما لديه من مال وبنين وأخيرا بنفسه الكريمة.
و يقول الإمام الرضا (عليه السلام) وهو يحدث جماعة من أصحابه عما جرى على الحسين وأهله وبنيه ويعيد إلى أذهانهم أحداث كربلاء: قولوا متى ما ذكرتموهم يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزا عظيما فهو يريد من أصحابه وشيعته ومن عامة المسلمين أن يكونوا مع الحسين بأرواحهم وعزيمتهم مع العاملين بمبادئ القرآن وسنن الأنبياء والمصلحين العاملين لخير الإنسان في كل زمان ومكان لأن الحسين بثورته على الظلم كان يجسد هذه النواحي من الإسلام.
يريد الإمام الرضا ان يقول لأصحابه وشيعته: في كل زمان ظالم كيزيد وجبابرة كبني أميّة فكونوا في كل زمان على الظالمين والجبابرة والطغاة كما كان الحسين في زمانه على يزيد وأعوانه إلى كثير من أمثال هذه الموقف التي كان الأئمة (عليه السلام) يحاولون فيها ان يشحنوا النفوس بالنقمة على الظالمين والاستهانة بكل شيء في سبيل الحق وكرامة الإنسان وحريته.
و إذا اساء بعض عوام الشيعة فهم الاهداف لنهضة الحسين وانحرفوا في الذكريات التي تقام للحسين في كل عام هنا وهناك عن أهدافها الصحيحة وأدخلوا عليها بعض ما لا يجدي شيئا فذاك لا يعبر عن رأي الشيعة ولا عن عقيدتهم في الحسين ومقتله وآثاره.
و لقد كتب الدكتور احمد محمود صبحي في كتابه نظرية الإمامة عن الشيعة وأئمتهم وكان منسجما مع الواقع ومجردا في بعض فصول كتابه كباحث يريد الحقيقة ويتحراها حيث كانت . وهذا ما نقدره فيه وفي كل كاتب مهما كان لونه وجنسه، ولكنه في بعضها الآخر يبدو وكأنه يكتب بغير الروح والعقلية التي كتب فيها تلك الفصول وإلى القراء مثلا من ذلك، لقد جاء في ص 344 من كتابه المذكور تحت عنوان التفسير الشيعي لمقتل الحسين: يعتقد الشيعة أنه لما أظهر النبي (صلى الله عليه واله) الحزن والجزع لوفاة ولده ابراهيم وبكى على قبره قائلا: ان العين لتدمع وإن القلب ليخشع وإنا عليك يا إبراهيم لمحزونون أطلعه اللّه على سر وفاته ونزل عليه جبرائيل فقال له: إن الرب يقرئك السلام ويقول لك: اما ان تختار حياة إبراهيم فيرده عليك حيا ويورثه النبوة من بعدك فتقتله امتك من بعدك ويدخلها اللّه النار، أو يبقى ميتا ويبقى لك الحسين فيجعله اللّه إماما ثم يقتله نصف امتك بين قاتل له ومعين عليه وخاذل له وراض بقتله فيدخلهم اللّه النار فاختار أهون الضررين بأمته ورضي بمقتل الحسين، وأضاف إلى ذلك أن العقيدة الشيعية في مقتل الحسين لم تجد انسب من عقيدة النصارى في مقتل المسيح فهو قد ضحى مختارا ليخلص شيعته المذنبين كما يقول النصارى في المسيح، ونقل عن المستشرق (رون لدسن) في كتابه عقيدة الشيعة ما يتضمن هذا المعنى.
و مضى يقول: ولا يخفي الشيعة هذا التشابه الذي أوجدته فكرة الخلاص بين التشيع والمسيحية اذ يذكرون أوجه الشبه بين المسيح والحسين فيقولون: لم يولد قط لستة أشهر من الحمل إلا عيسى بن مريم والحسين، واستطرد الدكتور صبحي يقول: ان بعض الهنود المعاصرين وصف الحسين بأنه الباعث الأصلي على الوجود والرابطة الجوهرية بين العلة والمعلول والحلقة الذهبية بين اللّه والانسان، وانتهى من ذلك إلى أن الكاتب الهندي الشيعي قد أضفى على الحسين صفات إلهية نجد نظيرا لها في عقيدة المسيحيين في المسيح إلى غير ذلك مما جاء في كتابه حول هذا الموضوع مما لا عين له ولا أثر بين معتقدات الشيعة في مقتل الحسين لشيء منه .
كما وان ما ذكره من الحوار بين جبرائيل والنبي بخصوص حياة إبراهيم وموته لا وجود له بين المرويات الشيعية الصحيحة ولا يلزم به احد منهم، والتفسير الصحيح لمقتل الحسين (عليه السلام) عند الشيعة وعلمائهم وأئمتهم الكرام لا يعدو ما ذكرناه أكثر من مرة خلال حديثنا عن سيرته الغنية بالمثل والتضحيات والآداب والأخلاق وكل ما يرفع من شأن الإنسان في دنياه وآخرته.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|