المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
آثار رعمسيس السادس في طيبة
2024-11-28
تخزين البطاطس
2024-11-28
العيوب الفسيولوجية التي تصيب البطاطس
2024-11-28
العوامل الجوية المناسبة لزراعة البطاطس
2024-11-28
السيادة القمية Apical Dominance في البطاطس
2024-11-28
مناخ المرتفعات Height Climate
2024-11-28

نضج الثمار
2023-03-26
مثال الاستقامة "حجر بن عدي الكندي"
27-2-2022
الاسلام يدعو إلى الحب والعطف على الصغير
19-1-2016
كيف تواجهون مشاكل وصعوبات الحياة؟
27-12-2021
Saving money
4/10/2022
الأنس قد يثمر الإدلال
19-7-2016


التفسير الشيعي لمقتل الحسين بنظر الدكتور احمد صبحي وغيره‏  
  
2961   03:59 مساءً   التاريخ: 23-11-2017
المؤلف : السيد هاشم معروف الحسني.
الكتاب أو المصدر : سيرة الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام)
الجزء والصفحة : ج‏3، ص102-105.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء /

 لم يحدث التاريخ عن معركة كان لها من الآثار الطيبة الخيرة لمصلحة المهزومين كما كان لمعركته مع الأمويين، ولم تقم ثورة من بعده إلا واستمدت من مبادئه وعزيمته ونضاله 
و لرب نصر عاد شر هزيمة ... تركت بيوت الظالمين طلولا
من هذه الزاوية ينظر الشيعة إلى مقتل الحسين وهم إذ يحتفلون بذكراه في كل عام وفي كثير من الأوقات يحرصون على أن تبقى تلك الجذوة المشتعلة متقدة لا تخبو ولا تخمد لتستمد منها الأجيال نهضتها وقوتها في وجه الظلم والطغيان في كل عصر ومكان.
و كان الأئمة من أهل البيت يحرصون على بقاء هذه الذكرى حية خالدة فأمروا بإحيائها وانتشارها لأنها لا تنفصل عن أهداف الإسلام العليا ومقاصده السامية، وقال الإمام الصادق (عليه السلام) لجماعة من أصحابه في اليوم العاشر من المحرم: أ تذكرون ما صنع بجدي الحسين (عليه السلام) لقد ذبح واللّه كما يذبح الكبش وقتل معه سبعة عشر شابا من بنيه وأهل بيته وإخوته ما لهم على وجه الأرض من مثيل.
و يرى العارفون من الشيعة أن الإمام (عليه السلام) لم يقصد بذلك ان يثير عواطفهم وأحزانهم ويستدرجهم للبكاء والنحيب، بل يريد من ترديد تلك المآسي على مسامعهم ان يغرس في نفوسهم عظمة الحق الذي قتل الحسين وأهل بيته من أجله والاستهانة في سبيله بكل شي‏ء كما صنع الحسين وضحى بكل ما لديه من مال وبنين وأخيرا بنفسه الكريمة.
و يقول الإمام الرضا (عليه السلام) وهو يحدث جماعة من أصحابه عما جرى على الحسين وأهله وبنيه ويعيد إلى أذهانهم أحداث كربلاء: قولوا متى ما ذكرتموهم يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزا عظيما فهو يريد من أصحابه وشيعته ومن عامة المسلمين أن يكونوا مع الحسين بأرواحهم وعزيمتهم مع العاملين بمبادئ القرآن وسنن الأنبياء والمصلحين العاملين لخير الإنسان في كل زمان ومكان لأن الحسين بثورته على الظلم كان يجسد هذه النواحي من الإسلام.
يريد الإمام الرضا ان يقول لأصحابه وشيعته: في كل زمان ظالم كيزيد وجبابرة كبني أميّة فكونوا في كل زمان على الظالمين والجبابرة والطغاة كما كان الحسين في زمانه على يزيد وأعوانه إلى كثير من أمثال هذه الموقف التي كان الأئمة (عليه السلام) يحاولون فيها ان يشحنوا النفوس بالنقمة على الظالمين والاستهانة بكل شي‏ء في سبيل الحق وكرامة الإنسان وحريته.
و إذا اساء بعض عوام الشيعة فهم الاهداف لنهضة الحسين وانحرفوا في الذكريات التي تقام للحسين في كل عام هنا وهناك عن أهدافها الصحيحة وأدخلوا عليها بعض ما لا يجدي شيئا فذاك لا يعبر عن رأي الشيعة ولا عن عقيدتهم في الحسين ومقتله وآثاره.
و لقد كتب الدكتور احمد محمود صبحي في كتابه نظرية الإمامة عن الشيعة وأئمتهم وكان منسجما مع الواقع ومجردا في بعض فصول كتابه كباحث يريد الحقيقة ويتحراها حيث كانت . وهذا ما نقدره فيه وفي كل كاتب مهما كان لونه وجنسه، ولكنه في بعضها الآخر يبدو وكأنه يكتب بغير الروح والعقلية التي كتب فيها تلك الفصول وإلى القراء مثلا من ذلك، لقد جاء في ص 344 من كتابه المذكور تحت عنوان التفسير الشيعي لمقتل الحسين: يعتقد الشيعة أنه لما أظهر النبي (صلى الله عليه واله) الحزن والجزع لوفاة ولده ابراهيم وبكى على قبره قائلا: ان العين لتدمع وإن القلب ليخشع وإنا عليك يا إبراهيم لمحزونون أطلعه اللّه على سر وفاته ونزل عليه جبرائيل فقال له: إن الرب يقرئك السلام ويقول لك: اما ان تختار حياة إبراهيم فيرده عليك حيا ويورثه النبوة من بعدك فتقتله امتك من بعدك ويدخلها اللّه النار، أو يبقى ميتا ويبقى لك الحسين فيجعله اللّه إماما ثم يقتله نصف امتك بين قاتل له ومعين عليه وخاذل له وراض بقتله فيدخلهم اللّه النار فاختار أهون الضررين بأمته ورضي بمقتل الحسين، وأضاف إلى ذلك أن العقيدة الشيعية في مقتل الحسين لم تجد انسب من عقيدة النصارى في مقتل المسيح فهو قد ضحى مختارا ليخلص شيعته المذنبين كما يقول النصارى في المسيح، ونقل عن المستشرق (رون لدسن) في كتابه عقيدة الشيعة ما يتضمن هذا المعنى.
و مضى يقول: ولا يخفي الشيعة هذا التشابه الذي أوجدته فكرة الخلاص بين التشيع والمسيحية اذ يذكرون أوجه الشبه بين المسيح والحسين فيقولون: لم يولد قط لستة أشهر من الحمل إلا عيسى بن مريم والحسين، واستطرد الدكتور صبحي يقول: ان بعض الهنود المعاصرين وصف الحسين بأنه الباعث الأصلي على الوجود والرابطة الجوهرية بين العلة والمعلول والحلقة الذهبية بين اللّه والانسان، وانتهى من ذلك إلى أن الكاتب الهندي الشيعي قد أضفى على الحسين صفات إلهية نجد نظيرا لها في عقيدة المسيحيين في المسيح إلى غير ذلك مما جاء في كتابه حول هذا الموضوع مما لا عين له ولا أثر بين معتقدات الشيعة في مقتل الحسين لشي‏ء منه .
كما وان ما ذكره من الحوار بين جبرائيل والنبي بخصوص حياة إبراهيم وموته لا وجود له بين المرويات الشيعية الصحيحة ولا يلزم به احد منهم، والتفسير الصحيح لمقتل الحسين (عليه السلام) عند الشيعة وعلمائهم وأئمتهم الكرام لا يعدو ما ذكرناه أكثر من مرة خلال حديثنا عن سيرته الغنية بالمثل والتضحيات والآداب والأخلاق وكل ما يرفع من شأن الإنسان في دنياه وآخرته.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.