المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

السيد صالح ابن السيد عبد الحسين الكلخراني
26-11-2017
شفَّافة للحرارة diathermanous = diathermic
6-8-2018
Diophantine Equation--3rd Powers
20-5-2020
الأنفال خاصة لرسول الله (صلى الله عليه واله )
13/12/2022
اصناف فول الصويا
2023-06-15
المصدر المتصرف
4/10/2022


الاسلام يدعو إلى الحب والعطف على الصغير  
  
12077   12:51 صباحاً   التاريخ: 19-1-2016
المؤلف : صالح عبد الرزاق الخرسان
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل واشراقاتها التكاملية
الجزء والصفحة : ص397-402
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-6-2016 2710
التاريخ: 11/9/2022 1476
التاريخ: 28-6-2017 2816
التاريخ: 2023-10-13 1346

من اهم الامور التي تُشعر الانسان بالتكريم والتقدير هو حب الاخرين له وعطفهم عليه، واحترامهم لمشاعره وعواطفه ولا ريب ان من افضل وسائل تنمية عواطف الطفل حبه ومناغاته ومعاملته بإحسان وحنان، ورفق ورعاية فهو كما يحتاج إلى الغذاء والماء والنور والهواء بفطرته، كذلك يحتاج إلى الحب والعطف والحنان فتراه يتلذذ عند شمه وتقبيله واحتضانه ومناغاته.

اجل ان الحب اساس متين في بناء الاخلاق والفضائل والنبل والحياة الفاضلة المطمئنة المريحة لذلك نرى ان الاسلام الحنيف دعا اليه واكد وحث عليه بقوة واعتبر حب المسلمين لربهم ودينهم وأئمتهم تجاه بعضهم البعض اساس الدين الاسلامي.

وقد ورد هذا التأكيد على الحب في الآيات الكريمة والروايات الشريفة بدرجة كبيرة. حتى ورد عن الامام الصادق (عليه السلام) انه قال :

(هل الدين الا الحب؟)

نعم، ان الحب هو الذي يجعل من السجن روضة ويحيل المرأة إلى حلاوة، وهو الذي يجعل الملك عبدا، ويزيل المآسي ويهدي الالام، والحب .... حب الله... حب دين الله... حب الناس... حب الوطن... الخير والفضيلة...

نعم، الحب هو الينبوع الذي تنبع منه جميع الجهود التي بذلها الرسل والانبياء (صلى الله عليه واله) في تبليغ رسالاتهم إلى الناس، وجميع التضحيات التي بذلها المؤمنون والمجاهدون في سوح الحرب وميادين الجهاد، وكل العبادات والاعانات التي يدفعها المحسنون والمؤمنون.

نعم، ان الحب يصنع المستحيل ويحول النار نورا والشقاء سعادة، وارتياحاً وسروراً...

اجل، ان الاسلام يدعو إلى الحب، حب الصغير والعطف عليه، لان الطفل الذي يتلقى مقدارا كافيا من عطف وحنان ابويه وينهل من ينبوع الحب يقوي في روحه ولا يبخس بالحرمان في باطنه فيكون في امان من شرور العقد النفسية، وتنفتح في قلبه ازهار الخير والفضائل، فينشأ انسانا سويا فاضلاً يحب الخير للجميع كما يحبه لنفسه.

لذلك جاءت الروايات الشريفة الواردة عن الرسول الاكرم (صلى الله عليه واله) واهل بيته الاطهار (عليهم السلام) مؤكدة على حب الاطفال والعطف عليهم بصورة كثيرة، ومن هذه الروايات الكريمة نذكر ما يلي :

1ـ قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : ( ليس منا من لم يرحم صغيرنا ولم يوقر كبيرنا)(1).

2- وقال (صلى الله عليه واله): (في خطبة له في شهر رمضان المبارك: وقروا كباركم وارحموا صغاركم)(2).

3- من وصايا امير المؤمنين (عليه السلام) عند وفاته، قوله:( ارحم من اهلك الصغير ووقروا الكبير)(3).

4- وقال (عليه السلام) في مناسبة اخرى :( ليتأسّ صغيركم بكبيركم، وليرأف كبيركم بصغيركم ولا تكونوا كجفاة الجاهلية)(4).

5- فقد جاء عن الامام الصادق (عليه السلام) انه قال : ( ان الله عز وجل ليرحم الرجل لشدة

حبه لولده)(5).

6- وقد اثر عن رسول الله (صلى الله عليه واله) ( حبّوا الصبيان وارحموهم)(6).

7- وجاء في بيان وفاة النبي (صلى الله عليه واله) : ( وكان النبي اذا اصبح مسح على رؤوس ولده)(7).

ـ تقبيل الطفل :

... ان الاسلام حث على حب الطفل وتكريمه واكد على تقبيله على ما في ذلك من اهمية تعود بالنفع على الطفل والوالدين معاً لا في الدنيا وحسب وانما في الاخرة ايضاً. لذلك جاءت الروايات الشريفة تحث وتؤكد على ذلك ، نذكر جملة منها :

1ـ عن الامام الصادق (عليه السلام) أنه قال :

( قال رسول الله (صلى الله عليه واله): من قبّل ولده كتب الله عز وجل له حسنه، ومن فرحه أفرحه الله يوم القيامة)(8).

2- وقال (عليه السلام) : ( اكثروا من قبلة اولادكم فان لكم بكل قبلة درجة)(9).

3- جاء عن امير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:( قبلة الولد رحمة وقبلة المرأة شهوة وقبلة الوالدين عبادة وقبلة الرجل اخاه دين)(10).

4- وقد جاء في الحديث الشريف :

( قبّل رسول الله (صلى الله عليه واله) الحسن والحسين فقال الاقرع بن حابس : ان لي عشرة من الاولاد ما قبلت واحدا منهم، فقال النبي : ما عليّ ان نزع الله الرحمة منك)(11).

5- جاء في بحار الانوار: ان النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) كان يصلي يوما في فئة والحسين (عليه السلام) صغير بالقرب منه فكان النبي (صلى الله عليه واله) اذا سجد جاء الحسين (عليه السلام) وركب ظهره ثم حرك رجليه فقال حل ، حل، فاذا اراد رسول الله (صلى الله عليه واله) ان يرفع رأسه اخذه ووضعه على جانبه، فاذا سجد على ظهره وقال حل ، حل فلم يزل يفعل ذلك حتى فرغ النبي من صلاته.

فقال يهودي : يا محمد انكم لتفعلون بالصبيان شيئا ما نفعله نحن. فقال النبي (صلى الله عليه واله) اما لو كنتم تؤمنون بالله ورسوله لرحمتم الصبيان.

فقال : (اني اؤمن بالله ورسوله. فاسلم لما رأى كرمه مع عظم قدره)(12).

يظهر من هذه الروايات الشريفة ان للحب والعطف والحنان والتكريم اهمية لا تضاهى في اسلوب تربية الطفل، لذا يجب على الاباء والمربين ان يلحظوا ذلك ويهتموا به اشد الاهتمام لان في ذلك اتباعا صحيحا لقوانين الفطرة، وتحقيقا للحياة الطبيعية السليمة من يتغاضى عن تلك القوانين الفطرية التي هي سنة الله تبارك وتعالى في هذا الوجود فانه حتما سيلاقي مصيرا اسودا وعقابا شديداً، وهلاكا لابد منه.

وعلى هذا الاساس اهتم الاسلام بتكريم الطفل اهتماما لا حد له، وعمل جاهدا من اجل تلبية كل الحاجات الفطرية واشباعها بصورة متوازنة ورفض كل تربية تؤدي إلى الاستغناء عن اشباع ايه حاجة فطرية انسانية، حتى تسير الحياة البشرية بخطى ثابتة ومتوازنة نحو الرقي والكمال والاستقرار والرفاه في الدينا والفوز في الآخرة.

_______________

1- مجموعة ورام : جص24.

2- عيون اخبار الرضا : ص163.

3- بحار الانوار : ج16، ص154.

4- نهج البلاغة شرح الفيض الاصفهاني :ص531.

5- مكارم الاخلاق للطبرسي: ص113.

6- وسائل الشيعة: ج5، ص126.

7- بحار الانوار : ج23، ص114.

8- الكافي : ج6، ص49.

9- وسائل الشيعة: ج5، ص126.

10-    بحار الانوار : ج23 ، ص113.

11-  مكارم الاخلاق للطبرسي : ص113.

12-    بحار الانوار : ج10 ، ص83.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.