أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-6-2016
2710
التاريخ: 11/9/2022
1476
التاريخ: 28-6-2017
2816
التاريخ: 2023-10-13
1346
|
من اهم الامور التي تُشعر الانسان بالتكريم والتقدير هو حب الاخرين له وعطفهم عليه، واحترامهم لمشاعره وعواطفه ولا ريب ان من افضل وسائل تنمية عواطف الطفل حبه ومناغاته ومعاملته بإحسان وحنان، ورفق ورعاية فهو كما يحتاج إلى الغذاء والماء والنور والهواء بفطرته، كذلك يحتاج إلى الحب والعطف والحنان فتراه يتلذذ عند شمه وتقبيله واحتضانه ومناغاته.
اجل ان الحب اساس متين في بناء الاخلاق والفضائل والنبل والحياة الفاضلة المطمئنة المريحة لذلك نرى ان الاسلام الحنيف دعا اليه واكد وحث عليه بقوة واعتبر حب المسلمين لربهم ودينهم وأئمتهم تجاه بعضهم البعض اساس الدين الاسلامي.
وقد ورد هذا التأكيد على الحب في الآيات الكريمة والروايات الشريفة بدرجة كبيرة. حتى ورد عن الامام الصادق (عليه السلام) انه قال :
(هل الدين الا الحب؟)
نعم، ان الحب هو الذي يجعل من السجن روضة ويحيل المرأة إلى حلاوة، وهو الذي يجعل الملك عبدا، ويزيل المآسي ويهدي الالام، والحب .... حب الله... حب دين الله... حب الناس... حب الوطن... الخير والفضيلة...
نعم، الحب هو الينبوع الذي تنبع منه جميع الجهود التي بذلها الرسل والانبياء (صلى الله عليه واله) في تبليغ رسالاتهم إلى الناس، وجميع التضحيات التي بذلها المؤمنون والمجاهدون في سوح الحرب وميادين الجهاد، وكل العبادات والاعانات التي يدفعها المحسنون والمؤمنون.
نعم، ان الحب يصنع المستحيل ويحول النار نورا والشقاء سعادة، وارتياحاً وسروراً...
اجل، ان الاسلام يدعو إلى الحب، حب الصغير والعطف عليه، لان الطفل الذي يتلقى مقدارا كافيا من عطف وحنان ابويه وينهل من ينبوع الحب يقوي في روحه ولا يبخس بالحرمان في باطنه فيكون في امان من شرور العقد النفسية، وتنفتح في قلبه ازهار الخير والفضائل، فينشأ انسانا سويا فاضلاً يحب الخير للجميع كما يحبه لنفسه.
لذلك جاءت الروايات الشريفة الواردة عن الرسول الاكرم (صلى الله عليه واله) واهل بيته الاطهار (عليهم السلام) مؤكدة على حب الاطفال والعطف عليهم بصورة كثيرة، ومن هذه الروايات الكريمة نذكر ما يلي :
1ـ قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : ( ليس منا من لم يرحم صغيرنا ولم يوقر كبيرنا)(1).
2- وقال (صلى الله عليه واله): (في خطبة له في شهر رمضان المبارك: وقروا كباركم وارحموا صغاركم)(2).
3- من وصايا امير المؤمنين (عليه السلام) عند وفاته، قوله:( ارحم من اهلك الصغير ووقروا الكبير)(3).
4- وقال (عليه السلام) في مناسبة اخرى :( ليتأسّ صغيركم بكبيركم، وليرأف كبيركم بصغيركم ولا تكونوا كجفاة الجاهلية)(4).
5- فقد جاء عن الامام الصادق (عليه السلام) انه قال : ( ان الله عز وجل ليرحم الرجل لشدة
حبه لولده)(5).
6- وقد اثر عن رسول الله (صلى الله عليه واله) ( حبّوا الصبيان وارحموهم)(6).
7- وجاء في بيان وفاة النبي (صلى الله عليه واله) : ( وكان النبي اذا اصبح مسح على رؤوس ولده)(7).
ـ تقبيل الطفل :
... ان الاسلام حث على حب الطفل وتكريمه واكد على تقبيله على ما في ذلك من اهمية تعود بالنفع على الطفل والوالدين معاً لا في الدنيا وحسب وانما في الاخرة ايضاً. لذلك جاءت الروايات الشريفة تحث وتؤكد على ذلك ، نذكر جملة منها :
1ـ عن الامام الصادق (عليه السلام) أنه قال :
( قال رسول الله (صلى الله عليه واله): من قبّل ولده كتب الله عز وجل له حسنه، ومن فرحه أفرحه الله يوم القيامة)(8).
2- وقال (عليه السلام) : ( اكثروا من قبلة اولادكم فان لكم بكل قبلة درجة)(9).
3- جاء عن امير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:( قبلة الولد رحمة وقبلة المرأة شهوة وقبلة الوالدين عبادة وقبلة الرجل اخاه دين)(10).
4- وقد جاء في الحديث الشريف :
( قبّل رسول الله (صلى الله عليه واله) الحسن والحسين فقال الاقرع بن حابس : ان لي عشرة من الاولاد ما قبلت واحدا منهم، فقال النبي : ما عليّ ان نزع الله الرحمة منك)(11).
5- جاء في بحار الانوار: ان النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) كان يصلي يوما في فئة والحسين (عليه السلام) صغير بالقرب منه فكان النبي (صلى الله عليه واله) اذا سجد جاء الحسين (عليه السلام) وركب ظهره ثم حرك رجليه فقال حل ، حل، فاذا اراد رسول الله (صلى الله عليه واله) ان يرفع رأسه اخذه ووضعه على جانبه، فاذا سجد على ظهره وقال حل ، حل فلم يزل يفعل ذلك حتى فرغ النبي من صلاته.
فقال يهودي : يا محمد انكم لتفعلون بالصبيان شيئا ما نفعله نحن. فقال النبي (صلى الله عليه واله) اما لو كنتم تؤمنون بالله ورسوله لرحمتم الصبيان.
فقال : (اني اؤمن بالله ورسوله. فاسلم لما رأى كرمه مع عظم قدره)(12).
يظهر من هذه الروايات الشريفة ان للحب والعطف والحنان والتكريم اهمية لا تضاهى في اسلوب تربية الطفل، لذا يجب على الاباء والمربين ان يلحظوا ذلك ويهتموا به اشد الاهتمام لان في ذلك اتباعا صحيحا لقوانين الفطرة، وتحقيقا للحياة الطبيعية السليمة من يتغاضى عن تلك القوانين الفطرية التي هي سنة الله تبارك وتعالى في هذا الوجود فانه حتما سيلاقي مصيرا اسودا وعقابا شديداً، وهلاكا لابد منه.
وعلى هذا الاساس اهتم الاسلام بتكريم الطفل اهتماما لا حد له، وعمل جاهدا من اجل تلبية كل الحاجات الفطرية واشباعها بصورة متوازنة ورفض كل تربية تؤدي إلى الاستغناء عن اشباع ايه حاجة فطرية انسانية، حتى تسير الحياة البشرية بخطى ثابتة ومتوازنة نحو الرقي والكمال والاستقرار والرفاه في الدينا والفوز في الآخرة.
_______________
1- مجموعة ورام : جص24.
2- عيون اخبار الرضا : ص163.
3- بحار الانوار : ج16، ص154.
4- نهج البلاغة شرح الفيض الاصفهاني :ص531.
5- مكارم الاخلاق للطبرسي: ص113.
6- وسائل الشيعة: ج5، ص126.
7- بحار الانوار : ج23، ص114.
8- الكافي : ج6، ص49.
9- وسائل الشيعة: ج5، ص126.
10- بحار الانوار : ج23 ، ص113.
11- مكارم الاخلاق للطبرسي : ص113.
12- بحار الانوار : ج10 ، ص83.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|