المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



وسائل تحقيق وغرس العقيدة في الطفل  
  
6450   10:49 صباحاً   التاريخ: 19-11-2017
المؤلف : محمد بن محمود آل عبد الله
الكتاب أو المصدر : دليل الآباء في تربية الأبناء
الجزء والصفحة : ص98-100
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

ترسيخ العقيدة الصحيحة عن طريق التلقين : أول ما يلقن الطفل كلمة التوحيد إذ إن السلف يعلمون الطفل في أول حياته كلمة التوحيد ، ويؤذنون في أذنيه عند ولادته , ليكون أول ما يقرع سمعه . وقد قال النبي (صلى الله عليه وآله):(افتحوا على صبيانكم أول كلمة بلا إله إلا الله)(1).

ثم يعلم القرآن، (وتعلم الصبيان القرآن أصل من أصول الإسلام , فينشؤون على الفطرة ويسبق إلى قلوبهم أنوار الحكمة قبل تمكن الأهواء منها)(2) ، وهو خير من تعليم الجدل والفلسفة (3) . وقد يسر الله تعالى حفظ القرآن , وإن الصبي ليحفظ منه كثيرا بقليل من الجهد ولو حاول حفظ غيره من العلوم لقضي في ذلك أضعاف ما يقضيه في حفظ القرآن (4) ، ثم إن قصاره تشتمل على أصول الإيمان (5) ، فيبدأ الطفل بحفظها وتدبر معانيها .

ثم مع حفظ القرآن يعلم السيرة النبوية والمغازي وسير الصحابة التابعين وحكايات الأبرار والصالحين (6) .

كما على المربي أن يحدث الطفل عن حقائق الإيمان يجيب على أسئلته بصدق مهتديا بالرسول (صلى الله عليه وآله) حين حدث ابن عمر فقال:(يا غلام احفظ الله يحفظك ...)(7) ، وقد كان الصغار يحضرون الجمعة والجماعات ويسمعون حديث النبي (صلى الله عليه وآله) وعلى المربي أن يحدث الطفل عن الجنة والنار , ويصفهم بأوصاف يفهمها الطفل فيتخيلها , ويرسخ في ذهنه وجودهما .

2- ترسيخ العقيدة عن طريق تعليمه الأذكار : وليس المراد فقط أن يحفظ أذكار الأحوال والمناسبات من أكل وشرب ونوم ويقظة , بل يعلمه الدعاء وطلب الحاجة من الله ,  وإذا مشي في الظلام علمه ذكر الله والاستئناس به ، والتسمية عند الفزع ، والدعاء عند المرض ، حتى يتعلم الاستغاثة , ويعلمه الرقية الشرعية والتوكل على الله وطلب الحاجة منه وحده .

3- ترسيخ العقيدة عن طريق التدبر : بأن يلفت نظر الطفل إلى مظاهر الكون وارتباطها بالتوحيد , هذا الربط يشعر الطفل بالتوازن النفسي , ويحس بأنه جزء من أجزاء الكون المتناسقة (8) , ويبين له أن هذا الكون بكل ما فيه يسبح لله , ويرشده إلى التسبيح ليكون مع الركب المسبح .

كما أن المربي يستطيع تعليم الطفل صفات الله (عز وجل) وأسمائه عن طريق التدبر في جمال الكون وعظمة الطبيعة ونظامها (9) .

(واعلم أن ما ذكرناه ... ينبغي أن يقدم للطفل في أول نشوئه ليحفظ حفظا ، ثم لا يزال ينكشف له معناه في كبره شيئا فشيئا , فابتداؤه الحفظ ثم الفهم ثم الاعتقاد والإيمان والتصدق به ، وذلك مما يحصل في الصبي بغير برهان)(10) .

4- حمايته من الشرك ووسائله : فإن بعض الناس يلفت نظر الطفل إلى رقابة الناس الاستخفاء ببعض الامور , ويجعل الطفل مهتما برضا الناس خائفا من سخطهم ,ويتكرر هذا حتى يغلب عليه مراقبة الله والاهتمام برضاه والخوف من سخطه ، فيتعلم الرياء ويعمل طلبا لرضا الناس  وإن غابوا عنه لم يعمل أي عمل , و يعمل عادة دون ابتغاء الأجر من الله (11).

_____________

1- رواه البيهقي في شعب الإيمان : 6/398 ، والديلمي في الفردوس في مأثور الخطاب : 1 / 71 ورقم الحديث (297) ، وذكره المبار كفوري في تحفة الأحوذي : 4 / 64 .

2- من كلام الحافظ السيوطي – رحمه الله .

3- انظر : إحياء علوم الدين , الإمام الغزالي : 1/94 .

4- انظر : إعجاز القرآن : مصطفى الرافعي : ص 242 .

5- انظر : ما حث في علوم القرآن مناع القطان : ص 60 .

6- انظر : إحياء علوم الدين ، الإمام الغزالي : 3/73 .

7- أخرجه الإمام أحمد في مسنده : 1 / 293 ، 307 .

8- انظر : كيف يربي المسلم ولده ، محمد سعيد مولوي : ص 119 .

9- انظر : المرجع السابق : ص 117 .

10- إحياء علوم الدين ، الغزالي : 1 / 94 .

11- انظر : من أخطائنا في تربية أولادنا ، محمد السحيم ، ص 12 – 17 ، 72 – 76 .

 

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.