أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-10-2015
3437
التاريخ: 30-01-2015
3670
التاريخ: 2024-04-22
801
التاريخ: 29-01-2015
3676
|
كان كفاح افراد الاسرة العلوية في الحياة الاجتماعية، باعتبارهم (عليهم السلام) القدوة العليا في الدين، غير منفكّ عن مشقة نفسية وجسدية عظيمة.
فمشقة فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه واله) في انجاز الاعمال المنـزلية، والجمع بينها وبين العبادة المشهودة لهم (عليهم السلام) مع قلة الطعام والجوع اختياراً كانت حالة سلوكية، فضلاً عن كونها كانت حالة فسلجية . بمعنى ان مشقتها كانت من آثار كمالها وعفتها وزهدها وحبها للمحافظة على حقوق زوجها (عليه السلام) وعائلتها كاملة دون افراط او تفريط ، ولاشك ان الجمع بين اداء الواجب البيتي وبين الانقطاع التام لله سبحانه، أمرٌ صعب، ولذلك فقد كان اداؤها الشرعي الطاهر في تأدية وظيفتها الشرعية والمنـزلية نابعاً من حالة نفسية قوية هائلة في تحمل المصاعب والشدائد، والرضا بقدر الله عزّ وجل، ومحاولة اداء الواجب كاملاً في احسن الاحوال.
ومن المسلّم به ان الجوع الطبيعي وعدم تناول الطعام فترة طويلة من الزمن قد يؤدي الى حالات مرضية تنتهي الى الموت، ولكن جوع العترة الطاهرة (عليهم السلام) كان من نوع آخر. ولنطلق عليه بـ الجوع التعبدي ، فقد كان جوعاً بالاختيار، أو حرماناً من اكل الطعام بالإرادة لانشغالهم بقضية أهمّ وهي العبادة أو الجهاد في سبيل الله أو الشوق للحياة الآخرة، والمتفق عليه ان الجوع عند الفرد العادي يؤدي الى الخمول والضعف والكسل بينما كان جوع أهل البيت (عليهم السلام) - الذي كان اثراً من آثار الزهد - باعثاً للعبادة والعمل والنشاط والجهاد في سبيل الله وحمل السلاح ومقاتلة اعداء الدين.
ولابد لنا من فهم حقيقة مهمة تقول بان طريقة استهلاك الطعام ليست طريقة فسلجية، بل هي سلوك ثقافي ديني بالدرجة الاولى، حيث يلتزم الفرد بممارسته على ضوء احكام الرسالة التي يؤمن بها فليست هناك حدود لتناول العام في مجتمع غير متدين بينما حدد الدين طبيعة الطعام في الحلية والاستحباب، وحدد المقدار الذي يسمح بتناوله عن طريق الاعتدال، وما يذكر قبل الطعام وبعده من بسملة ودعاء وتمجيد لرازق الطعام عزّ وجلّ.
وبذلك اصبح الطعام - نوعيةً وحجماً- في بيوت الانبياء والاوصياء (عليهم السلام) وطريقة تناوله يعبّران عن لونٍ من الوان الزهد والتقوى وقوة الاتصال بالله عزّ وجلّ ذلك ان السيطرة - بهذا الشكل الصارخ- على شهوة البطن تفتح بوابة القلب على الخالق عزّ وجلّ فتُستثمَر بالعبادة وطاعة الله سبحانه، والاسرة التي تأكل الخبز وتأتدم بالملح والخل، وهي على ما هي عليه من منـزلة سماوية واجتماعية رفيعة، لابد ان تمثل رمزاً دينياً ومثلاً أعلى للمشاعر الانسانية حيث كانت تكتفي غالباً بالغذاء الروحي دون الغذاء الجسدي.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|