المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الرطوبة النسبية في الوطن العربي
2024-11-02
الجبال الالتوائية الحديثة
2024-11-02
الامطار في الوطن العربي
2024-11-02
الاقليم المناخي الموسمي
2024-11-02
اقليم المناخ المتوسطي (مناخ البحر المتوسط)
2024-11-02
اقليم المناخ الصحراوي
2024-11-02

PRODUCTION OF DIOLEFINS
27-7-2017
أنا لا أثق بذكائي
23-4-2022
البحث الدلالي عند الخليل بن أحمد الفراهيدي
3-05-2015
الربح والخسارة في اللعب
20-4-2016
حوار المعلومات
11-5-2021
الصوائف أيام المعتمد
4-2-2018


يوم الغدير و مؤهلات الامامة  
  
2771   05:14 مساءً   التاريخ: 7-11-2017
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : السيرة الاجتماعية للإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ص79-81.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / الولادة والنشأة /

يوم الغدير هو يوم الخميس الثامن عشر من ذي الحجة في السنة العاشرة للهجرة، وهو يوم نزول قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ...} [المائدة: 67]حيث أمرهُ تعالى ان يقيم عليّاً (صلى الله عليه واله) عَلماً للناس ويبلّغهم ما نزل فيه من الولاية وفرض الطاعة على المسلمين.
وكان نص قوله (صلى الله عليه واله) عندما قفل راجعاً من حجة الوداع في غدير خم على اطراف صحراء الجزيرة العربية في جموع المسلمين هو: ان الله مولاي، وانا مولى المؤمنين، وانا أولى بهم من أنفسهم فمن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه. اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وأحبّ من أحبّه، وابغض من ابغضه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحق معه حيث دار، الا فليبلّغ الشاهد الغائب .
ولم يتفرق الجمع العظيم حتى نزل الوحي بقوله: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3] .
فقال النبي (صلى الله عليه واله): الله أكبر على اكمال الدين، واتمام النعمة، ورضى الربّ برسالتي، والولاية لعلي من بعدي(1).
ولا شك ان تصريح رسول الله (صلى الله عليه واله) بتلك القوة، وهو الذي لا ينطق عن الهوى، قائلاً: من كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه ، يعني انتقال جميع صلاحيات الولاية التي كان يتمتّع بها النبي (صلى الله عليه واله) الى الامام (صلى الله عليه واله) عدا الوحي والنبوة، وهذا يعني استمرار المسيرة الاسلامية على نفس الخط المرسوم من قبل السماء، خصوصاً اذا تذكرنا تنبؤ النبي (صلى الله عليه واله) بقرب وفاته.
وانتقال جميع صلاحيات الولاية الشرعية في قوله (صلى الله عليه واله): من كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه يعني ان عليّاً (صلى الله عليه واله) توفّرت فيه جميع الشروط التي تجعله صالحاً للإمامة، وهي:
أولاً: امتلاكه (صلى الله عليه واله) امكانية هائلة على تحمّل مسؤولية الولاية الشرعية وادارة المجتمع الاسلامي بعد وفاة النبي (صلى الله عليه واله) ، فقد كان (صلى الله عليه واله) الأرض الخصبة التي بذر فيها المصطفى (صلى الله عليه واله) بذور الشجاعة والحلم والعلم والاخلاق والطهارة والعفّة والزهد والتقوى والفصاحة، بحيث كان موقع علي (صلى الله عليه واله) من النبي (صلى الله عليه واله) موقع المرآة المتلألئة، والصوت القوي، والسيف المنافح عن الحق، والشخصية الاسلامية المُثلى لامتدادات نبي الرحمة (صلى الله عليه واله)، فكانت تلك الامكانية الهائلة موضع نظر المسلمين، والمشركين، والمنافقين على حد سواء، ولم يكن للآخرين مثيل أو شبيه لتلك الامكانية.
ثانياً: كان نمو قوة علي (صلى الله عليه واله) الاجتماعية نمواً طبيعياً، خصوصاً: في المعارك الطاحنة التي خاضها ضد الشرك، وفي حفظه القرآن المجيد وادراك باطنه وظاهره، مجمله ومبينّه، محكمه ومتشابهه، ناسخه ومنسوخه، وتعليمه المسلمين، وفي زواجه بسيدة نساء العالمين (صلى الله عليه واله)، وفي توليته على المدينة من قبل رسول الله (صلى الله عليه واله) في غزوة تبوك، ودعوته الناس للاسلام في اليمن، وتبليغه سورة براءة في حج السنة التاسعة، ثمّ اعلان الولاية الشرعية الآن في غدير خم كل ذلك اعطى الامام (صلى الله عليه واله) قوة اجتماعية ودينية، تجعل انتقال الصلاحية الشرعية من النبوة الى الامامة انتقالاً طبيعياً لا يزلزل تلك الامة التي لا تزال حديثة عهد بالدين وبأحكامه وبعدالته ونظافته الاخلاقية.
وانتقال بهذا الحجم، وهو حجم النبوة التي يوحى اليها والامامة المعصومة التي لا يوحى اليها، يحتاج الى أمرين مترابطين أشدّ الارتباط، وهما:
أ - امضاء ذلك الانتقال من قبل صاحب الرسالة، وهو النبي (صلى الله عليه واله)، واعلانه الى الجمهور العريض والأمة الواسعة، وقد حصل ذلك يوم الغدير بالخصوص.
ب - ان يكون الاعلان عن انتقال الصلاحية الشرعية في حياة رسول الله (صلى الله عليه واله) وقبل وفاته وعلى لسانه الشريف حتى يطمئن الناس لصلاحية ذلك الانتقال. وقد حدث كل ذلك امام الملأ العام ايضاً.
ثالثاً: نضوج فكرة الامامة والولاية الشرعية في أذهان الناس، بحيث ان يوم الغدير - وهو يوم اكمال النعمة واتمام الدين- لم يحمل اعتراضاً وجيهاً حمله لنا التأريخ، بل كان زعماء قريش من أوائل من هنّأ الامام (صلى الله عليه واله) بإمرة المؤمنين، خصوصاً وان رسول الله (صلى الله عليه واله) قد نعى نفسه بالقول: انني اوشك ان اُدعى فأجيب داعي الله، وفيه دلالة على ان انتقال الصلاحية الشرعية كان أمراً طبيعياً عند وفاة رسول الله (صلى الله عليه واله) وانتقاله الى عالم الخلود، ولكن نضوج فكرة الامامة في اذهان المسلمين لا يعني قبولها والتسليم بها دون معارضة وطموحات شخصية، وقد اشار تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} [آل عمران: 144] .


ــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- اُسد الغابة، ج 3 ، ص 307، ج 5 ، ص 205.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.