المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الأخلاق والأدعية والزيارات
عدد المواضيع في هذا القسم 6618 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



حب الدنيا والزهد بها  
  
2074   05:39 مساءً   التاريخ: 1-11-2017
المؤلف : لبيب بيضون.
الكتاب أو المصدر : قصص ومواعظ
الجزء والصفحة : 223-221.
القسم : الأخلاق والأدعية والزيارات / قصص أخلاقية / قصص اخلاقية عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-12-2017 2257
التاريخ: 2-2-2018 1780
التاريخ: 2-10-2017 1944
التاريخ: 24-10-2017 2228

يحكى ان رجلاً كان يسير في البادية ، وفجأة رأى سبعاً مقبلاً نحوه يريد أن يفترسه. ففتّش عن مكان يأوي اليه ، فلم يجد غير بئر، نبتت في جداره شجرة تين ، فألقى نفسه فيه وتعلق بغصنين منها، وركّز رجليه على حجرين ناتئين في الجدار ، ونظر حوله فإذا عند رجليه حيات أربع ، قد أخرجن رؤوسهن من حجورهن.

ثم نظر الى قعر البئر فاذا بثعبان اسود فتح فاه ، ينتظر سقوطه حتى يلتهمه. ونظر جانباً الى الغصنين ، فاذا في اصلهما جرذان ، أحدهما ابيض والآخر اسود ، يقرضان الغصنين، دائبَين لا يفران.

وبينما هو في تلك الحالة من الخوف والجوع اذا به يبصر امامه في الجدار عشّ نحل قد امتلأ عسلاً ؛ فذاق العسل ، فتشغلته حلاوته وألهته لذّته ، عن التفكير في شيء من امره ، وان يلتمس الخلاص لنفسه ، ونسي ان رجليه على حيات اربع ، لا يدري متى يفتكن به ، وان الجرذين دائبان في قطع الغصنين، وان السبع متربص به من الاعلى ، وان الثعبان ينتظره من

  

الأسفل .. فلم يزل لاهياً غافلاً ، مشغولاً بتلك الحلاوة الزائدة ، حتى انقطع الغصنان ، ووقع في فم الثعبان ، فالتهمه.

العبرة من هذه القصة

____________

هذه القصة تنطوي في حقيقتها على تصوير رمزي لحياة الإنسان ، وما يجري عليه فيها.

(فالبئر)، رمز للدنيا المملوءة آفات وشروراً ، واخطاراً وغروراً.

(والحيات الأربع) ، رمز لطبائع الانسان المنحرفة ، فإنها متى هاجت أو أحدهما ، كانت كسم الأفاعي .

(والغصنان)، رمز الى عمر الانسان الذي يدوم الى حين ، ثم ينقطع لا محالة.

(والجرذان)، فالأسود والابيض ، رمز الى الليل والنهار، الدائبين في إفناء العمر.

واما (السبع)، فهو الموت يطارد الإنسان ، والإنسان يهرب منه.

واما (الثعبان)، فهو القبر الذي يجد فيه كل انسان نهايته المحتومة.

واما (العسل)، فهو رمز لشهوات الدنيا وملذاتها ، التي حين ينال الانسان منها شيئاً فإنها تلهيه عن امر آخرته ، وتصده عن سبيل قصده وتنسيه ذكر الموت.

يقول الامام علي (عليه السلام): (ايها الناس ، إنّ أَخوَفَ ما أخاف عليكم اثنان : اتباع الهوى وطول الامل ، فأما اتباع الهوى فيصدّ عن الحق ، واما طول الامل فيُنسي الآخرة).

ويقول (عليه السلام) من وصيته لابنه الحسن(عليه السلام):

( واعلم يا بني أنك طريد الموت الذي لا ينجو منه هاربه ، ولا يفوت طالبه ، ولابد انه مدركه. فكن على حذر أن يدركك وأنت على حال سيئة ، قد كنت تُحدث نفسك منها بالتوبة ؛ فيحول بينك وبين ذلك ، فإذا أنت قد أهلكت نفسك).




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.