المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

Ternary boron nitrides
31-1-2018
كتب التراجم
31-3-2019
بين موقفين لعيسى ومحمد
11-10-2014
Spectrophotometry
6-12-2015
معالف دجاج اللحم
19-4-2016
المسلم سهل المعاملة
4-11-2021


ادلّة عصمة السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)  
  
3888   05:21 مساءً   التاريخ: 1-11-2017
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : السيرة الاجتماعية للإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ص101.
القسم : سيرة الرسول وآله / السيدة فاطمة الزهراء / مناقبها /

لم يشك احد ممن صاحبَ النبي (صلى الله عليه واله) وعاصره فترة نزول الوحي في المدينة في عصمة فاطمة الزهراء (عليها السلام) بنت رسول الله (صلى الله عليه واله) وقرينة الامام أمير المؤمنين (عليه السلام)، فقد لمس الناس دليلين من أقوى الادلة على ذلك، أحدهما من القرآن المجيد والآخر من السنّة الشريفة. 
1 _ فالدليل القرآني يقول: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33] والارادة الالهية هنا تدلّ على وقوع الفعل للشيء المراد، والمراد بأهل البيت (عليهم السلام): رسول الله (صلى الله عليه واله) وعلي وفاطمة وذريتهما (علهم السلام جميعاً)، كما ورد في الروايات الصحيحة المسندة.
2 _ الدليل الروائي: وهو قول رسول الله (صلى الله عليه واله): فاطمةٌ بضعةٌ منّي، من آذاها فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله عزّ وجلّ(1)، ولا يمكن ان يقول النبي (صلى الله عليه واله) ذلك، لو كانت ابنته تقترف الذنوب، فلا يمكن ان يكون مؤذيها مؤذياً لرسول الله (صلى الله عليه واله) ما لم تكن منـزّهة عن ارتكاب المعاصي، وهذا يثبت انها كانت لا تقترب من الذنوب مطلقاً، واذا اضفنا أمراً آخر، وهو علمها المطلق بالشريعة السماوية، لتبين لنا انها كانت امرأة كاملة في الفهم والاداء، وهذا هو المراد بعصمتها.
وبكلمة فإن فاطمة الزهراء (عليها السلام) - من حيث القضية الفسلجية التكوينية - لم تكن تختلف عن قريناتها من النساء، حيث كانت تمر بمراحل الحمل والولادة والرضاعة، باعتبار ان تلك القضية قضية طبيعية تكوينية لا تتنافى مع الطهارة والكمال، ولكن ورد في الروايات ان مزاجها كان ثابتاً غير متغير كما هو المعهود في النساء، ولا يأتيها ما يأتي النساء عادة كل شهر، ولا تشارك نساء زمانها في مطلق الرغبات الدنيوية، وتلك مختصات في الطهارة والكمال اختصت بها (عليها السلام) دون غيرها من النساء.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 - ينابيع المودة: ص 260.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.