أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-8-2016
2000
التاريخ: 26-10-2017
2050
التاريخ: 22-10-2017
1853
التاريخ: 24-11-2017
1386
|
سعيد بن قيس الهمداني الكوفي ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع وفي منهج المقال انه سعيد على أصح النسختين والأخرى سعد وقد سبق قال .
وفي رجال الكشي قال الفضل بن شاذان ومن التابعين الكبار ورؤسائهم وزهادهم وعد جماعة منهم سعيد بن قيس اه واحتمال انه المتقدم كما عن حاشية النقد للمؤلف بعيد في الغاية لأن ذلك من أصحاب الصادق وهذا من أصحاب علي عليهما السلام وحضر معه حرب صفين وكان من المخلصين في ولاء أمير المؤمنين ع ومن الشجعان المعروفين وكان سيد همدان وعظيمها والمطاع فيها وله بصفين مقامات مشهودة مشهورة قال نصر بن مزاحم في كتاب صفين حدثنا عمرو بن شمر عن جابر عن الشعبي عن مالك بن قدامة الأزدي قال قام سعيد بن قيس يخطب أصحابه بقناصرين فقال الحمد لله الذي هدانا لدينه وأورثنا كتابه وامتن علينا بنبيه فجعله رحمة للعالمين وسيدا للمرسلين وقائدا للمؤمنين وخاتما للنبيين وحجة الله العظيم على الماضين والغابرين ثم كان مما قضى الله وقدره وله الحمد على ما أحببنا وكرهنا ان ضمنا وعدونا بقناصرين فلا يجمل بنا اليوم الحياص وليس هذا بأوان انصراف ولات حين مناص وقد خصنا الله بمنه برحمة لا نستطيع أداء شكرها ولا نقدر قدرها ان أصحاب محمد ص المصطفين الأخيار معنا وفي حيزنا فوالله الذي هو بالعباد بصير ان لو كان قائدنا حبشيا مجدعا الا أن معنا من البدريين سبعين رجلا لكان ينبغي لنا ان تحسن بصائرنا وتطيب أنفسنا فكيف وانما رئيسنا ابن عم نبينا بدري صدق وصلى صغيرا وجاهد مع نبيكم كبيرا ومعاوية طليق من وثاق الأسارى الا انه أخو جفاة فأوردهم النار وأورثهم العار والله محل بهم الذل والصغار الا أنكم ستلقون عدوكم غدا فعليكم بتقوى الله من الجد والحزم والصدق والصبر فان الله مع الصابرين الا انكم تفوزون بقتلهم ويشقون بقتلكم والله لا يقتل رجل منكم رجلا منهم الا أدخل الله القاتل جنات عدن وأدخل المقتول نارا تلظى لا تفتر عنهم وهم فيها مبلسون عصمنا الله وإياكم بما عصم به أولياءه وجعلنا وإياكم ممن أطاعه واتقاه واستغفر الله العظيم لي ولكم والمؤمنين ثم قال الشعبي لعمري لقد صدق فعله ما قال في خطبته وفي مجالس المؤمنين سعيد بن قيس الهمداني كان من رؤساء قبيلة همدان ومن فدائية ملك الرجال يعني أمير المؤمنين ع اه.
وكان سعيد بن قيس الهمداني فارسا شجاعا شاعرا من خلص أصحاب أمير المؤمنين ع شهد معه الجمل وصفين وأخباره الآتية دالة على علو مقامه وخلوص ولائه.
أخباره يوم الجمل :
في مجالس المؤمنين عن كتاب الفتوح لابن أعثم الكوفي كان سعيد بن قيس في حرب الجمل في خيل الميسرة وأثر أثرا موجبا للسرور وقال ابن أبي الحديد في شرح النهج ج 1 ص 48 كان سعيد بن قيس الهمداني في عسكر علي ع يوم الجمل ومما رويناه من الشعر المقول في صدر الاسلام المتضمن كون علي ع وصي رسول الله ص قول سعيد بن قيس الهمداني يوم الجمل آية حرب أضرمت نيرانها * وكسرت يوم الوغى مرانها قل للوصي أقبلت قحطانها * فادع بها تكفيها همدانها وتتمة الأبيات:
هم بنوها وهم إخوانها وروى نصر بسنده عن الشعبي ان سعيد بن قيس دخل على علي بن أبي طالب ع فقال له علي وعليك السلام وان كنت من المتربصين فقال حاش الله يا أمير المؤمنين لست من أولئك قال فعل الله ذلك اه أقول ينبغي أن يكون ذلك قبل حرب الجمل فإنه في حرب الجمل كان مع علي ع ولم يكن متربصا ولعل تربصه كان قبل حرب الجمل والله أعلم.
أخباره بصفين :
روى نصر بن مزاحم ان عليا ع لما عقد الألوية وأمر الأمراء وكتب الكتائب يوم صفين استعمل على همدان سعيد بن قيس وفي مناقب ابن شهرآشوب انه جعله فيها على الجناح وفي مجالس المؤمنين عن كتاب الفتوح لابن أعثم الكوفي انه جعله يوم صفين مع عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي على الخيل في الجناح وهو أهم مواقع العسكر وروى نصر في كتاب صفين ان عليا ع لما قدم النخيلة متوجها إلى حرب صفين امر الأسباع من أهل الكوفة فجعل من جملتهم سعيد بن قيس بن مرة الهمداني على همدان ومن معهم من حمير وروى نصر انه كان من الأشعث بن قيس شئ عند عزله عن الرياسة وذلك أن راية كندة وربيعة كانت للأشعث فدعا علي حسان بن مخدوج فجعل له تلك الرياسة فتكلم في ذلك ناس من أهل اليمن فغضبت زبيد وغضب رجال اليمنية فأتاهم سعيد بن قيس الهمداني فقال ما رأيت قوما أبعد رأيا منك أرأيتم ان عصيتم على علي هل لكم إلى عدوه وسيلة وهل في معاوية عوض منه أو هل لكم بالشام من بدله بالعراق أو تجد ربيعة ناصرا من مضر القول ما قال والرأي ما صنع قال ابن الأثير وغيره لما ورد علي ع صفين ارسل بشير بن عمرو بن محصن الأنصاري وسعيد بن قيس الهمداني وشبث بن ربعي التميمي إلى معاوية ليحتجوا عليه وينظروا ما يريد فتكلم بشير وذهب سعيد بن قيس يتكلم فبادره شبث بن ربعي فتكلم فقال معاوية أول ما عرفت به سفهك وخفة حلمك ان قطعت على هذا الحسيب الشريف سيد قومه منطقه وما أراد معاوية بهذا الكلام الانتصار لسعيد ولا بيان سمو مكانه بل هو في قلبه كاره له أشد الكراهة وانما أراد ايقاع الفتنة بين شبث وسعيد وتشويش الأمر والتشاغل عن جواب ما جاءوا لأجله فاتوا عليا فأخبروه بذلك فاخذ بأمر الرجل ذا الشرف فيخرج ومعه جماعة من أصحاب معاوية وكرهوا ان يلقوا جمع أهل العراق بجمع أهل الشام مخافة الاستئصال وعد فيمن كان يخرج سعيد بن قيس الهمداني. وفي مروج الذهب ج 2 ص 20 اخرج علي ع في اليوم السادس وهو يوم الاثنين سعيد بن قيس الهمداني وهو سيد همدان يومئذ فاخرج إليه معاوية ذا الكلاع وكانت بينهما إلى آخر النهار وأسفرت عن قتلى وانصرف الفريقان جميعا وفي مناقب ابن شهرآشوب إلى تمام الأربعين وقعة. وروى نصر في كتاب صفين ان عمرو بن حصين السكسكي برز في يوم صفين فنادى يا أبا حسن هلم إلى المبارزة وحمل على علي ليضربه فبادر إليه سعيد بن قيس ففلق صلبه فقال علي ع يومئذ:
دعوت فلباني من القوم عصبة * فوارس من همدان غير لئام
فوارس من همدان ليسوا بعزل * غداة الوغى من شاكر وشبام
وكل رديني وعضب تخاله * إذا اختلف الأقوام شعل ضرام
لهمدان أخلاق ودين يزينهم * وبأس إذا لاقوا وجد خصام
وذكر جامع الديوان انه ع قال يمدح قبيلة همدان ويخص بالذكر منهم سعيد بن قيس:
دعوت فلباني البيت:
ومن كل حي قد أتتني فوارس * ذوو نجدات في اللقاء كرام
يقودهم حامي الحقيقة منهم * سعيد بن قيس والكريم يحامي
وفي رواية بعد وبأس إذا لاقوا:
وجد وصدق في الحروب ونجدة * وقول إذا قالوا بغير آثام
متى تأتهم في دارهم تستضيفهم * تبت ناعما في خدمة وطعام
جزى الله همدان الجنان فإنها * سمام العدى في كل يوم سمام
فلو كنت بوابا على باب جنة * لقلت لهمدان أدخلوا بسلام
وفي مناقب ابن شهرآشوب أن عليا ع جال في الميدان قائلا وذكر أبياتا فاستخلفه عمرو بن الحصين السكسكي أي جاء من خلفه على أن يطعنه فرآه سعيد بن قيس فطعنه وأنشد:
أقول له ورمحي في حشاه * وقد قرت بمصرعه العيون
ألا يا عمرو عمر بني حصين * وكل فتى ستدركه المنون
أتدرك أن تنال أبا حسين * بمعضلة وذا ما لا يكون
قال وخرج معاوية يشير إلى همدان وهو يقول:
لا عيش الا فلق قحف الهام * من أرحب أو شاكر وشبام
قوم هم أعداء أهل الشام * كم من كريم بطل همام
وكم قتيل وجريح دامي * كذاك حرب السادة الكرام
فبرز سعيد بن قيس يرتجز ويقول:
لا هم رب الحل والحرام * لا تجعل الملك لأهل الشام
فحمل وهو مشرع رمحه فولى معاوية هاربا ودخل في غمار القوم وجعل سعيد يقول:
يا لهف نفسي فاتني معاوية * على طمر كالعقاب هاويه
والراقصات لا يعود ثانيه * الا هوى معفرا في الهاوية
وفي مجالس المؤمنين عن كتاب الفتوح لابن أعثم الكوفي ان عمرو بن حصين السكوني لما أراد أن يطعن عليا ع من خلفه فقتله سعيد بن قيس وأنشأ سعيد يقول:
الا أبلغ معاوية بن حرب * ورجم الغيب تكشفه الظنون
بانا لا نزال لكم عدوا * طوال الدهر ما سمع الحنين
ألم تر ان والدنا علي * أبو حسن ونحن له بنون
وانا لا نريد سواه مولى * وذاك الرشد والحظ السمين
فلما سمع ذلك معاوية جمع جمعا من قبائل يحصب وكندة ولخم وجذام مع ذي الكلاع الحميري وقال اخرج واقصد بحربك همدان خاصة ولما رآهم علي ع نادى يا همدان فأجابوه لبيك لبيك يا أمير المؤمنين فقال عليكم بهذه الخيل فان معاوية قد قصدكم بها خاصة دون غيركم فتوجه سعيد بن قيس في رجال همدان حتى هزمهم والحقهم بسرادق معاوية وبارز في هذه الحرب عدة مبارزات واستمرت الحرب بينهم إلى وقت صلاة العشاء ثم افترقوا فسر علي ع بذلك وأثنى على سعيد بن قيس وقبيلته همدان وقال يا آل همدان أنتم مجني ودرعي بكم استظهر وأنت يا سعيد بمنزلة عيني التي أبصر بها ويدي التي أبطش بها وفي كل وقت وفي كل عمل اعتمد على شجاعتك ورجولتك والله لو كان تقسيم الجنة بيدي لوضعت همدان في أحسن موضع منها فقال له سعيد بن قيس يا أمير المؤمنين انما نفعل هذا طلبا لرضا الله تعالى فمرنا بما تريد وابعث بنا إلى أي جانب أردت تجدنا مطيعين وقلوبنا وأرواحنا بيدك فاثنى عليهم علي ع خيرا.
وروى نصر في كتاب صفين ان معاوية لما تعاظمت عليه الأمور بصفين جمع خواص أصحابه فقال لهم انه قد غمني رجال من أصحاب علي وعد منهم خمسة فيهم سعيد بن قيس في همدان والأشتر والمرقال وعدي بن حاتم وقيس بن سعد في الأنصار وقد عبأت لكل رجل منهم رجل فانا أكفيكم غدا سعيد بن قيس وأنت يا عمرو للمرقال وقد جعلتها نوبا في خمسة أيام وأصبح معاوية في غده فلم يدع فارسا الا حشده ثم قصد لهمدان بنفسه في اعراض الخيل مليا ثم إن همدان تنادت بشعارها وأقحم سعيد بن قيس فرسه على معاوية فهمدان تذكر ان سعيدا كاد يقتنصه الا أنه فاته ركضا فقال سعيد في ذلك:
يا لهف نفسي فاتني معاوية * فوق طمر كالعقاب هاويه
والراقصات لا يعود ثانية * الا على ذات خصيل طاويه
ان يعد اليوم فكعبي عالية فانصرف معاوية ولم يصنع شيئا وغدا في اليوم الثاني عمرو بن العاص في حماة الخيل فطعن قال وان معاوية أظهر لعمرو شماتة وجعل يقرعه ويوبخه وقال لقد أنصفتكم إذ لقيت سعيد بن قيس في همدان وفررتم وانك لجبان يا عمرو فغضب عمرو وقال فهلا برزت إلى علي إذا دعاك ان كنت شجاعا كما تزعم قال وان القرشيين استحيوا مما صنعوا وشمت بهم اليمانية من أهل الشام فقال معاوية يا معشر قريش مم تستحيون انما لقيتم كباش العراق وما لك علي من حجة لقد عبأت نفسي لسيدهم وشجاعهم سعيد بن قيس ولكنه عاد منهزما فانقطعوا عن معاوية أياما فقال معاوية من أبيات:
لعمري لقد أنصفت والنصف عادتي * وعاين طعنا في العجاج المعاين
أتدرون من لاقيتم فل جيشكم * لقيتم ليوثا أصحرتها العرائن
فلما سمع قوم ما قاله معاوية اتوه فاعتذروا إليه واستقاموا على ما يحب.
وخرج بسر بن أرطاة فقال مرتجزا:
أكرم بجند طيب الأردان * جاءوا ليكونوا أولياء الرحمن
اني أتاني خبر شجاني * ان عليا نال من عثمان
فبرز إليه سعيد بن قيس قائلا:
بؤسا لجند ضائع الايمان * أسلمهم بسر إلى الهوان
إلى سيوف لبني همدان * فانصرف بسر من طعنته
مجروحا وفي كتاب صفين لنصر بن مزاحم ص 171 انه لما كان يوم صفين اختلط الناس في سواد الليل وتبدلت الرايات بعضها ببعض ووجد أهل العراق لواءهم مركوزا وليس حوله الا ربيعة وعلي بينها وهو لا يعلم من هم ويظنهم غيرهم فلما صلى علي الفجر أبصر وجوها ليست بوجوه أصحابه بالأمس فقال من القوم قالوا ربيعة وقد بت فيهم تلك الليلة فقال فخر طويل لك يا ربيعة ثم قال لهاشم خذ اللواء فوالله ما رأيت مثل هذه الليلة ثم خرج نحو القلب حتى ركز اللواء به فإذا سعيد بن قيس على مركزه فلحقه رجل من ربيعة يقال له نضر فقال له ألست الزاهم لئن لم تنته ربيعة لتكونن ربيعة ربيعة ومضر مضر فما أغنت عنك مضر البارحة فنظر إليه علي نظر منكر وروى نصر انه لما اشتد القتال بصفين ارسل معاوية إلى عمرو بن العاص ان قدم عكا والأشعريين إلى همدان فقدمهم فنادى سعيد بن قيس يا لهمدان خدموا اي اضربوا موضع الخدمة وهي الخلخال يعني اضربوا السوق فأخذت السيوف أرجل عك فنادى أبو مسروق العكي يا لعك بركا كبرك الجمل ونادى معاوية في احياء اليمن فقال عبئوا لي كل فارس مذكور فيكم أتقوى به لهذا الحي من همدان فخرجت خيل عظيمة فلما رآها علي عرف انها عيون الرجال فنادى يا لهمدان فاجابه سعيد بن قيس فقال علي ع احمل فحمل حتى خالط الخيل بالخيل واشتد القتال وحطمتهم همدان حتى ألحقوهم بمعاوية وجمع علي همدان فقال أنتم درعي ورمحي يا همدان ما نصرتم الا الله ولا أجبتم غيره فقال سعيد بن قيس أجبنا الله ونصرنا نبي الله ص في قبره وقاتلنا معك من ليس مثلك فارم بنا حيث أحببت وفي هذا اليوم قال علي ع:
ولو كنت بوابا على باب جنة * لقلت لهمدان ادخلي بسلام
وكان بصفين كتيبتان إحداهما الرجراجة مع أمير المؤمنين ع وهم أربعة آلاف مجفف من همدان مع سعيد بن قيس الهمداني والثانية الخضرية وتسمى الرقطاء أيضا وهم أربعة آلاف مع معاوية ثيابهم خضر أو معلمون بالخضرة مع عبيد الله بن عمر بن الخطاب قال نصر في كتاب صفين كانت طلائع أهل الشام وأهل العراق يلتقون فيما بين الوقائع ويتناشدون الأشعار ويتحدثون على أمان فالتقوا يوما وتذاكروا رجراجة علي وخضرية معاوية فافتخر كل قوم بكتيبتهم فقال أهل الشام ان الخضرية مثل رجراجة وكان مع علي أربعة آلاف مجفف من همدان مع سعيد بن قيس رجراجة وكان عليهم البيض والسلاح والدروع وكان الخضرية مع عبيد الله بن عمر بن الخطاب أربعة آلاف عليهم الخضرة. وروى نصر في كتاب صفين بسنده انه خرج علي يوم صفين وبيده عنزة فمر على سعيد بن قيس الهمداني فقال له سعيد أما تخشى يا أمير المؤمنين ان يغتالك أحد وأنت قرب عدوك فقال له علي انه ليس من أحد الا عليه من الله حفظة يحفظونه من أن يتردى في قليب أو يخر عليه حائط أو تصيبه آفة فإذا جاء القدر خلوا بينه وبينه.
وفي مروج الذهب ج 2 ص 22 لما صرع عمار بن ياسر تقدم سعيد بن قيس الهمداني في همدان وحطمت همدان أهل الشام حتى قذفتهم إلى معاوية وقد كان معاوية صمد فيمن كان معه لسعيد بن قيس ومن معه من همدان اه وروى نصر ان معاوية دعا أخاه عتبة وأمره ان يلقى الأشعث ويقول له في جملة كلام واما سعيد فقلد عليا دينه وروى نصر بن مزاحم في كتاب صفين بسنده انه لما قتل ذو الكلاع الحميري أرسل ابنه إلى الأشعث بن قيس ان يسلمه جثة أبيه فقال اني أخاف ان يتهمني أمير المؤمنين في امره كاد المريب فاطلبه من سعيد بن قيس فاستأذن معاوية ان يدخل إلى عسكر علي فقال له ان عليا قد منع ان يدخل منا أحد إلى معسكره يخاف ان يفسد عليه جنده فأرسل ابن ذي الكلاع إلى سعيد بن قيس الهمداني يستأذنه في ذلك فقال سعيد انا لا نمنعك من دخول العسكر ان أمير المؤمنين لا يبالي من دخل منكم إلى معسكره فادخل حتى اخذه في خبر ذكرنا تمامه في ترجمة خندق البكري.
وقال سعيد بن قيس الهمداني يرتجز صفين:
هذا علي وابن عم المصطفى * أول من أجابه فيما روى هو الامام لا يبالي من غوى وفي مناقب ابن شهرآشوب ان معاوية عبى أربعة صفوف فبرز سعيد بن قيس وعدي بن حاتم والأشتر والأشعث فقتلوا منهم ثلاثة آلاف ونيفا وانهزم الباقون.
أخباره يوم الحكمين:
روى نصر بن مزاحم في كتاب صفين بسنده انه لما تداعى الناس إلى الصلح بعد رفع المصاحف قال علي انما فعلت ما فعلته لما بدا فيكم الخور والفشل فجمع سعيد بن قيس قومه ثم جاء رجراجة من همدان كأنها ركن حصين يعني جبلا باليمن فقال سعيد ها أنا ذا وقومي لا نرادك ولا نرد عليك فمرنا بما شئت قال أما لو كان هذا قبل رفع المصاحف لأزلتهم عن عسكرهم أو تنفرد سالفتي قبل ذلك ولكن انصرفوا راشدين فلعمري ما كنت لأعرض قبيلة واحدة للناس.
وروى نصر بن مزاحم في كتاب صفين أيضا ان الأشعث بن قيس كان من أعظم الناس قولا في اطفاء الحرب والركون إلى الموادعة وأما الأشتر فلم يكن يرى الا الحرب لكنه سكت على مضض وأما سعيد بن قيس فكان تارة هكذا وتارة هكذا قال نصر ان أهل الشام لما أبطا عنهم علم أهل العراق هل أجابوا إلى الموادعة أم لا جزعوا فدعا معاوية عبد الله بن عمرو بن العاص فوقف بين الصفين ونادى أهل العراق انه قد كانت بيننا وبينكم أمور للدين أو للدنيا فان تكن للدين فقد والله أعذرنا وأعذرتم وأن تكون للدنيا فقد والله أسرفنا وأسرفتم وقد دعوناكم إلى أمر لو دعوتمونا إليه لأجبناكم فاغتنموا هذه الفرصة عسى أن يعيش فيها المحترق وينسى فيها القتيل فان بقاء المهلك بعد الهالك قليل فخرج سعيد بن قيس الهمداني فاتى عليا فأخبره بقول عبد الله بن عمرو فقال علي أجب الرجل فتقدم سعيد بن قيس فقال اما بعد يا أهل الشام انه قد كانت بيننا وبينكم أمور حامينا فيها على الدين والدنيا وسميتموها غدرا وسرفا وقد دعوتمونا اليوم إلى ما قاتلناكم عليه أمس ولم يكن ليرجع أهل العراق إلى عراقهم ولا أهل الشام إلى شامهم بأمر أجل من أن يحكم فيه بما أنزل الله سبحانه فالأمر في أيدينا دونكم والا فنحن نحن وأنتم أنتم اه ومن هنا يظهر انه اغتر بدعائهم إلى حكم القرآن ولم يتفطن إلى أنها خدعة قال نصر بن مزاحم وكان سعيد من شهود كتاب الصلح يوم الحكمين قال ولما فعل الحكمان ما فعلا قام سعيد بن قيس الهمداني فقال والله لو اجتمعنا على الهدى ما زدتمانا على ما نحن الآن عليه وما ضلالكما بلازمنا وما رجعتما الا بما بدأتما وأنا اليوم لعلى ما كنا عليه أمس.
اخباره لما عزم أمير المؤمنين على العودة إلى صفين :
قال ابن الأثير انه لما كان من أمر الحكمين ما كان وعزم علي ع على العود إلى صفين بعث إلى ابن عباس فأرسل إليه من أهل البصرة ثلاثة آلاف ومائتين فقال لأهل الكوفة ليكتب لي رئيس كل قبيلة ما في عشيرته من المقاتلة فقام إليه سعيد بن قيس الهمداني فقال يا أمير المؤمنين سمعا وطاعة أنا أول الناس أجاب ما طلبت اه قال ابن أبي الحديد في شرح النهج ج 1 ص 146 ثم جمع أمير المؤمنين ع بعد غارة الغامدي الناس فخطبهم فاجابه بعضهم بما ساءه ثم تكلم الناس من كل ناحية ولغطوا فقام حجر بن عدي الكندي وسعيد بن قيس الهمداني فقالا لا يسوءك الله يا أمير المؤمنين مرنا بأمرك نتبعه فوالله ما نعظم جزعا على أموالنا ان نفدت ولا على عشائرنا ان قتلت في طاعتك فقال تجهزوا للمسير إلى عدونا فلما دخل منزله ودخل عليه وجوه أصحابه قال لهم أشيروا علي برجل صلب ناصح يحشر الناس من السواد فقال له سعيد بن قيس يا أمير المؤمنين أشير عليك بالناصح الإرب الشجاع الصلب معقل بن قيس التميمي قال نعم ثم دعاه فوجهه فسار فلم يقدم حتى أصيب أمير المؤمنين ع ولما كان يوم الحكمين قام سعيد بن قيس الهمداني فقال يخاطب الحكمين والله لو اجتمعتما على الهدى ما زدتمانا على ما نحن الآن عليه وما ضلالكما بلازمنا وما رجعتما الا بما بدأتما وانا اليوم لعلى ما كنا عليه أمس قال الطبري في تاريخه ولما عزم أمير المؤمنين ع على العودة إلى صفين وجمع رؤساء أهل الكوفة وخطبهم وطلب إليهم أن يكتب له كل رئيس ما في عشيرته من المقاتلة قام سعيد بن قيس الهمداني فقال يا أمير المؤمنين سمعا وطاعة وودا ونصيحة أنا أول الناس جاء بما سالت وبما طلبت.
اخباره في غارة الغامدي:
في شرح النهج ج 1 ص 145 146 انه لما بعث معاوية سفيان بن عوف الغامدي فأغار على الأنبار وقتل أشرس بن حسان البكري عامل علي ع عليها وبلغه الخبر خطب الناس وندبهم إليهم فلم ينبس أحد منهم بكلمة فخرج يمشي راجلا حتى اتى النخيلة والناس يمشون خلفه حتى أحاط به قوم من أشرافهم وردوه فدعا سعيد بن قيس الهمداني فبعثه من النخيلة في ثمانية آلاف فخرج سعيد بن قيس على شاطئ الفرات في طلب الغامدي حتى إذا بلغ عانات سرح أمامه هانئ بن الخطاب الهمداني فاتبع آثارهم حتى دخل أداني ارض قنسرين وقد فاتوه فانصرف ولبث علي ع ترى فيه الكآبة والحزن حتى قدم عليه سعيد بن قيس.
اخباره مع الحسن ع:
لما جهز الحسن ع جيشا لمحاربة معاوية مع عبيد الله بن العباس من أهل البصائر من أهل الكوفة أوصاه بهم وقال له اني باعث معك اثني عشر ألفا من فرسان العرب وقوام المصر الرجل منهم يزيل الكتيبة إلى أن قال فإنهم ثقات أمير المؤمنين وشاور هذين يعني قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري وسعيد بن قيس الهمداني فان أصبت فقيس على الناس فان أصيب قيس فسعيد عليهم ولما نفر الناس بالحسن ع في ساباط المدائن دعا ربيعة وهمدان وفيهم سعيد بن قيس فأطافوا به يمنعونه ممن اراده.
التمييز عن جامع الرواة انه نقل رواية عبد الله بن سنان عن أبي حمزة عن سعيد بن قيس الهمداني في باب فضل اليقين من الكافي.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|