أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-10-2017
798
التاريخ: 8-10-2017
685
التاريخ: 9-10-2017
711
التاريخ: 9-10-2017
995
|
شهادة الإمام الهادي (عليه السلام):
انتهت قصة الصراع المرير بين إمامنا الهادي (عليه السلام) ورموز السلطة العباسية بدس السم إليه من قبل المعتز (1)، وصلى عليه ابنه الإمام بعده أبو محمد الحسن العسكري (عليه السلام) (2)، وذلك في يوم الاثنين المصادف الثالث من رجب سنة 254 ه، واكتظ الناس في موكب توديع وتشييع الإمام (عليه السلام)، وخرج الإمام أبو محمد الحسن العسكري في جنازته مشقوق القميص (3)، وكان أبو أحمد بن هارون الرشيد، المبعوث من قبل المعتز العباسي للصلاة على جثمان الإمام (عليه السلام) لما رأى اجتماع الناس وضجتهم أمر برد النعش إلى دار الإمام (عليه السلام) فدفن هناك (14)، وكان المعتز قد أرسل مبعوثه للتغطية على جريمته النكراء، كما هو ديدن أسلافه العباسيين مع الأئمة الهداة من عترة المصطفى (عليهم السلام). قال الشاعر:
ثم نـــال المعتز مــا شاء منه *** إذ سقاه السم النقيع جهارا
فاستشاطت له البلاد وصارت *** صيحة طبقت بها الأقطارا (5)
وقيل في يوم وفاته:
إنه يوم الاثنين الخامس والعشرون من جمادى الآخرة سنة 254هـ (6)، والتأريخ الأول أشهر وعليه عامة أعلام الطائفة محدثيهم ومؤرخيهم (7). وروي عن ابن بابويه أنه (عليه السلام) مات مسموما، وأن الذي سمه هو المعتمد العباسي (8)، وإذا صح ذلك فإنه لا بد أن يكون قد سمه المعتز، كما نقله الشيخ إبراهيم الكفعمي، ذلك لأنه استشهد في عهده سنة 254 ه، وبويع المعتمد العباسي بالخلافة سنة 256هـ في النصف من رجب بعد قتل المهتدي بن محمد بن هارون الواثق.
أقول: لقد صرح كثير من المحدثين والمؤرخين بأن الإمام (عليه السلام) قد مات مسموما، منهم: الشبلنجي وابن الصباغ المالكي والشيخ أبو جعفر الطبري الإمامي والشيخ إبراهيم الكفعمي وغيرهم (9)، وبعض هؤلاء اكتفى بنقل القول في ذلك، ومما لا شك فيه أن الإمام (عليه السلام) قد استشهد في زمان المعتز، وهو المعروف عند المؤرخين بأنه كان شابا نزقا سفاكا للدماء، لم يتحرج عن القتل. ففي أول جلوسه على سرير الحكم بعث إلى أخويه المؤيد وأبي أحمد ابني المتوكل، فأخذهما وحبسهما، وقيد المؤيد وضربه أربعين مقرعة، وخلعه من ولاية العهد، وأخذ خطه بخلع نفسه، ثم قتله في السجن، وجعل أخاه أبا أحمد في محبسه، وخشي أن يتحدث عنه الناس أنه قتل أخاه أو احتال عليه، فأحضر القضاة حتى شاهدوه وليس به أثر (10). وأبعد ابن عمه المهتدي إلى بغداد خوفا من أن ينصبه الأتراك خليفة من بعده (11)، وهو الأمر الذي حدث فعلا. وكتب أمانا لابن عمه المستعين بعد أن خلع الأخير نفسه عن الخلافة وبايع للمعتز، وسكن واسط، لكنه بعث إليه سعيد بن صالح، فأدخله سعيد منزله وضربه حتى مات، وقيل: جعل في رجله حجرا، وألقاه في دجلة. وحمل رأسه إلى المعتز وهو يلعب بالشطرنج، فقيل له: هذا رأس المخلوع. فقال: ضعوه حتى أفرغ من الدست. فلما نظر إليه وأمر بدفنه، أعطى سعيد خمسين ألف درهم وولاه معونة البصرة (12). فهذا فعله مع إخوته وأبناء عمه، أما مع الطالبيين فإن أفعاله أشد قسوة وأكثر مرارة، وهي تتوزع بين الإبعاد والتشريد والحبس والقتل، وفيما يلي نقدم صورا من ذلك.
- فقد روى المؤرخون أنه حمل جماعة من الطالبيين من المدينة إلى سامراء ظلما وعدوانا دون أن يبدو منهم شيء من المعارضة أو المخالفة، منهم أبو أحمد محمد ابن جعفر بن الحسن بن جعفر بن الحسن المثنى، وأبو هاشم داود بن القاسم الجعفري (13).
- وقال أبو الفرج الأصفهاني: وفي أيام المعتز قتل عبد الرحمن خليفة أبي الساج أحمد بن عبد الله بن موسى بن محمد بن سليمان بن داود بن الحسن بن الحسن بن علي.
وتوفي في الحبس عيسى بن إسماعيل بن جعفر بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وأمه فاطمة بنت سليمان، كان أبو الساج حمله، فحبس بالكوفة، فمات هناك.
وقتل بالري جعفر بن محمد بن جعفر بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين، في وقعة كانت بين أحمد بن عيسى بن علي بن الحسين بن علي بن الحسين (عليه السلام) وبين عبد الله بن عزيز، عامل محمد بن طاهر بالري.
وقتل إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن عبيد الله بن الحسن بن عبد الله بن العباس بن علي، وأمه أم ولد، قتله طاهر بن عبد الله في وقعة كانت بينه وبين الكوكبي بقزوين.
وحبس أحمد بن محمد بن يحيى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي (عليه السلام) في دار مروان، حبسه الحارث بن أسد عامل أبي الساج في المدينة، فمات في محبسه (14).
أخيرا إن مثل هذا الرجل لا يبعد منه أن يقتل الإمام الهادي (عليه السلام) ويقترف مثل هذه الجريمة النكراء، سيما وهو يرى التفاف الناس على الإمام (عليه السلام) وحبهم له، وتفوقه على جميع بني العباس في العلم ومكارم الأخلاق والصفات الحميدة، ولا يبعد أن يكون هو الذي دس إليه السم كما صرح بذلك الشيخ الكفعمي، أو أن يكون المعتمد العباسي هو الذي دس إليه السم بإيعاز من المعتز، وبذلك نكون قد جمعنا بين الروايتين الواردتين في قتله (عليه السلام).
بنفسي مسجـــونا غريبـا مشاهدا *** ضريحا له شقته أيدي الغواشم
بنفسي موتورا عن الوتر مغضيا *** يســـــــالم أعداء لـــه لم تسالم
بنفسي مسموما قضى وهو نازح *** عن الأهل والأوطان جم المهاضم (15)
____________
(1) بحار الأنوار 50: 117، عن مصباح الكفعمي.
(2) الإرشاد 2: 315، الكافي 1: 262 / 3، إعلام الورى: 368، المناقب 4: 422.
(3) الأنوار البهية: 247.
(4) تأريخ اليعقوبي 3: 240.
(5) الذخائر: 64.
(6) الفصول المهمة: 279، كشف الغمة 3: 165 و174.
(7) راجع الكافي 1: 416، دلائل الإمامة: 409، تاج المواليد: 132، المناقب 4: 401.
(8) نقل ذلك عنه ابن شهرآشوب في المناقب 4: 401.
(9) راجع نور الأبصار: 83، الفصول المهمة: 279، دلائل الإمامة: 409، بحار الأنوار 50: 117.
(10) تأريخ الخلفاء للسيوطي: 287، الكامل في التأريخ 7: 172.
(11) تأريخ الخلفاء للسيوطي: 288.
(12) الكامل في التأريخ 7: 172 - 173.
(13) راجع الكامل في التأريخ 7: 175.
(14) مقاتل الطالبيين: 433 - 434.
(15) المجالس السنية 5: 656.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|