أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-2-2017
1806
التاريخ: 8-2-2017
805
التاريخ: 8-2-2017
640
التاريخ: 8-2-2017
684
|
[نص الشبهة] : عن النبي صلى الله عليه وآله انه قال : «ان الميت ليعذب ببكاء الحي عليه». وفي رواية اخرى «ان الميت يعذب في قبره بالنياحة عليه».
وروى المغيرة بن شعبة عنه صلى الله عليه وآله انه قال : «من نيح عليه فإنه يعذب بما يناح عليه» .
[جواب الشبهة] : هذا الخبر منكر الظاهر لأنه يقتضي اضافة الظلم إلى الله تعالى ، وقد نزهت أدلة العقول التي لا يدخلها الاحتمال والاتساع والمجاز الله تعالى عن الظلم وكل قبيح.
وقد نزه الله تعالى نفسه بمحكم القول عن ذلك فقال عز وجل : {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام: 164] ولابد من ان نصرف ما ظاهره بخلاف هذه الادلة إلى ما يطابقها إن امكن ، أو نرده ونبطله.
وقد روي عن ابن عباس في هذا الخبر أنه قال وهل ابن عمر : انما مر رسول الله صلى الله عليه وآله على قبر يهودي اهله يبكون عليه فقال انهم يبكون عليه وانه ليعذب.
وقد روى انكار هذا الخبر عن عائشة ايضا ، وأنها قالت لما خبرت بروايته : وهل ابو عبد الرحمن كما وهل يوم قليب بدر ، انما قال (عليه السلام)ان اهل البيت الميت ليبكون عليه ، وانه ليعذب بجرمه.
فهذا الخبر مردود ومطعون عليه كما ترى.
ومعنى قولهما : وهل : اي ذهب وهمه إلى غير الصواب.
يقال وهلت إلى الشئ أو هل وهلا : إذا ذهب وهمك إليه.
ووهلت عنه أو هل وهلا : إذا نسيته وغلطت فيه.
ووهل الرجل يوهل وهلا : إذا فزع.
والوهل : الفزع. وموضع وهله في ذكر القليب أنه روي أن النبي صلى الله عليه وآله وقف على قليب بدر فقال : هل وجدتم ما وعد ربكم حقا.
ثم قال : إنهم ليسمعون ما أقول. فأنكر ذلك عليه ، وقيل انما قال عليه السلام : أنهم الآن ليعلمون ان الذي كنت اقول لهم هو الحق واستشهد بقوله تعالى : {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى} [النمل: 80] ، ويمكن في الخبر إن كان صحيحا وجوه من التأويل :
اولها : انه إن وصى موص بأن يناح عليه ففعل ذلك بأمره ، فإنه يعذب بالنياحة. وليس معنى يعذب بها أنه يؤاخذ بفعل النواح ، وانما معناه أنه يؤاخذ بأمره بها ووصيته بفعلها ، وانما قال صلى الله عليه وآله ذلك لان الجاهلية كانوا يرون البكاء عليهم والنوح ويأمرون به ويؤكدون الوصية بفعله ، وهذا مشهور عنهم.
قال طرفة بن العبد :
فان مت فانعيني بما أنا أهله * وشقي عليه الجيب يا ابنة معبد .
وقال بشر بن ابي حازم :
فمن يك سائلا عن بيت بشر * فان له بجنب الردم بابا
ثوى في ملحد لابد منه * كفى بالموت نابا واغترابا
رهين بلى وكل فتى سيبلى * فاذري الدمع وانتحبي انتحابا .
وثانيها : ان العرب كانوا يبكون موتاهم ويذكرون غاراتهم وقتل اعدائهم ، وما كانوا يسلبونه من الاموال ويرونه من الاحوال، فيعدون ما هو معاص في الحقيقة بعذاب الميت بها وإن كانوا يجعلون ذلك من مفاخره ومناقبه ، فذكر انكم تبكونهم بما يعذبون به.
وثالثها : ان يكون المعنى ان الله تعالى إذا علم الميت ببكاء أهله واعزته عليه تألم لذلك ، فكان عذابا له. والعذاب ليس بجار مجرى العقاب الذي لا يكون إلا على ذنب متقدم ، بل قد يستعمل كثيرا بمعنى الالم والضرر. ألا ترى ان القائل قد يقول لمن ابتدأه بضرر أو ألم : قد عذبتني بكذا وكذا وآذيتني ، كما يقول اضررت بي وآلمتني. وإنما لم يستعمل العقاب حقيقة في الآلام المبتدئة، من حيث كان اشتقاق لفظة العقاب من المعاقبة التي لابد من تقدم سبب لها وليس هذا في العذاب.
ورابعها : ان يكون أراد بالميت من حضره الموت ودنا منه. فقد يسمى بذلك القوة المقاربة على سبيل المجاز. فكأنه صلى الله عليه وآله اراد أن من حضره الموت يتأذى ببكاء اهله عنده ، ويضعف نفسه ، فيكون ذلك كالعذاب له.
وكل هذا بين بحمد الله ومنّه .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|