أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-9-2017
2554
التاريخ: 6-9-2017
2563
التاريخ: 6-9-2017
3957
التاريخ: 6-9-2017
20938
|
قال في «اللهوف»: قال الراوي: ثم انفصلوا من كربلاء طالبين المدينة قال بشير بن حذلم: فلما قربنا منها نزل علي بن الحسين فحط رحله وضرب فسطاطه وأنزل نساءه وقال: يا بشر رحم الله أباك لقد كان شاعراً فهل تقدر على شيء منه؟
فقلت: بلى يا ابن رسول الله، إني لشاعر.
فقال (عليه السلام): ادخل المدينة وانع أبا عبد الله.
قال بشير: فركبت فرسي وركضت حتى دخلت المدينة، فلما بلغت مسجد النبي (صلى الله عليه واله) رفعت صوتي بالبكاء فأنشأت أقول:
يا أهل يثرب لا مقام لكم بها ... قتل الحسين فأدمعي مدرار
الجسم منه بكربلاء مضرج ... والرأس منه على القناة يدار
قال: ثم قلت: هذا علي بن الحسين (عليه السلام) مع عماته وأخواته قد حلوا بساحتكم ونزلوا بفنائكم، وأنا رسوله اليكم أعرفكم مكانه.
قال: فما بقيت في المدينة مخدرة ولا محجبة إلّا برزن من خدورهن، مكشوفة شعورهن، مخمشة وجوههن، ضاربات خدودهن، يدعون بالويل والثبور، فلم أر باكياً أكثر من ذلك اليوم، ولا يوماً أمرّ على المسلمين منه .
قال بشير: ورأيت امرأة كبيرة تحمل على عاتقها طفلاً وهي تشق الصفوف نحوي، فلمّا وصلت قالت: يا هذا أخبرني عن سيدي الحسين (عليه السلام)، فعلمت أنها ذاهلة؛ لأني أنادي «قتل الحسين» وهي تسألني عنه، فسألت عنها، فقيل لي: هذه أم البنين (عليها السلام)، فأشفقت عليها وخفت أن أخبرها بأولادها مرة واحدة.
فقلت لها: عظم الله لك الأجر بولدك عبد الله.
فقالت: ما سألتك عن عبد الله، أخبرني عن الحسين (عليه السلام).
قال: فقلت لها: عظم الله لك الأجر بولدك عثمان.
فقالت: ما سألتك عن عثمان، أخبرني عن الحسين (عليه السلام).
قلت لها: عظم الله لك الأجر بولدك جعفر.
قالت: ما سألتك عن جعفر، فانّ ولدي وما أظلته السماء فداءً للحسين (عليه السلام)، أخبرني عن الحسين (عليه السلام).
قلت لها: عظم الله لك الأجر بولدك أبي الفضل العباس.
قال بشير: لقد رأيتها وقد وضعت يديها على خاصرتها وسقط الطفل من على عاتقها وقالت: لقد والله قطعت نياط قلبي، أخبرني عن الحسين.
قال: فقلت لها: عظم الله لك الأجر بمصاب مولانا أبي عبد الله الحسين (عليه السلام).
ما أعظم موقفها (عليها السلام) وأعظم مصابها برزية الامام، مما يكشف عن مدى إيمانها ورسوخ اعتقادها وولاءها الوثيق وحبها الذي يوصف للحسين (عليه السلام)، ولطالما كانت تقول: ليت أولادي جميعاً قتلوا وعاد أبو عبد الله الحسين (عليه السلام) سالماً.
إنّ شدة حبها للحسين يكشف عن علو مرتبتها في الايمان وقوة معرفتها بمقام الامامة بحيث تستسهل شهادة أولادها الأربعة - وهم لا نظير لهم أبداً - في سبيل الدفاع عن إمام زمانها .
قال السيد محمد كاظم الكفائي:
أم على أشبالها أربع ... جاءت لبشر وبه تستعين
وتحمل الطفل على كتفها ... تستهدي فيه خبر القادمين
ملهوفة مما بها من أسى ... ترى بذاك الجمع شيئاً دفين
فقال يا أم ارجعي للخبا ... وابكي بنيك قتلوا أجمعين
فما انئنت وما بكت أمهم ... وخاب منه ظنه باليقين
كأنهم الطود وما زلزلت ... وحق أن تجري لهم دمع عين
فقال يا أم البنين اعلمي ... بأن عباساً قتيلاً طعين
قالت طعنت القلب مني فقل ... النفس والدنيا وكل البنين
نمضي جميعاً كلنا للفنا ... نكون قرباناً فدىً للحسين
فقال يا أم البنين البسي ... ثوب حداد الحزن لا تنزعين
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|